غناء الأرض

03:01 PM June, 30 2020

سودانيز اون لاين
Abdalla Gaafar-Somaliland
مكتبتى
رابط مختصر

غناء الارض هو مجموعة قصائد ونصوص نثرية (بالفصحى وبالدارجة) كتبت علي مدي زمني طويل من التسعينات وحتي قبام ثورة ديسمبر
في العام 2016 تم تكوين مجموعة غناء الأرض والتي قامت بتلحين وغناء بعض هذه النصوص حين بدأت الدعوة لبدء عصيان مدني في ديسمبر 2016 واستمرت هذه المجموعة في الغناء والتوثيق لبعض أحداث الثورة منذ 2016 وحتى الآن

وسأقوم في هذا البوست باستعراض بعض أعمال مجموعة غناء الأرض والتي تم تداولها عبر وسائط التواصل الاجتماعي والتي لم تجد حظها الى الان في البث عبر القنوات الاعلامية في السودان
تكونت المحموعة في العام 2016 من
شخصي غبد الله جعفر
الملحن محمد عبد الرحيم حمدتو
الفنان وليد يوسف
الفنانة فدوى فريد
فنان الطمبور كباشي جعفر
وانضم الي المجموعة لاحقا بعض بدء وفض اعتصام القيادة عدد من الفناتين والمتخصصين في مجال الموسيقي وتقنية المعلومات منهم
الفنان الشاب إيهاب جعفر
الفنانات
عفراء علي
أفراح الزيتونة
وشباب الموسيفي وتقتية المعلومات
عبد الوهاب خليل
أبوبكر عبد الله جعفر
عبدو كرومة
أخمج علي محجوب
أول اعمال المجموعة كان في ديسمبر 2016 في أنشودة ديسمبر والتي تم تحديثها في ديسمبر 2018 و2019 باضافة الفيديوهات والموسيقى




أنشودة ديسمبر

رَقَصَ الضَّوْءُ عَلَى لَيْلِ البنادر
وَمَضَى السُّمْرُ إِلَى الحُلْمِ وَمَا لِلحُلْمِ آخِر
انَّهُ ديسمبِر المَمْلُوء بِالآمَالِ وَالشُّهُبِ الكواسر
إنَّهُ ديسمبِر الشَّمْسُ الَّتِي حَتْمًا سَتُشْرِقُ يَوْم بَاكِر
....
سَنُغَنِّي بِإسمِ ديسمبِر ِ لِلعَالَمِ عَنْ فَجْرِ البَشَائِر
سَنُغَنِّي لِلشَّبَابِ السُّمْرِ وَالغُرَرِ النواضر
وَنُغَنَّى بِاسْمِ مَنْ رَحَّلُوا بِلَيْلِ الظُّلْمِ غبنّا لِلمَقَابِر
بِاسْمِ مَنْ مَاتُوا بِدَاءِ الفَقْرِ أَوْ قُتلُوا برصّاص العَسَاكِر
بِاسْمِ حَزَنِ الأُمَّهَاتِ السُّمْرِ فِي سِبْتَمْبَرَ المَخْزُونُ نَزْفًا فِي الخَوَاطِر
بِاسْمِ مَنْ نَزَفُوا قُبَيْلَ العِيدِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرَ
.....
يُنْهَضُ النِّيلُ لِيَرْوِي ضِحْكَةَ الأَرْضِ اليباب
يَهْطِلُ الغَيْمُ لِيَغْسِلَ حُزْنَ هآتِيكَ الهِضَاب
يُومِضُ البَرْقُ لبمحو مَا تَبَقَّى مِنْ ضَبَاب
أَنَّهُ التَّأْرِيخُ يَحْكِي ثَوْرَةَ السُّمْرِ الشَّبَاب
ثُمَّ يَنْصِبُ تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ مِقْصَلَةَ الحِسَاب

كتبت في مطار أديس أببا أول ديسمبر 2016 تم تلحينها وتداولها في وسائط التواصل في اطار الدعوة للاعتصام المدني في 19 ديسمبر 2016

