أبيض وأسود

07:21 PM July, 01 2020

سودانيز اون لاين
ابو جهينة-السعودية _ الرياض
مكتبتى
رابط مختصر

إلى تلك الخلاسية التي سألتْني عن تناسخ الألوان في جنس البشر و هي موقنة أن في سحنتها سفْرٌ من إجابة تملأ أضابيرا ..
قلت لها وأمام ناظري تتراقص صور شتى تتراءى من شوارع المدن المزدحمة وهدوء القرى النائمة على ضفاف الأنهر وصخب التواصل في زماننا هذا بشتى السبل :
***
ذات مزاج راقبتُ بصبر وأناة ما يشفي غليلك.
فقد ظلَّتْ حبات القهوة تتباهى بلونها الأسمر ونكهتها المفعمة بعبق التلال ...
عندما دلقوها على سطح ( المحماس ) الساخن .. وفاحت رائحتها ... استكانت لتسُّرب العطر الجديد داخل النتوء الذي يقسم حباتها إلى (إثنين) .. وانتفختْ أوداجها الطرفية وهي تتقافز من لسعات السطح الذي تزايدت حرارته.
رغم أن لونها اكتسى سواداً أشد حلكة من ذي قبْل .. إلا أنه أعجبها ... ولم تنتبه إلى يد ( المهباج ) ينهال عليها داخل ( الإناء الخشبي ) ويحيلها إلى ذرات دقيقة وناعمة وتندلق عليه حبيبات أخرى بأمزجة مختلفة وألوان متباينة وأحجام متنوعة. ( فاستكانت طائعة لهذا التمدد الذي يزيد من جيناتها ).
في ذات الوقت ... كان الحليب يتبختر كما الطاؤوس مفاخرا بلونه .. فتارة يقول : أنا ابن الشمس .. وتارة يقول أنا الذي أرضعه القمر في عنفوان استدارته ..
عندها صاحت حبيبات القهوة السوداء وهي تعاني جراء الذي ينهال عليها : أنا لوني الأسود أصل الأشياء.
وجاراها الحليب وهو يُغْلى على نار هادئة ليس ببعيد عن الحبيبات : وأنا الأبيض لون الإشراق والإصباح.

وتعالتْ الأصوات هنا و هناك:
الأسود
الأبيض
أنا الذي
أنا التي

وعندما أستقر الاثنان في جوف الإبريق الفضي ... متجاورين في حيز ضيق .. شعرا بأن الحيز أوسع بكثير من الفضاء الرحيب الذي أحتوى المغالطة التي مارساها.

همدتْ الأصوات .. و تكالب الأبيض على الأسود ..
وتسرّب الأسود داخل طيات الأبيض ..
تعانقا كما جذور أشجار الأحراش العتيقة عندما تخالف نواميس الطبيعة وتعانق سيقان الأشجار وفروعها الغليظة ...

لاحظ الاثنان أنهما اتخذا لوناً ثالثاً ...خُلاسي السحنة ... بأصالة تضاهي كل ما جاء في سِفْر الألوان.
وعندما اندلقا سوياً على فنجان فخاري ... في هدير متناغم ..
كانت فقاعات الاندلاق تُشكل وجهاً مبتسماً ابتسامة عريضة ..
فسَكَن خوف الاثنين ...
واستقرا بهدوء يحتويهما هذا المتخم دفئاً وترحاباً ..
خالطهما إحساس بأن هذا الوعاء الطيني هو الملاذ .. وهو جذور أصليهما ...
وخالطت رائحة الفخار مزيج النكهة الجديدة ..
وتمايلت سحابة من بخار تتمايل وكأنها تتراقص على أنغام طبول نحاسية ..
فراحا في إغماضه مستكينة غير عابئين بما يحدث بعد ذلك ...

حبيبنا أبوجهينة
كالعادة ابداع وجمال اللغة
هكذا انت يا جميل
دائما ما نترقب حضورك الزاهي

تحياتي اديبنا ..

