الشيوعي حكومة ومعارضة في آن واحد

02:18 PM May, 10 2020

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

لم تنته اعتراضات الحزب الشيوعى على الحكومة بشقيها المدنى والعسكرى ، فقد تمثلت معارضته البارزة للشق المدنى فى الحكومة فى تصعيده بشده ضد سياستها الاقتصادية ، واعتراضه على مقترحات رفع الدعم ، مصوبا هجومه على وزير المالية الدكتور ابراهيم البدوى مطالبا بضرورة اقالته ، ومتهما اياه بالعمل وفق روشتات البنك الدولى وتطبيق السياسة الرأسمالية التى لن تعود علي بلادنا إلا بالوبال حسب تعبيره.
الناطق الرسمى بإسم الحزب الشيوعى دكتور فتحى الفضل كشف عن تناول المكتب السياسى فى اجتماعه الاخير للوضع الاقتصادي وأمن على الورقة التي أعدتها اللجنة الاقتصادية والاقتراحات العملية التي تضمنتها وضرورة التوقف عن السير في الطريق القديم تحت وصاية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وطالب الشيوعي الحكومة المدنية بضرورة حل الضائقة المعيشية خاصة للفئات الأكثر فقرا وضررا من قرارات التباعد الاجتماعي وحظر التجول.
وبالنسبة للمكون العسكرى فان الحزب الشيوعى يراهم المهدد الأكبر لاستمرار الفترة الانتقالية بسلام وفقا لما هو مرسوم لها ، وسبق له ان انتقد العسكر وحذر من تجاوزاتهم لكن الموقف الاخير الذى عبر عنه المكتب السياسي للحزب جاء اكثر وضوحا وذلك على خلفية الاعلان عن تكوين مجلس السلام الذى اعتبره الحزب خرقا واضحا للوثيقة الدستورية من قبل المكون العسكري. وأكد رفضه الكامل للمشاركة في المجلس مطالبا بضرورة وضع قضية السلام تحت إدارة الحكومة المدنية واجراء كافة المفاوضات والحوار داخل السودان. وقال الناطق الرسمي بإسم الحزب د. فتحي الفضل ان المكتب استنكر تدخل الترويكا في الشؤون الداخلية عبر اقتراحها بحجز ثلث مقاعد المجلس التشريعي للحركات المسلحة معتبرا ان هذا شأن داخلي.
كثيرون يستغربون فى مواقف الحزب الشيوعى الذى يشارك فى الحكومة كاحد مكوناتها الاساسية وفى نفس الوقت يرتفع صوته عاليا كاحد ابرز المعارضين بل اشرسهم.

الحقيقة يا زهير احزابنا السياسية كلها لم تنضج بعد ، ولذلك لن ترتقي لمستوى المسؤولية لتلبي تطلعات الشعب الذي ضحى بأرواحه من أجل إقامة نظام ديمقراطي عادل .
انظر كيف يتسابقون لشغل مناصب في حكومة مؤقتة وان كلفهم ذلك تخوين وشيطنة من يختلف معهم
احزاب لا تمارس ديمقراطية في نفسها وتدعو لها حسب ما يتماشي مع مصالحها الضيقة.
الشيوعي حزب إنتهازي كغيره من الاحزاب الديناصورية المسؤولة عن تدهور وضع الحكم في البلاد منذ الاستقلال.
لن تكون هناك انتخابات ولا يحزنون .. الوضع الراهن ينبئ بالكثير من الخطر طالما لازالوا يصطرعون حول السلطة في حكومة مؤقتة ..

Quote: الشيوعي حزب إنتهازي كغيره من الاحزاب الديناصورية المسؤولة عن تدهور وضع الحكم في البلاد منذ الاستقلال.

في زول ماسكك من كرعينك ؟

الساحة السياسية السودانية مفتوحة وتسع الجميع، فبدل لعن الظلام والتذمر والجأر بالشكوى، فلتسع لتأسيس حزب نضيف مغسول بالموية والصابون، تتجاوز به هذه الأحزاب " السيئة ".
الهجوم المستمر على الأحزاب ونعتها بصفات مثل " انتهازي " وغيره، دون حيثيات، لا تصدر إلا من عقل شمولي، لا يدري أن نقد سياسات الحكومات ممارسة ديمقراطية أصيلة في كل النظم الديمقراطية، حتى من قبل نواب الحزب الحاكم داخل البرلمانات، كما أن نفس هذا الهجوم أول ما نسمعه في البيان الأول بعد كل إنقلاب عسكري

Quote: كما أن نفس هذا الهجوم أول ما نسمعه في البيان الأول بعد كل إنقلاب عسكري

مع أني متفق مع ما جاء في بيان الحزب الشيوعي في معظم النقاط
لكن انتقاد الأحزاب لا يعني نبذ الديمقراطية
نقد الأحزاب وبيان ما يشوبها من عدم قدرة على العمل المشترك
ودوامة الصراع هو مصل الوقاية من وقوع انقلابات عسكرية
مصل الوقاية من حدوث انقلابات عسكرية هو النقد الموضوعي للأحزاب
وبشدة وغلظة جارحة لتصلح ما بها من خلل ودون ذلك الفشل
الذي سيؤدي للإنقلابات العسكرية التي سيتذرع لا سمح الله قادتها
بالفشل والتدهور الإقتصادي والمعيشي
لماذا لا يطرح لنا الحزب الشيوعي برنامجه للإصلاح الاقتصادي مفصلا
ويجعله مبذول ويقول للحكومة خذي أقرائي كتابيا وطبقي هذا البرنامج
ولا نريد منكم منا ولا شكوراً ولا اشتراط لتولي مناصب؟!
ليسن الحزب الشيوعي سنة حسنة يقتفى أثرها من قبل الأحزاب الأخرى
ليكون التنافس في ما يعود بالخير على السودان وأهله

Quote: لا تصدر إلا من عقل شمولي

الشمولية دي كل الاحزاب انغمست فيها بمشاركتها للعسكر في برلماناتهم واتحادهم الاشتراكي وكمان غنوا ليها عدييل ..

Quote: الشمولية دي كل الاحزاب انغمست فيها بمشاركتها للعسكر في برلماناتهم واتحادهم الاشتراكي وكمان غنوا ليها عدييل ..

بالضبط
لكن ما الجديد في ذلك، فهذا موثق ومُعلن على رؤوس الأشهاد، الحزب الشيوعي أيد وشارك في إنقلاب مايو حتى نوفمير 1970، ومايو إنقلاب عسكري على ديكتاتورية مدنية حلت الحزب الشيوعي السوداني وطردت نوابه المُنتخبين من البرلمان في العام 1965، وركلت قرارات القضاء.
الحزب الشيوعي ينشط في الساحة السودانية منذ 70 عاماً، وقد شابت هذه المسيرة النضالية الطويلة بعض الأخطاء، وهذا من طبيعة الأشياء، وحصيلة متوقعة لمن يعمل، فقط أولئك الذين يتوسدون أحلامهم ويلتحفون أوهامهم، وينتقدون الآخرين من أبراجهم العاجية لا يخطؤون !!.