أغنيك يا عبد العزيز..عزاء موجل

01:12 AM April, 26 2020 سودانيز اون لاين
Tagelsir Elmelik-فرجينيا الولايات المتحدة


أغنيك يا عبد العزيز
في صبح الجزيرة الباكر وأنا أتهيأ للحاق بالمدرسة، واللحاق بالصبية من رفقتي، أشهدهم من فرجة باب الحوش، يتسارعون إلى غرف الدرس، فأجزع، وأمي تلاحقني باللمسات الأخيرة لمظهري، اقاومها بعند الصبي، أفلت من بين يديها، وأخرج إلى شارع التراب الممتد، الذي بدأ لتوه في تنفس الحياة، ومصافحة الكون، أركض حتى أدرك في ركضي بيوت الفريق، ناس عمي محمد سالم، إمام الصلاة الضرير، من الشباك الحديدي، تعاين لستة أسرة مهملة، غادرها اصحابها إلى أعمالهم، وتركوها على حالها، حتى تأتيها أم سلمة في منتصف النهار، والكون ساكن لتعدلها، لتستمر دورة الحياة، في رتابتها ولا أحد يعبأ، حتى أنى دهر غادر الغرفة ساكنيها إلى مناحٍ وراء البحر الاحمر، ولم يعودو بعد ذلك أبدا.إبنه (حيدر روك)، كان سائق الوردية في السكة الحديد، وفي الامسيات قائدا لفرقة جاز "سمار الليالي"، الذين لم أشهدهم في أي حفل ولا على خشبة اي مسرح، أبدا، صورة الفرقة اسود وابيض مقاس بوستال، معلقة على حائط الغرفة المهملة، التي تسكنها الأمنيات صعبة التحقيق، في الصورة تشهد، خمسة من الشباب، منبطحون على أرضبة استديو الشواف، متدثرين بجلود نمور وفهود، جلود حقيقة مستلفة من فرقة موسيقى النيل الازرق، اسنانهم بيضاء تشع من خلل ابتساماتهم المرتجلة، ومن وراءهم تنتصب طبول على قوائم، كونغا وتامبلينا، تلاشو من الوجود، بعد أن تدحرج (حيدر روك) من أعلى (مصاطب) استاد مدني، ميتا بالذبحة القلبية، يهتف باسم سانتو الكبير، وكانت المباراة أهلى وإتحاد.في منتصف الزقاق التي تسكن في ناصيته (تملوس)، يسكن طه العجلاتي الذي لا يمل سرد اقاصيصه العسكرية، ومغامراته في حرب الجنوب، ويقول بأنه تقاعد وكيل عريف، وأنه وابو القاسم محمد ابراهيم... كانو ..كده! وحين أتت الإنتفاضة، كتب بخط قبيح على حائط ورشته مليون شهيد لعهد جديد، ولم يكن قد اصابه اليأس من أن يحصل على فيزا للحجاز.ثم تقودني الخطى، فاعبر إلى طاحونة (ستنا) المسكونة بالقط الاسود الكبير، الذي سكن الصبابة، فلم يعد (الحجاري) قادراً على العمل، كلما اقترب من الطاحونة، ( نرررر) القط في وجهه، فانصرف الزبائن عن الطاحونة، وتحولت الطاحونة إلى أثر فرعوني، محروس بلعنة القط، قلت .. بسم الله.. كما أوصتني أمي وانا اقترب من البناء المتهدم، وكأني بالقط يزأر بالداخل، من على منسأة سليمان.في خطوي المتسارع، أتصور نائب الناظر (عوض ابو شيبة)، ينتظر في صبر ضحاياه من الطلبة المتأخرين عن زمن المدرسة، ولم أكن أود أن أكون في زمرتهم، ينتظرهم في صبر، ليمارس بلذة هوايته في طرق رؤوسهم بقبضة يده المكورة الصلبة، كان قد عاد من انتدابه في الحجاز، لم يكن الناس في ذلك الزمان يحبون البقاء بعيداً عن مدن السودان، فعاد وعين نائباً للناظر، أشتهر بالأناقة والنظافة والصرامة، كنت أستعطفه حينما يهم بطق يافوخي، بأن أذكره بأن جدي خليفة، وبيت جدي خليفة ملاصق لبيته في (العشير)، فيكف عنى الأذى.اجرجر خطوي ناهداً، أعبر السوق (الصغير)، سابحاً في جلبة محاورات الخضرجية الفلسفية، والعياشة، وعمال الري والحفريات، على دراجات الرالي وابو ثعابين الصينية الاسبورت، ومطعم أبو ظريفة، الذي يتدافع القوم فيه ويتصايحون بالطلبات، وابناء أبو ظريفة، قوم من الصعايدة الطوال الغلاظ، الذين لا يكفون عن العمل ليل نهار، الخبز يأتي من مخابز اليماني، الشمسي والتوستا، وغبرة تثيرها عربات الأجرة السيهان بيرد الحمراء، تشع المدينة بالضوء والضوضاء، فتدرك سماك السماء وتتفجر لحونا، وحين ادرك قهوة ود العود، يصدح صوته من المذياع الضخم الذي يحتل مكانه، وراء الرجل الجالس في كرسي الخيزران، فكأنما انزع من صفحة من كتاب التاريخ... او كتاب المطالعة او الكشكول.. يصدح صوته ويأتيك بغتة..... صابحني دايما مبتسميهدأ الروع، وتخلد الروح إلى سكينة الامد والأبد، تتسق المدينة في نسق النيرفانا، يأتيك صوته من الندى، ومن الصدى، ومن النسائم ومن داخل وجدانك، لتدرك كم هي جميلة هذه الحياة، وكم هي مشرقة هذه الشمس، وكم هو خصب هذا التراب الذي نمشي عليه، وكم هي باسقات شجيرات هذا الوطن.لك الرحمة والمغفرة.