التسجيل الأول

التسجيل الثاني

أغاني أثناء اعتصام القيادة

ياثورة من نيلين وفكرة وأمنيات

القصيدة

ياثورة من نيلين وفكرة وامنيات
اكتبنيا علي قسيمة الشعب مهرك أغنيات
وارسمينيا علي الدفاتر وردة
من تعب الغلابا
وخطوة في الزمن النضيف
علمينا الضحكة في الليل المغبرن
بي دموع الحسرة والغم والنزيف
طلي كان يبرد حشا الامات
من الحزن الموزع
بين سجون الوجعة واحلام الرغيف
يا ثورة جاية من الغبائن
ودمعة الخلق الرمت
شوق انتظار جيتك علي تعب الرصيف
ياثورة من نيلين وفكرة وامنيات
لملمينا من الشوارع والمواجع
والمطارات المغسّلة بي دموع الذكريات
لملمينا من البهادل والدرادر
والفضل جوانا من طين المسادير اغنيات
لملمينا من المسافة الفاصلة
بين الحسرة والحلم المدد في بيوت الطين رفات
ياثورة من نيلين وفكرة وضي شموع
سوقينا من وسخ الشوارع الطاهرة
للحلم المدد فينا مابين المقابر والدموع
سوقينا للصبح البساسق في وجع قلب البنيات
الابن ينسنا ملامحنا ومواعيد الرجوع


التسجيل

تسقط بس
القصيدة

باسم الله تسقط بس
باسم الشعب تسقط بس
باسم العالم الانساني تسقط بس
صدور أولادنا في وش الرصاصة مغس
شباب رص الهتافات رص
لا خائن ولا خائف ولا مندس
هتاف أماتو تسقط بس
وتسقط بس
عشان تطلع علي ليل الغلابا شمس
وتسقط بس
عشان أم الشهيد تلبس
عبايات الصبر سندس
وما تندس
ولا نندس
ولا نكتب مسادير الهتاف بالدس
وتسقط بس
عشان اولادنا تهتتف تاني
تسقط بس
اذا ليل الظلم عسعس
وشان زيف الدقون ينقص
ومن صنم الفساد نقتص
وبي دم الشهيد بالنص
نكتب بكرة دستور الفضيلة حرس
ونتعوذ
من ليلا ضلامو كبس
من الخناس اذا وسوس
ومن إفك الدقون والمس
من التاريخ نشيل
شرف الكتابة مقص
نقص صفحة زمانك قص
نقصك قص
ومنك يالبشير نقتص
لا طابت ضهور أولادنا
لا دفتر حسابنا نقص
ونتحاسب حساب بالنص
عن الشهدا وركوب ضهر الضلالة فرس
تواريخ الظلم والخوف حين وش الخليفة عبس
زنازين الغبن والوجعة حين صوت الفضيلة كرس
وجع رك الشمال في الحجرة والبلد الجنوبو غتس
ونتحاسب حساب بالنص
لا قهر الرجال بنسوهو لا دم الشهيد برخص
ونهتف الف تسقط بس

التسجيل

علي هدب العيون
القصيدة


علي هدب العيون شلناك براحات لي وطن عامر
مرقنا عليك في ديسمبر المرسوم نزيف شهدا وقلب صابر
وشفناك في عيون الناس مغتغت بالحزن ساتر
وديسناك في قلب البنيات البغزلن من دموع فقرا الدروب باكر
وطن للعزة لا مجلوب ولا منهوب ولا منكوب ولا غادر
........
مشينا عليك بي شهدانا لا كلينا لا ملينا من شيل الهجيرة وقاف
ولاقيناك وكت شرقن صباحاتك علي النيلين نخيل وضفاف
وغنيناك سلام الاف
علي الشهدا وعلي الكبن دموع وجع الغبينة رعاف
سلام الاف
علي الكتبن غناوي الثورة في التاريخ نضال وعفاف
سلام الاف علي الولد السلاحو هتاف
سلام الاف علي البلد السلاحو هتاف
.........

