Post: #1
Title: ذكريات طبيب:بعد انتهائي من عملية الولادة وجدت المولودة فى سلة مهملات
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-14-2020, 06:57 AM
06:57 AM April, 14 2020 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين- مكتبتى رابط مختصر
محمد إبراهيم طه: بعد انتهائي إجراء عملية الولادة وجدت المولودة فى سلة مهملات
هذه بعض ذكريات و قصص واقعية غريبة تقشعر لها البدن للطبيب و الأديب المصري محمد إبراهيم طه خلال عمله كطبيب.
و قد اقتطفت هذا الجزء منها..رجاء المواصلة في القراءة حتى النهاية.
و الموضوع الأصلي الكامل نشره حسن عبد الموجود في موقع الكتابة دوت.كوم الاليكتروني
بتاريخ 12 أبريل2020.
|
Post: #2
Title: Re: ذكريات طبيب:بعد انتهائي من عملية الولادة �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-14-2020, 07:01 AM
Parent: #1
حينما شاهدت محمد إبراهيم طه، للمرة الأولى، خمنّت أنه «صيدلى»، وكان تخمينى قريباً من الدقة، إذ عرفت أنه طبيب «نساء وتوليد».
طه شخص هادئ، لا يتحدث كثيراً، أو يتحدث بحساب، مهذب جداً، يكاد وجوده أن يكون غير محسوس، ومع تقدمه فى العمر لم يطرأ على ملامحه
تغيير كبير، كأنه «استخدام طبيب»!
يقضى طه أيامه موزعاً بين شخصيتين، إذ يترك شخصية الكاتب فى المنزل ويتجه صباحاً إلى المستشفى بشخصية الطبيب، ليتعرض بها لعدد كبير من
المواقف، بعضها أوحى له بأحد أهم رواياته «العابرون» فبطلها الطبيب يقرر اعتزال المهنة، لكن الأقدار تسوق له امرأة فى حالة مخاض، ويستسلم لفكرة
أن تكون الحالة الأخيرة له كطبيب، لكن هذه المرأة تغير مصيره للأبد.
وخارج الرواية، وفى واقع شديد الوطأة، جاءت امرأة كانت قد وضعت مولودها منذ ثلاثة أيام وهى تنزف بشدة إلى المستشفى، ورأى طه جرحها من أسفل
مفكوكاً بالكامل، وسأل أهلها، وكانوا يقفون فى الغرفة، عن سبب، ولكنهم لم يردوا عليه. أعاد طه الخياطة، لكن المرأة عادت بعد أسبوع بنفس المنظر،
ثم عادت فى الأسبوع الثالث بين الحياة والموت، وقرر طه إدخالها العمليات فوراً لأنها كانت تحتاج إلى نقل دم. كان فى حيرة شديدة، ولا يدرى سبباً علمياً
لما يحدث، وكان الغضب المكتوم بادياً على وجوه الأهل،
لكن أحداً منهم لم يوبخه أو يوجه إليه إدانة كطبيب أجرى الولادة، ويعالج مضاعفات تتكرر للمرة الثالثة دون سبب واضح، حتى ظهر فى المشهد
زوج الفتاة الشاب فتحول أفراد الأسرة إلى وحوش ضارية، وانهالوا عليه ضرباً بينما يحاول طه تخليصه من بين أيديهم، وكان أحدهم يهتف في وجه طه
وكأنه يفهم ما يحدث: «تلات مرات يعمل فيها كده؟! نخبيها منه فين؟! ده الحمار ميعملش كده!»..
لكن الحكاية التالية لا تحمل أى طرافة. يقول: «أثناء عملى بمنطقة نائية، انتهيت من حالة ولادة طبيعية، وكانت المولودة أنثى، ولاحظت الوجوم على وجوه الحضور
، جدة الزوج وأمه وأخته، واستطلع الرجال بالجلابيب من بعيد الخبر، فانسحبوا من المشهد مغمغمين: الحمد لله، لكننى بعد كتابة خروج للحالة، وجدت المولودة ملقاة
فى سلة المهملات حية»!
وفى نوبتجية منذ ثلاثة عقود، قام طه بتوليد فتاة فى المستشفى ولم يكن معها مرافق سوى أختها، وفى الفجر هربت الفتاة وتركت المولود، ليكتشف متأخراً
أن اسمها المدوّن على التذكرة مستعار، وسأل الممرضة إن كانت تعرف الشابتين، فهزت رأسها بالنفى، فجذب التذكرة من يدها ليسجل عليها حالة «خروج هروب» ، مقرراً كذلك إبلاغ الشرطة، لكن الممرضة انقضّت على يده بتوسل: «بلاش بهدلة، وتحقيق وعرض على نيابة، وجزاء»، مضيفة بنفس لهجتها المتوسلة:
«سيبنى اتصرف، البنتين دول بشوفهم كتير فى السوق»، فانتابه الشك فى أنها تكذب، ومع هذا سجّل الخروج: «ولادة، وتحسن» وأخذتْ الممرضة المولود،
وتلكأتْ قليلا عند السلم، ولاح له أنها لم تنزل، وإنما صعدت. كان الدور الخامس من المستشفى مهجوراً والسقف مغلقاً إلا من سلم حديدى، تسلقه طه إلى
السطح، فلم يجد سوى حجرة غسيل مهجورة ومغلقة، أطرق بأذنه فسمع أصوات طيور، ولما سمع بكاء طفل، عاد أدراجه وأبلغ الشرطة فكسرت الباب على
أربعة أطفال فى أعمار مختلفة بخلاف المولود، وبدا أن هؤلاء الأطفال يعيشون فى غابة بأسمالهم البالية، وبعدم استطاعتهم نطق جملة كاملة، يقول:
«منذ سنوات كان باستطاعة أى امرأة أن تأتى إلى المستشفى وتقطع تذكرة وتدخل إلى العمليات دون أن تكون معها بطاقة ودون أن يرافقها زوجها،
وهكذا كان بإمكانها أن تترك مولودها وتهرب، وبالتالى تجد الممرضة ومعها بعض الأشخاص أنفسهم متورطين فى الأمر، وخوفاً من الشرطة كانوا يريحون
أدمغتهم بإلقاء الأطفال على السطح. كنت مذهولاً وأنا أتابع سير التحقيقات، إذ كان هناك من يعلم بخلاف الممرضة. معاون المستشفى وكاتب الاستقبال وعاملة
المطبخ، والجميع يتناوبون إلقاء الطعام وصحون اللبن أمامهم فى الحجرة المغلقة سراً خوفاً من تعرضهم لسين وجيم».
|
|