رحم الله عبد العزيز المبارك فقد صوت شجى مميز وحضور بهى طاغى

رمضان كريم يا بن العم ..
طولت الغيبة ..
شكرا على السردية الماتعة ..
رحم الله عبد العزيز وكل من رحل وبقيت أثاره في ذاكرتنا الجمعية.

تحياتي يا بن عمي
ولعبد العزيز الرحمة
زمن طويل فعلا من سودانيز
اصبحنا فسباكة بنعمته ههههه
العود احمد
تحياتي

له الرحمة أستاذة أميرة

استاذنا تاج السر
سلامات
ورمضان كريم .
رحم الله الفنان الجميل عبدالعزيز المبارك بقدر ما أسعد الناس .
برجع ليك واحكي ليك عنو زمن جانا في اليمن في بداية
التمانينات . بي دعوة من سعادة سفيرنا في اليمن شاعرنا الفخيم الحردلو.
لهم جميعا الرحمة .
..
اخي أرجو إرسال تلفونك في الخاص .

سلام
وياسلام على الاسطر المتخمة بالجمال والمفخخة بالحنان
عبدالعزيز الانسان الفنان...كم كنا محظوظين لاننا عايشناه
في جدة فترة طويلة...من النادر ان تقابل انسانا يحمل كل
هذا الحب والود في قلبه.كان ودودا مثل طفل ...اذكر اخر
تقابلنا في ليلة من ليالي رمضان وطلب مني مرافقته الى السوق.
الله يدخله الجنة.

تحياتي أخي عثمان موسي

اسرد علينا يا صديق فللراحلين ذكريات عطرة
تلفوني هو نفس الرقم القديم.
تحياتي لك وللاسرة

الرحمة
للاستاذ عبدالعزيز المبارك
.................
هبطنا جدة صيف 1993 وكان قد سبق لجدة صديقنا احمد عبدالله عبدالقادر عثمان...

عزمنا احمد غداء في بيت عبدالعزيز كنا مجموعة طلبة جايين من مصر
وذكر احد الطلاب انه لم ياكل كسرة منذ عام ونص
دخل عبدالعزيز المطبخ وجاب كسرة كتيرة
ان ملاح الملوخية كان سيد المائدة فضربنا ضرب من لا يخشى الوجعة
الرجل كريما وبشوشا ولطيفا وسوداني عادي يخدم ضيوفه حفيان ويسعد بلمتهم
وكانت جلسة لطيفة
وقد ذكرته بليل الغريب والريح تجيب من فرعو داك حبة عطر
والنار تبق جوة الضلوع اما الدموع سيل منهمر
الذكرى جمرة تحرقو
والوحدة تاكل في حشاهو تارقو
يطرا البلد ناس البلد
يفضل يعد يعد
ينسى العدد
القمرة في ليل الغريب مي زي قميراتنا الحسان
والذكرى في ليل الغريب نشفانة عدمانة الحنان
وقد فرح الرجل فرح طفولى خاصة وانني كنت حافظا ما زلت
وقال انها من الاغنيات الغير مشهورة وما قاعد يغنيها كتير لانها في نبرة حزن
والناس الحزن الفيها مكفيها
....
رحم الله الفنان الكريم
صادق التعازي لك يا التاج
كيف اتحصل على كتاب
ذكريات اولاد جنجا في بلاد الامركان والخليج
وبشكيرم البسوي كو كو
وقصص شقق العزاب السودانيين قرات البوستات هنا

هوووي طولت عليك سلام

سلام يا منعم
أولا اسف للتاخر في الرد على المداخلة
الجميلة المتخمة بالذكريات والسبب أن موقع سودانيز ما فيه اخطارات
ثم أن البوستات تتوه مع بوستات المغرمين بالإغراق لصفحات سودانيز
بالنسبة لكتاب الدغمسة، في السودان في مكتبة مدارات
وفي مصر في مكتبة تنمية
لو قريب في امريكا ممكن ابعت ليك نسخة موقعة.
لك تحياتي
تاج السر المك

مكرر

له الرحمة أخي منعم.