التسجيل

بعد فض اعتصام القيادة

مناحة المتاريس

القصيدة

مناحة المتاريس
يا وجعة قبايل العيد وكت غابت شموس ضحك الوليدات
وانكسر خاطر البلاد الواقفة ما بين المتاريس والقبور
وقف الزمن بالخوف وقت شقن رصاصات الغبن بالحسرة
توب الليل وجع بين الخيام والسور
شهق المكان بالحسرة وانسدت ينابيع الدموع بالعبرة في
طرف المدينة الضج بي صوت الرصاصات
الموزعة في الشوارع والصدور
شربن نوافير المدينة الدم بكن دفقن دموعا علي
رحيل صوت الوليدات في عيون الناس غياب وحضور
قضية الموت وقت دارت حروب الردة ما بين الهتاف والطلقة
لا هجعن عيون اماتنا لا طلعن قبايل العيد شموس وبدور
ولا انفشت غبينة العسكري السفاح
ولا كفن سيول الدم وقت سالن علي الاسفلت شلال نور
نجيمات الفجر شهدن جريمة العسكري السفاح قبايل العيد
بكن كتبن مناحات المتاريس المدرعة بالهتاف ضد الشهادة الزور
منو البقدر يهدهد في حشا الأمات هدير الشوق
اذا لاحن مع الاحلام بسيمات الوليد الزين بروق وعطور
منو البقدر يهدهد في نصايص الليل مناحات العشق والشوق
اذا شالن نسايم الليل علي النجمات وجع قلب البنية الحور
وا حسرة ونسة الشلة ما بين المتاريس والهتافات والغياب المر
صدي الذكري وبكا النيلين علي حضن الاراضي البور

التسجيل

أغاني الطنبور


زينب البنت النخيل

خطوة خطوة
وتنصلب يا ليل علي شدو الغنا الضحّاك ضفيرة
آهة آهة
وتنسكب يا نيل علي حزن الضفاف موال دميرة
غنوة غنوة
ويصبح الحزن المشتت فوق جبين الناس ضريرة
صفقة رقصة
وزينب العرس البينسج من بكا الأطفال حريرة
ياتو زينب
زينب السمرة الكست جرح المسا المحمول
علي النيل المكتف بالهزيمة ضفاف وجع
زينب الحرف البسجل سقطة الولد
السجد ساعة الوقوف الطال فزع
زينب البت النخيل الوجّعت
زمن الكتابة وزادت الأحلام متع
تبكي زينب
تغسل الدم المدفق فوق تياب الليل جريمة
وتاني تبكي
وتمسح الهم المفرق في بيوت الطين هزيمة
وتحكي زينب
عن وطن شايلاهو غيمة
وتبدا تكتب
قصة الحزن الموزع في قلوب الناس سماح
وتبدا ترسم
روعة الحلم
البيطلع من جروف النيل صباح
وتبدا تشرق
عزة الصحو
البيسطع في ليالي الجوع كفاح
وتبدا تلعن
لعنة الخبز الخرافة وشهقة البلد الجراح
وتبدا تنشد
قيرة قيرة
وصبي يا مطر المني المخزون رعاف
دقي سيرة
وعطري الزغرود هتاف
تاني ضحكة
وتتكي البت النخيل
اللابسة هم الناس عفاف
تتولد في الناس قصيدة
وينهض الوطن الزفاف

.................................

أنا مشتهيك بس يابلد

سيل دمعتك والليل برد
لا نمت لا وجع المسافات المستّف فيك غمد
لا جيت ولا فتّر غناك حزنك ولا شوقك خمد
آه يا بلد
يا آهة طالعة من الوليدات في الغياب والنوم شرد
يا دمعة من حلم البنيات السراب والشوق ورد
يا حسرة من وجع الغلابا الصابرة والعيشة النكد
آه يا بلد
كحل عويناتك من الغبن المشتت فيك رمد
زيف الضلال وابليسك الملعون سجد
لا شال همومك مرة لا شكرك حمد
حد ما مشيت علي بكاك ما لقيتي حد
وانا يا بلد
متكول علي ضل الضحي النصب خوازيقك عمد
محمول علي الوجع المدد فوق ضهور الناس لبد
سرقت أباليسك صباح الضحكة والنيل والبلد
وأنا مشتهيك بس يا بلد
حلما يهاجر في عيون الناس سعد
صبحا يتاوق في رضا الامات ولد
زي الزمان والفرحة جد
من تاني تنبت فوق ضفاف النيل بلد

........................

