02:51 PM April, 06 2020 سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر
قال الظمأُ
ماذا لو حذفنا الماءَ
من كتابِ النهر
كيف إذا تشبثتِ الدموعُ
بأحداقِ الترابِ
وتاهت البسمةُ
خلفَ جدران العيونِ
قال العشقُ
أنا ضجةُ الدمِ المعربد فى السكونِ
أنا جمرُ معلقٌ على عنقِ الجليدِ
فوق قارعة السماء
أنا رمادٌ عنقاءَ الحريقِ
أين ستختبئون من أسمائكم
كيفما كنتم
حتما سيأتيكم صحو الجنون
قلت
ولِمَ الأشواقُ دوما
تهب حافيةً
جناحها الأسى
صياحُها تمردُ الحصى
فى قعرِ مواعين الظنونِ
قالت الأقدامُ
أنا قُبلةُ الهيامِ
على خدَ الطريقِ
أخافُ أن أطيعَ مهجتي
أن أهيمَ دونما دليل
أن أغوصُ فى مراجلِ المسيرِ
ثم لا أفيق
قال البوحُ
قرأتُ فاتحةَ السكوتِ
ولم أقلْ
تَنَزَلَ البهاءُ فوق همسِنا
أشعلتِ البيوتُ طينَها
بشعلةِ إنبهارها الخَفوت
ولم أقلْ
أردتُ حينها
أن أبيعَ عتمةَ الدمِ القديمِ
لصبوةِ النهارِ
وددتُ وصلَ حزني اليتيمِ
بمشرقِ الإصباحِ
قبل أن يجيئ
موكبُ البوارِ
وددتُ أن أطيرَ
فوقَ غيمِكِ العميم
أو أن أحطَ لحظةً
على ذرى إشتياقي الحسير
قال الوقتُ
من ذا الذي يبيع
حصادَ حزنِنا
أو يمنحَ النهارَ
إسمَه الأسير
من يمنح الملتاع حلمَه
ولونَه
من ذا الذي يقايض صحو الليل
بحلمنا الأخير
__________________