ليس دفاعآ عن أكرم التوم ....و لكن...

07:41 PM July, 09 2020

سودانيز اون لاين
محمد عبدالله حمدنا الله-
مكتبتى
رابط مختصر

ليس دفاعًا عن أكرم التوم...و لكن...
====================

ليست لي أي معرفة شخصية أو مهنية بأكرم علي التوم وزير الصحة "المُقال"...و لم أقابله وجهآ لوجه على الإطلاق ...حتى أن إسمه لم يمر علي قبل الثورة إلا لمامآ...لكن متابعتي لأدائه و السجال الدائر منذ أول يوم لتوليه التكليف الوزاري و حتى اليوم بين مؤيديه و مناوئيه جعلني أصل لقناعة شخصية مفادها أن أكرم التوم قد ظلم نفسه و ظلمه الناس...

و مع إختلافي الكامل معه في "بعض" منطلقاته و توجهاته و طريقة تصريفه للأمور إلا أني لدي قناعة كاملة بأن الرجل لا تنقصه الكفاءة و الوطنية و الديناميكية و النزاهة...لكنه قد ظلم نفسه بعدم خروجه من عباءة الناشط إلى عباءة رجل الدولة و أدخل نفسه في "مقصلة" الصراعات الحزبية و الشخصية و جعل من شخصيته المصادمة وقودآ للكثير من المعارك "الدون كيشوتية" التي بددت الكثير من طاقته و فعاليته و زادت من انقسام الناس حوله كأعداء أو كمنافحين مما لغى مساحة الوسطيين الذين يحكمون عليه و على أدائه بحيادية و فقد بذلك الكثير من الرصيد الذي كان يمكن أن يؤهله لمواصلة كفاحه و هو على بصيرة...

و قد ظلم المؤيدون لأكرم و ثوريته أكرم نفسه أكثر من ظلم أعدائه له...فقد تحزبوا له بصورة "تكتلية" كأنه عصي على الخطأ أو النقد رغم أن الرجل نفسه في بداياته كان يبدو عليه الانفتاح و تقبله للنقد و تصحيح مساره متى ما اقتنع بأن هنالك خطأ ما...

و من هذه النقطة أشير إلى أن الخطأ لا يجب أن يلقى على أكرم وحده...فمسئولية "الحاضنات السياسية" و "الشلليات" يجب أن تتحمل المسئولية أولآ...و يجب أن يكون ما حدث لأكرم درسآ لكل من يتولى أي مسئولية وطنية-إن كان هناك من يعتبر-

لكني أرجع و أقول أن آخر قرار لأكرم و هو عدم قبوله لإجباره على الاستقالة هو قرار سليم و إن بدا للبعض بأن فيه "بعض" الطفولية و الكثير من "الكنكشة"...إلا أن باطن قراره هذا قد أحرج "العمدة من غير أطيان" حمدوك...فليس أكرم وحده هو سبب فشل الحكومة الانتقالية خصوصآ أن حمدوك "مكتظة " بالفاشلين ممن هم دون أكرم بكثير و أولهم حمدوك نفسه...لذلك فتمسكه بمنصبه اجبارآ لحمدوك حتى يقيله هو موقف سليم و يعري حمدوك و زمرة الفاشلين حوله...

ختامآ....أتمنى لأكرم التوم مستقبلآ أفضل في رحاب أوسع و أتمنى أن يستفيد مما حدث له في تقويم تجربته فالرجل نشط و لا يزال لديه الكثير ليقدمه و أتمنى أن يأتي يوم يقيم الناس تجربة أكرم بحيادية بعيدآ عن الهتافيات و خيال الثورجية و نزق الشلليات.




# ود حطب الله