سلام استاذنا علي

مشكور على المرور البهي

سؤال اخي علي:

مقارنة بالدول التي تمارس العنصرية حسب العرق واللون
اين تعتقد نقف نحن؟

مقارنة بالدول التي تمارس العنصرية حسب العرق واللون
اين تعتقد نقف نحن؟
=====================
حبيبنا الأديب تحياتي ..
أنا بالنسبة لي شخصياً اعتبر أن العنصرية كامنة في كل البشر
في اللاشعور .. وتخرج هكذا بدون شعور عند المواقف
هذه الصفة لن تزول ما دامت البشرية باقية ..
هي ممارسة منذ سام وحام .. وحتى في مجالس الصحابة رضوان الله عليهم
قصة بلال واباذر رضي الله عنهم ..

ولا بقوة القانون لأنها في دواخل البشر .. حتى بعض الحيوانات تمارسها داخل سربها

ليست العنصرية محصورة بين السود والبيض بل بين السود مع بعضهم وكذلك البيض مع بعضهم
وهناك عنصريات متعددة غير لون البشرة .. هذه قبيلة كذا وتلك قبيلة كذا ..


لا أظن أن هناك حل لهذه المشكلة وسوف تدوم هكذا

تحياتي الحبيب أبوجهينة

قليل من الكتاب يصيب الفكر بالانبهار
ويعتريك الوجل والخوف من ان تفسد
ذاك الجمال فتعيد القرأة و
يعجز العقل ان يخط حرف بعدهم.

ذاك هو ابوجهينة

ابوجهينة
بعد خمس سنوات ها انت تبحر بنا مرة نحو ضوء النهار
ديىيك زالكوت الشاعر الكاريبي قال
أنا مجرد زنجي أحمر يحب البحر،
تلقيت تعليماً كولونيالياً جيداً،
في باطني الهولندي والزنجي والإنكليزي،
إما أنا نكرة أو أمة.

الاخ الفنان احمد ياسين

مرورك بنكهة نوتة موسيقية
تشكر على هذا المرور الفخيم

*

أنا مجرد زنجي أحمر يحب البحر،
تلقيت تعليماً كولونيالياً جيداً،
في باطني الهولندي والزنجي والإنكليزي،
إما أنا نكرة أو أمة.

*
نفس الاعتلاج يا احمد

دمتم

الاخت الاستاذة اخلاص
لك التحايا

شكرا على المرور البهي
والشكر لكلماتك الباذخة

دمتم ابدا

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم

شكرا اخي صديق

جئت بالقول الفصل من لدن القدير

مقارنة بالدول التي تمارس العنصرية حسب العرق واللون
اين تعتقد نقف نحن؟
=====================
حبيبنا الأديب تحياتي ..
أنا بالنسبة لي شخصياً اعتبر أن العنصرية كامنة في كل البشر
في اللاشعور .. وتخرج هكذا بدون شعور عند المواقف
هذه الصفة لن تزول ما دامت البشرية باقية ..
هي ممارسة منذ سام وحام .. وحتى في مجالس الصحابة رضوان الله عليهم
قصة بلال واباذر رضي الله عنهم ..

ولا بقوة القانون لأنها في دواخل البشر .. حتى بعض الحيوانات تمارسها داخل سربها

ليست العنصرية محصورة بين السود والبيض بل بين السود مع بعضهم وكذلك البيض مع بعضهم
وهناك عنصريات متعددة غير لون البشرة .. هذه قبيلة كذا وتلك قبيلة كذا ..

ليست العنصرية محصورة بين السود والبيض بل بين السود مع بعضهم وكذلك البيض مع بعضهم
وهناك عنصريات متعددة غير لون البشرة .. هذه قبيلة كذا وتلك قبيلة كذا ..

**

صح لسانك اخي علي

في احدى رحلات العمل الى دولة اوروبية
تم اختيار احدهم من الجنسية العربية ليقوم باختيار عرب ليقوموا بمهام معينة تتعلق بمهمتنا ويجيدون لغة البلد الذي نحن فيه

فاذا به يختار فقط من بني جلدته ونصفهم لا يعرف غيراللغة العربية ولا يعرف من لغة البلد الذي ياويه غير بضع كلمات
والقصص تملأ اضابير

دمتم