Post: #1
Title: حق تقرير مصير المركز
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 05-03-2020, 07:39 AM
Parent: #0
07:39 AM May, 03 2020 سودانيز اون لاين Esameldin Abdelrahman-إيطاليا مكتبتى رابط مختصر
حق تقرير مصير المركز
عملت ( الفيزيوجغرافيا ) الجغرافيا الطبيعية على أن يكون قدر السودان أن يدخل الإستعمار إليه عن طريق الشمال , مستفيدا بذلك من عدة عوامل مكنت له في عام 1822 من إحكام قبضته على الشمال , ثم الوسط بما في ذلك مملكة سنار, بينما تمكن في فترة تأريخية لاحقة من إستعمار الإستوائية جنوبا و دارفور غربا , مستفيدا في ذلك من خدمات تاجر الرقيق الزبير ود رحمة و كذلك من الدعم الإقتصادي و اللوجستي الذي وفرته تلك المناطق المستعمرة آنفا .
يقود التبصر و التأمل المتأني لمحاولة فهم تأريخ طبيعة و جذور صراع الهامش و المركز في السودان إلي خلاصة مهمة , مفادها تباين مواقف الشعوب السودانية من الإستعمار و إنقسامها إلى موقفين أساسيين , موقف مناصر , مسهل و مصاحب لدخوله , و موقف آخر مناهض و مقاوم له , و من وجهة نظري الشخصية مثل الإنحياز إلى أي من الموقفين العامل الرئيسي و القاسم المشترك الأعظم الذي شكل التحالفات و الإستقطابات السياسية و الإجتماعية اللاحقة بعد خروج المستعمر , إذ عمدت الكيانات الإجتماعية و التحالفات التي ساندت الإستعمار و دعمته منذ دخوله و حتى خروجه من السودان , إلى الإستفادة من الحظوة التي منحها لها , مع الإستئثار بالسلطة و الثروة التي خصهم بها المستعمر.
ساهم هذا الوضع غير الطبيعي أولا في تشكيل مركز جغرافي قوامه تلك الكيانات و التحالفات التي ورثت الإستعمار , و هامش جغرافي تم حرمانه عمدا من كافة الحقوق و الإمتيازات منذ توزيع تركة الإستعمار من سودنة الوظائف و تكوين قوة دفاع السودان , كما تشكلت مزيد من القواسم المشتركة في مراحل لاحقة , عملت على تدعيم و تعضيد تحالفات تلك الكيانات مثل الدين , الإنتماءات الجهوية , العرقية و الثقافية لتصبح إمتدادات جديدة أضيفت لصراع المركز و الهامش .
عمدت الحكومات السودانية التي تعاقبت على حكم السودان منذ ( الأستغلال ) في عام 1956 , على التعامل السطحي مع أي من تلك القضايا المطروحة في الساحة , سياسية , إقتصادية أو إجتماعية كانت , و لم يكن ذلك التعامل وليد صدفة أو ناتج عن عدم دراية أو خبرة , بل كان إستمرار لتلك السياسة المدروسة , و التي وضعت بعناية فائقة منذ الحقبة الإستعمارية , حيث هدفت بشكل أساسي إلى إقصاء شعوب ذلك الهامش و إخراجها من دائرة الفعل , بالرغم من أنها جزء أصيل و من صميم مكونات السودان الإجتماعية , كما نجد أنها قد دفعت دائما النفس و النفيس في الدفاع و الذود عنه , و لكن ذلك لم يكن شفيعا لها في أن تنال حظها الطبيعي من حقوق المواطنة , بل غدى رسما و مسوغا لجميع الحكومات لأن تسومها سوء العذاب متى ما كان لها إلى ذلك سبيلا , مع الإمعان في إيلامها بمزيد من التهميش , الإبادة الجماعية , الإغتصاب , حرق القرى و التهجير الممنهج .
