على قارعة الذكرى

03:16 PM April, 11 2020

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

 إفتتاحية الأسى

(1)

القيت التحية على شمس ذلك الصباح الشتائي الصديق فحيتني بأجمل منها ثم رأيت السؤال يشع من عينيها البراقتين وكأنها تود أن تستجوب نشوتي التي قفزت الى أعلى دمي وتناثرت حول تلك الشجيرات الصبية وهى تسبح بحمد الماء والإرتواء بعد ان شربنا معا، كانت الشمس وبقليل من حب استطلاعها المنير تريد معرفة سبب غبطتي التي تربعت على مقاعد الروح وفاضت كما اغنية تحتشد بالعطر
كنت ازمع إخبارها عن أني اليوم على موعد مع شمسي الأخرى، ولكن شغلني عنها صوت أغنية من على البعد كانت تفشي أسرار عاشقين وتروي ظمأ الماء فى شرايين الشوق

يا سيدة الألق العميم
مضيت متوكلا على شغفى ورهبتى ومحبتى، ابتغى ورود أرجاء نورك النمير، ثم طرقت بأصابع القلب على بوابة اللقاء
وكأن كل جنان الأرض قد فتّحت مداخل خصبها ونشرت فى الأمكنة عبيرها المقدس الجميل، تخضبت اللحظات بحناء ابتسامك وغمرت كلماتك أرض العالمين بكوثر عذوبتك التى ليس كمثلها شئ
لحظتذٍ، رأيت الشمس وهى تبتسم من جديد وتومئ بعينيها وكأنها تقول
مبارك هذا اللقاء
علقت روحي على جدار دهشتي ودلفت اتمتم بكل ما أعرف من أوراد العاشقين وأشعار المجاذيب علها تدثرني ولو قليلا من سحر حضورك العجيب الآسر

ثم جثوتُ أمامَ غصنٍ من ضياءٍ تدلى منك، إحتسيت قليلا من وجلي مع ثلاث رشفات من شهد ابتسامك وومضتين من بهاء، توضأت بعبيرِ الرؤية الذى أتى من محراب سنائك البديع، ثم صليت فروض فرحي

وطفقت انشد
ألا أيها الوجل العتيد
يا من تقوم بين درب فرحتنا
وباحات حلمنا العنيد
ها نحن أمام بابك الوحيد
وعلى سنوات وجهك الطوال
عرشت لهفةُ الوقت
عبأ المنى، ملءَ نشوته
جسارةَ السؤال
فاض لونَ الأشواق
وتمطى شبق العمر 
استطال حزنَ النهر
وفاضت حرقةَ المحال

أخبرنا الواقفون خلف وجهك
قالوا
فلتفضوا زنابقَ الرجاء
وافتحوا بأصابع الحنين
اجفان بوحِها
واسألوها أن توقد المدى
فإن مهر عشقكمّ حريق

ولتنتشي مواسم اللقاء
وضوء دمائنا العتيق
اوصدوا نوافذَ البعاد
ولتعلن الشموس 
ابتداء موسم البهاء

عمر مخضر جديد اضاءت قسمات أيامه من وهج حضورك الذى تفتح مثل كرنفال لبهجة آلاف السنابل، فى كل سنبلة يجلس ألف قمر وفى كل قمر ألف حكاية وردية

(2)



الغياب
---------
متعبون نحن الآن
ما عاد فى الهواء متسع للأجنحة
والحسرة طائر قديم
استمرأ التحليق فى عمق التراب
وهاجر سرا
الى بلاد موانئ الغياب
قال الذين رأوه
أنه قد باع صوته
ثم استدان بعض ريش
من موائد اليباب
متعبون نحن يا حبيبتى
فمنذ ذلك اللقاء
منذ حين من العذاب
والفصول تخاصم ضحك الألوان
شتاء بغير أغنيات
صيف يعبئ الأمكنة
بحجارة الأحزان
والخريف محض أمنيات
ما عاد فى الأرض متسع للأقدام
اختبأت الخطوات 
ونام فى الرمل الطريق
والنهر
امسى خائبا
ينادم الظمأ
ورفاقه 
شوق 
وصبوة وحريق