زينوبة

ندهت عليك من ليلن مغبرن بالحزن والخوف
من نارن مولقدة في القلب والجوف
من النيل الأبت تحمل نزيفو جروف
تعالي تعالي يا زينوبة من حلم الفقاري سيوف
ويا حميد تعال اكسي الغناوي حروف
من البت الرمت دمعاتا فوق كتف الغناوي خصل
من الولد المباري الهم محل قبل
من الكضبة الأبت تكمل
تعالي تعالي يا زينوبة واسقي الظالمين حنضل
وياحميد تعال اسمع بكا الأمات من الغمة الأبت ترحل
من الحزن المدد في قلوب الناس بحر
من الدمع البفيض يملا البوادي مطر
من الغبن الصبح من طول ليالي الهم قدر
تعالي تعالي يا زينوبة واسقي الصابرين كوثر
ويا حميد تعال واسمع بكا الجارين ورا حلم الرغيف في الحر
أمرقي امرقي يا زينوبة من وجع الغلابا نغم
أمرقي أمرقي من بلدا مستفة بالغبن والغم
ويا حميد تعالي جيب القصيد والنم
نغني نغني لي الصبح المجرتق بالعرق والدم
امرقي امرقي يا زينوبة خلي العالمين تنجم

الهاوية

قالَ اللهُ : إلَا الظلم
ما بال الفقيهُ يُغازِلُ السلطانَ سرَاً ....
ثمَ يملأُ كَفَةَ الميزانِ من فِقه الضرورةِ ....
كي تنام الأرض في حضنِ ....
الخليفةِ والشيوخِ العَابثين
يعبرُ القلبُ إلى بوابةِ الأحلامِ ، أحلمُ مثلَ غيرى من رعاعِ الناسِ بالأمطارِ تغسلُ ضحكة الفقراءَ حتي تستعيد الأرض عِفَتَها وينمو العشبُ في الطرقاتِ، أحلمٌ بالمساجدِ تستعيدُ طهارةَ القرَاءَ والفُقهاءَ، أحلمُ بالمقابرِ تستعيدُ دعاءَ مَن ماتوا من الفارّين والنَاجينَ مِن فِسقِ الشيوخ ، وبالَذين بَقوا من أبناءِ السبيلِ الغارمين وما تبقَي من نساءِ السوقِ والأطفالِ والحرفِ المخاصم للخنوع
قال الله إلَا الظلم
قالَ العالِمُ السطان ...
شاء الله ....
أنْ لا أمر إلَا مِن وُلاةِ الأمر
هذى كفة الميزان !
هذا الأمرُ مكتوبٌ عليكم ...
أينَ ما كٌنْتم بِهذي الأرض
مكتوبٌ عَليكم أين ما سِرتم ...
من المِيلادِ حتَي الصمت
يأتي بعده وقتٌ يموتُ النَاسَ فيه
فتشترون العدلَ بالموتِ الأخير
ولا عَزاء
يعبرُ القلبُ إلى بوابةِ الأحلامِ , أحلَمُ بارتماءِ الليلِ في حضنِ القمر جهراً، وبالشعراءِ ينتشرونَ ضدَ مجالس السلطانِ، أحلمُ بالنجومِ تنامُ في حضنِ النساءِ القابضاتِ الجمر، أحلمُ بالمنازلِ تفتحُ الأبوابَ دوماً في اتَجاهِ الشمسَ، أحلمُ بانعتاقِ النيلِ في الأرضِ الخراب وبالنوارسِ مرَة أخرى تعود إلى الشواطئِ والحكاياتِ الَتي فقدت ملامِحَها بفعلِ الصمتِ والفقرِ الملازم والبكاء
لا عدل إلَا الموت
هذي كَفَة الميزان