دفعت كل تلك العوامل مجتمعة و أخرى غيرها , لإنطلاق حركات مختلفة من الهامش من منصات أساسها مطلبي , و لكنها تتحول في مرحلة من مراحل الصراع المختلفة , إلى حركات سياسية لها أدبياتها و خطابها الذي تشكله مراحل الصراع , و على سبيل المثال إنطلقت من جنوب السودان أنانيا – 1 , أنانيا – 2 , الحركة الشعبية لتحرير السودان , و من دارفور أنطلقت حركة اللهيب الأحمر , جبهة سوني , جبهة نهضة دارفور , تنظيم أبناء غرب السودان , التحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني , حركة/جيش تحرير السودان , حركة العدل و المساواة السودانية ,و في شرق السودان على سبيل المثال نجد مؤتمر البجا , و من جبال النوبة نجد الجبهة المعادية للإستعمار , إتحاد جبال النوبة , تمرد أبناء النوبة بقيادة يوسف كوة الذي إنضم لاحقا للحركة الشعبية لتحرير السودان , و من الشمال جبهة تحرير كوش و جيش إنصاف المهجرين من مناطق المناصير. إن تكوين و ميلاد تلك الحركات المطلبية ثم التحررية , يمثل في حد ذاته فشل نخبة و أجيال متعاقبة من المركز , دفعتها أنانيتها المفرطة للإستئثار بالسلطة و الثروة إلي تمزيق الوطن إلى أشلاء , و خلق حالة دائمة من المفاوضات للبحث عن السلام فيه .
تمثل المحادثات الجارية الآن بجوبا المحطة ما قبل الأخيرة في صراع الهامش و المركز في رحلة البحث عن إتفاقية عادلة للسلام , مع تاكيد إستعداد الدولة المطلق لدفع كامل إستحقاقاته من تمييز إيجابي , تعويضات فردية و جماعية , و إقتسام عادل للسلطة و الثروة , و لكن عدم الوصول إليها يعني التعجيل بالإنزلاق إلى أتون حرب لا تبقى و لا تذر شيئا من الوطن الحبيب . و عوضا عن ذلك , و بالنظر إلى حجم المتأثرين من ضحايا الهامش الذين خلفتهم الحروب العبثية التي قادها المركز ضدهم حتى تأريخ اليوم , سيخلص التفكير إلى تغيير الأطروحات السياسية الحالية إلي مطالبة من جميع الهامش متحدا بمنح المركز حق تقرير المصير, و ذلك لعجز نخبه و فشلها التام في خلق وجدان واحد يتقاسم حب الوطن من أقصى شماله إلى جنوبه , و من اقصى شرقه إلى غربه , و كان يمكن لذلك الوجدان أن يتالم لما يصيب جزء او بعض من أجزاءه , و لكن عوضا عن ذلك حولوا الأطراف إلى هامش , لتحرقه قنابل طائرات الأنتنوف و النابالم الحارقة و المدفوع ثمنها كاملا من عرق تلك الجباه الطاهرة و المسروق منذ ازمنة ليست بالقريبة. و مؤكد أنه لا يمكن لذلك الوجدان أن يتأتى أو يتشكل إلا في دولة يسودها القانون , العدالة , المساواة , و يتمايز بنيها في جدهم و مدى إجتهادهم , لا ثقافاتهم , إثنياتهم او أديانهم .
عصام الحاج
|
Post: #2
Title: Re: حق تقرير مصير المركز
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 05-03-2020, 09:28 PM
لا أعتقد ان هناك حاجة لأن تكون هناك مطالبة بحق عمل إستفتاء لتقرير مصير اي من مناطق الهامش السوداني ، بل الوضع الطبيعي جدا هو مطالبة الهامش لأن يكون هناك إستفتاء للتقرير في مصير المركز .
|
Post: #3
Title: Re: حق تقرير مصير المركز
Author: Mohamed Suleiman
Date: 05-03-2020, 09:58 PM
Parent: #2
شكراً الأستاذ عصام لهذا المقال اللذي يشرح كل العوامل اللتي أوصلتنا الي ما نحن فيه الآن.
|
Post: #4
Title: Re: حق تقرير مصير المركز
Author: Esameldin Abdelrahman
Date: 05-06-2020, 11:44 PM
Parent: #3
الاخ الكريم محمد سليمان لم يحدث في تاريخ الدولة السودانية ان اقليم منها اقتتل مع الآخر او ولاية قاتلت ولاية ، القاسم المشترك في كل هذا الموت و الدمار هو تلك النخب الفاشلة و التي تصر حتى تأريخ اليوم على تسنم هرم الدولة السودانية، لن يعرف هذا الوطن الهدوء او الطريق الي ابنمو و التطور الا اذا اصبح الوطن للجميع متساوون فيه امام القانون الذي يسود ، و ما دون ذلك او استمرار دولة أحمد و حاج أحمد فلن يجلب الا مزيد من تمزق و تشتت الوطن . دم بخير
|
Post: #5
Title: Re: حق تقرير مصير المركز
Author: HAIDER ALZAIN
Date: 10-08-2023, 01:34 PM
Parent: #4
يببب
|
|