قاسيةٌ هي الكلمات ....
حينَ الحُزن يأخذُ كلَ ما نحتاج ...
كي لا تسقطُ الأحلامَ مِنَا في زمانِ العُهرِ...
والخوفِ الَذي لا ينتهي ...
إلَا بموتِ الصمتَ
هذي كفَة الميزان
لا خُبزٌ يداري سوءَة الجَوعى
ولا ضحكات تطرقُ بابَ منْ ناموا بِلا أفراح ...
إلَا مِن قليلِ الصبر ...
مِن أجلِ البقاء ....
أو التَلَوَث بالرحيل
يَعبرُ القلبُ إلى بوابةِ الأحلامِ، أحلمُ بالمدائنِ تستفيقُ وبالنساءِ الأمَهَاتِ ينُمْنَ من بعدِ احتضانِ العائدينَ مِن المحابسِ والمعابرِ والمنابرِ وانكسار الروح، أحلمُ بالشموسِ تعودُ للغاباتِ في نمولي وللصحراءِ في أقْصَى شمالِ القلبِ، أحلمُ بالغيومِ تعودُ للبلدِ الجفاف
لا فرقَ ما بين ...
التشرَدِ في الشروقِ أو الغروب
فحيثُمَا نَمْضِي ...
فثمَ الحُزن
هذي كفَةُ الميزان
تهوي ضدَ بوصلةِ انتماءِ القلب
تهوي ثم تهوي ...
نحو قاعِ العُهرِ ...
والظلمِ الترابي الفجور
يعبرُ القلبُ إالى بوابةِ الأحلامِ، أحلمُ باستواءِ العدلِ يرفعُ كفَةَ الميزانِ حتَي يَنصبُ الفقراءُ مقصلةَ الحساب ويستوي المحكومَ والقاضي أمامَ النيل حتَي تلفظُ الأرضُ الشيوخَ الفاسقينَ من المقابرِ والمتاجرِ والعماراتِ الَتي طالت لوجهِ الله تقذفُ آخِر الآتينَ من خطأِ الفتاوى واستدارات اللحى للهاوية
فيعودُ للآرضِ السَلام

(من ديوان نيدوزا العودة إلى الغناء)

غناء الأرض
(1)
حُزْنَيْ عَلَى وَطَنٍ أسير
قَلِّبِي لِأَطْفَالِ الشَّوَارِعِ في بلادي
يَشْتَرُونَ الخَبْزَ بِالمَوْتِ الأَخِيرِ
وَلِبَائِعَاتِ الشَّايِ في الخرطوم
تَسْبِيهُنَّ كَشَاتُ العَسَاكِرِ فِي الهجير
وَلِلفُقَرَاءِ يَحْتَرِفُونَ نَوْمَ الجوعِ
فِي لَيْلٍ عَبُوسٍ قمطرير
.....
قَلْبِي عَلَى بلدٍ سَجِينْ
قَفْرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي
غَرِقَتْ شَوَارِعُهَا بِدَمْعِ الكَادِحِين
أسَرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي
نَامَتْ بِأَحْضَانِ الطُّغاة المُتْرَفِين
سِجْنٌ هِيَ الأَرْضُ
المُغْلَقَةُ المَدَاخِلِ فِي وُجُوهِ العَائِدَيْنِ
........
مِنْ مَا تَبْقَى فِي دَوَاخِلِنَا
مِنْ الصحوِ الصَّبَاحِيَّ النَّبِيل
مِنْ آخَرِ الأَحْلَامِ مِنْ وَجَعِ
انتظارِ الصبحِ في ليلٍ طَّوِيل
وَمِنْ اِنْتِشَارِ الشَّمْسِ فِينَّا
حِينَ تُشَرِّقُ فَوْقَ تِيجَانِ النَّخِيل
وَمِنْ الشَّوَارِعِ وَالمَزَارِعِ ِ وَالمَعَابِرِ
سَوْفَ نَمْضِي لِلصَّبَاحِ المُسْتَحِيل

(2)
سَلَام للملايينِ الَّتِي
خَرَجَتْ تَهُزُ الأَرْضَ فِي فَمِهَا
هُتَافُ القَادِمَيْنِ إِلَيْكَ مِنْ وَجَعٍ
وَفِي يدهَا نَشِيدْ
لِلحُلْمِ يَنْمُو وَرْدَةً بَيْضَاءَ
فِي صَخَبِ الشَّوَارِعِ
وَالمَسَّاحَاتِ المُغْبَرَّة الهُتَاف
وَفِي عُيُونِ الأُمَّهَاتِ السُّمْرِ
يَنْمُو دَمْعَةً حَرِّى إِذَا سَقَطَ الشَّهِيد
اللهُ يَا غَدِنَا الَّذِي حَتْمًا
سَيَأْتِي مِنْ غِنَاءِ الحَامِلِينَ
قُلُوبَهُمْ ضِدَّ الرَّصَاصِ
وَضِدَّ أصنام الضلال الزيف
قرباناً لشمسٍ سوف تشرق من جديد
........

وغَدًا سَيَمْضِي العَابِرُونَ
مِنْ اِنْكِسَارِ الصَّمْتِ صُبْحًا لِلخِتَام
وَسَيَخْرُجُ الآتُونَ مِنْ قَاعِ المدائنِ
مِثْلَ أَسْرَابِ الحَمَّام
ضِدَّ الضَّلَالِ آلإفكِ
وَالزَّيْفِ المُعَبَّأِ فِي مَظَارِيفِ الكَلَام
وَسَيَكْتُب التَّارِيخُ ملحمة الضياءِ
ويَمْلَا الأَرْضَ السَّلَام
........
حَتْمًا سَتَسْقُط رَغْمَ أَنْفِكَ
مِثْلَمَا سَقَطْت زَرَافَاتُ الطُّغَاةِ الظَّالِمِينَ
وَسَتُسْقِط الأَصْنَام وَالأَوْهَام وَالزَّيْفُ المُخَبَّأُ
فِي عَبَاءَاتِ الشُّيُوخِ الفَاسِدِينَ
اللهُ يَا وَطَنًا تَوَكَّأَ لِلنُّهُوضِ
عَلَى أَنَاشِيدِ الشَّبَابِ الثَّائِرِين
. اللهُ يَا شَعْبًا تَوَضَّأَ لِلخَلَاصِ
بِدَمْعِ أَبْنَاءِ الغِيَابِ المُتْعِبِين
اللهُ يَا حُلْمًا سَيُوَلِّدُ مِنْ جَدِيدٍ
فِي عُيُونٍ الكَادِحِين

هرقيسا الخرطوم

الرَّحِيلُ عَلَى دَمْعَاتِ وَردَة

وَسَأَلْتُ زَرْقَاءَ الْيَمَامَةِ مَا الْخَبَر
قَالَتْ أَرَى أرْضًا تُقَاوِمُ مَوْتَ وَرَدَتِهَا
وَأَرَى السَّمَاسِرَةَ اللِّئَامَ عَلَى الْمَوَائِدِ فِي اِنْتِظَارِ رَحِيقِهَا
وَالْقَادِمُونَ مِنَ الرَّصَاصِ تَقَاسَمُوا جَهْرًا نُضَارَ شَهِيقِهَا
وأرى العساكر يحرسون حدود سوأتهم بنار حريقها
وَالثَّائِرُونَ تَبَادَلُوا سِرًّا بَهاءَ بريقِها
وَرَأَيْتُ نَهْرًا مِنْ دُموعِ الْبَاكِيَاتِ عَلَى الْمَتَارِيسِ البشائر
وَرَأَيْتُ ذَات اللِّحْيَةِ الرَّقْطَاءِ تَقْبَعُ تَحْتَ قُبَّعَةِ الْعَسَاكِر
ثُمَّ تَخَرُّجِ مِنْ ثِيَابِ الْقَادِمِينَ مِنَ الرَّصَاصِ
وَتَلْتَوِي خَلْفَ الْوِزَارَاتِ الْمُلَوَّثَةِ الْمُكَاتِبِ وَالدَّوَائِر
ثُمَّ تَمَضِّي خَلْفَ قَعْقَعَةِ الرَّصَاصَةِ
فِي شَرَايين ( الْوَلِيدَات) الْقَنَادِيلَ الْكَوَاسِر
وَرَأَيْتُ ذَات( الزول)
ذَات الْمُجْرِمِ السَّفَّاحِ
مِنْ خَوْفٍ يُدَارِي بِالْحَديثِ الزَّيْف عَوَرَتَهُ
وَيَقْتُلُ مِنْ جَديدٍ
ذاتَ الْقَاتِل الْحَجَاج
يَمْسَحُ مَا تَبَقَّى مِنْ دِمَاءِ الثَّائِرِينَ عَلَى بَنَادِقِهِ الصديئة
ثُمَّ يَقْتُلُ مِنْ جَديدٍ
ذَاتُ الْقَاتِلِ الْكَاكِيِّ يُخْفِي خَلْفَ بَابِ الْقَصْرِ لَحْيَتَهُ
لِيَقْتُلَ مِنْ جَديدٍ
مِنْ قَالَ أَنَّ الْقَتْلَ قَدْ يَكْفِي لِقَمْعِ الثَّائِرِينَ
مِنَ الْوُصُولِ لِبَابِ قَصْرِكَ وَالْمَنَابِرِ
قَدْ كَذَب
مَنْ قَالَ أَنَّ الْعَدْلَ قَدْ يَأْتِي بِفُوهَاتِ الْبَنَادِقِ
وَالْأكَاذِيبِ الْمُلَوَّثَةِ الدَّفَاتِرَ
قَدْ كَذَب
مَنَّ قَالَ أَنَّ الْأرْضَ يَحْفَظُهَا الْعَسَاكِر
قَدْ كَذَب
فَالْقَتْلُ يَا سَفَّاحَ يَبْقَى فِي إنتظار الْقَاتِلِينَ النَّفْسَ
حِينَ تَدُورُ دَائِرَةُ الدَّوَائِرِ
الْقَتْلُ يَا سَفَّاح قَدْ يَأْتِي بِثُوَّارِ الْمَدِينَةِ
عِنْدَ بَابِكَ لِلْقِصَاصِ مِنَ الْعَسَاكِرِ
الْمَوْتُ مَكْتُوبٌ عَلَى الْأَحْيَاءِ
لَكِنَاّ سَئِمَنَا الْقَتْلَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِر
فَالْقَتْلُ يَا سفّاحِ سُلْطَان الطُّغَاةِ الْخَائِفِين
فَأقطع بِخَنْجَرِكَ اللَّعِينِ
إِن إِسْتطعت رِقَابَ كُلَّ الثَّائِرِين
وَأَنَا رَأْيَتُكَ فَوْقَ عَرْشِكَ لِحَيَّة رَقْطَاء
تَنْمُو فِي إِنْتِكَاسَاتِ الْعَدَالَةِ وَاِنْكِسَارِ الْقَاحَتَيْن
وَرَأَيْتُ أَقمَارًا مِنَ الشُّهَدَاءِ تُومِضُ فِي سَمَاءِ الْخَالِدِين
وَرَأَيْتُ أرتالا مِنَ الشُّهَدَاءِ تُورِقُ فِي إنتظار الْقَاتِلِين
وَرَأَيْتُ أجيالا مِن الشُّهَدَاءَ تُولَدُ مِنْ جَديدٍ فِي عُيُونِ الْكَادِحِين
فَأقطع بِخَنْجَرِكَ اللَّعِينِ
إِن إِسْتطعت رِقَابَ كُلَّ الثَّائِرِين

عبد الله جعفر
الخرطوم مايو 2021