الإستاذ محمود محمد طه: د. همرور عن رفع السقف المعرفي ومساهمات د. عبدالله البشير

06:20 AM April, 03 2020

سودانيز اون لاين
عبدالله عثمان-
مكتبتى
رابط مختصر

مساهمة عبدالله الفكي البشير في رفد وتحسين بيئة البحث العلمي في السودان، في التاريخ والإنسانيات، مساهمة فارقة في أقل وصفٍ تستحقه. حين تقرأ لعبدالله فأنت لست بحاجة لغير المكتوب الذي بين يديك لكي تنمو لديك ثقة وافية في المؤلف، لأنه لا يترك معلومة عامة أو رأي مقتبس لأي شخص أو جهة بدون تتبّع وتوثيق مصدره بصورة محددة ويمكن العودة لها في موضعها، علاوة على قائمة الملاحق الموثقة التي يرفق بها مؤلفاته المطبوعة وفهرس الأعلام.

من يطّلع على كتابيه "محمود محمد طه والمثقفون" و"الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه" يجد أنه يطّلع على مرجعين تاريخيين ليس لشخصية محمود محمد طه فحسب وإنما للحركة الجمهورية مجملا ولجانب واسع من تاريخ السودان الحديث بتفاصيل ندر أن تجتمع بين دفتين اثنين. كتابه القادم "محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان" يُتوقّع منه أن يكون كسابقيه في الوصف أعلاه. وأزعم أنه في المستقبل القريب لن يكون هنالك مجال لتداول وتدارس ظاهرة الأستاذ محمود محمد طه، والمدرسة الجمهورية، بصورة محترمة، ومن أي موقفٍ مشروع، ومن أي جهة أو مكان في الكوكب، بدون الرجوع لمؤلفات عبدالله هذه كإحدى المراجع الأساسية.

في كتابة سابقة، قبل سنوات، ذكرتُ أن ما فعله ويفعله عبدالله هو مسعى الباحث المؤرخ المجوّد، بحيث أنه عبر بحثه هو يختصر على بقية الباحثين نفس الجهد، فيحصل تراكم المجهود وتراكم المعرفة، الأمر الذي بدوره ينفع البيئة المعرفية كاملةً، بشتى مرتاديها وتنوّع مشاربهم. في ثبت المصادر والمراجع لمؤلفاته يوثق عبدالله لكل ما سعى له واستقصاه كيما يخرج بالصفحات المنشورة: كتب، ومحاضرات، ورسائل، وبيانات وأخبار ومقالات من دور الوثائق (مثل دار الوثائق القومية السودانية ودور وثائق أخرى في بلدان أخرى مثل الوثائق التي سعاها في المكتبات والدور البريطانية) ودوريّات أكاديمية وغير أكاديمية (محلية ومناطقية وعالمية)، ومجموعات دور الوثائق - مثل مجموعة المجلس الاستشاري لشمال السودان ومجموعة الأحزاب السودانية - ورسائل جامعية، وخطابات رسمية، ومقابلات مسجلة قام بها المؤلف، ومواقع على الشبكة.

في هذا اللقاء الإذاعي، يسرد عبدالله سردا مجملا، ويركّز على المسائل التي يهمّه توضيحها، بيد أن الجدير بالملاحظة كالعادة تعليقات المضيف، كبقية تعليقات من يقرأ لعبدالله من الباحثين والأساتذة والمثقفين ومجمل القرّاء: أن هذا العمل "فيه رصد وتوثيق علمي رصين، وأسلوب علمي رفيع، وحيثيات وأحكام موثقة بكل معنى التوثيق"، ونادر جدا في سياقه ومجاله. ولا يعني ذلك أن كافة خلاصات المؤلف غير قابلة للجدل، لكن يعني أن من يسعى لتثبيت أو توثيق شيء مباعِد أو مغاير لما هو مذكور فإن أمامه مطلب ان يبذل من جهد التوثيق والتدليل ما يقابل أو يكافئ جهد المؤلف في المسألة؛ وبذلك ترتفع توقعات البيئة المعرفية كلها.

https://www.facebook.com/Gussai/posts/10158426736968243https://www.facebook.com/Gussai/posts/10158426736968243

التقيت الاستاذ عبدالله البشير،

وتشرفت بالتعرف عليه لاول مرة، في سمنار مركز الدراسات السودانية وجامعة النيلين عن الاستاذ محمود.

وحضرت عرضاً له عن "السرقات" التي يقوم بها الاكاديميون والكتاّب من فكر الاستاذ محمود.

وكان عرضاً "صاعقاً"،

ومدعّماً بالامثلة القاطعة.

التحية له ولجهده المعرفي والبحثي المتميز..

لرجل ولد في بدايات القرن العشرين مثل محمود محمد طه ، كان متفردا عن أبناء جيله.أوجد نهجا متصوفا يفوق المتصوفة السودانية ،
من حيث اعتقاده بأن الحرية والفكر أساسيان. تجرأ وكسر المتوارث بإعمال الفكر في عمله ونهضه .
وللدكتور عبدالله البشير القدح المعلى في دراسة فكر الرجل. ويستحق الإشادة والتقدير.

شعّتْ ابتسامته،

قبل أن يتهاوى جسده السبعيني المشنوق،

مسطّرا كتابه الأخير:

"تعلموا كيف تموتون" .

الأستاذ عبدالله عثمان
تحياتي واحترامي مع خالص شكري وفائق تقديري لك وللأساتيذ الأجلاء الدرديري عبدالله، وعلاء الدين بشير، وعبدالمنعم عثمان البيتي، وأسامة الخواض، و عبدالله الشقليني، وعادل محمد عبدالرحمن، وأبو ذر بشير عبد الحبيب، والبشير علي حماد (الأسماء مرتبة حسب ترتيب وصولها عندي) على هذه الشراكة في الاحتفاء بما أقدم من إسهامات أسعى عبرها إلى تطهير نفسي وجسدي وعقلي وروحي إلى جانب الإسهام في تنمية الوعي.. فلقد وشحني الأساتيذ الأجلاء بأوسمة الشرف من خلال تعليقاتهم على ما كتب الأخ العزيز قُصي همرور عن قيمة ما أكتب وموضعته في الفضاء السوداني والسوح العلمية..
لقد سعدت غاية السعادة بكل ما جاء في التعليقات واحتفيت بها أيما احتفاء، بيد أن سعادتي عادة لا تكتمل بما يصلني من تعليقات إلا بتحويل معانيها ودلالتها لتصبح من مغذيات مشهد آل داوود عندي حيث الشكر عبر العمل والعمل ثم العمل تقفيا والتزاما بقوله تعالى (اعملوا آل داوود شكرا)..
فالتعليقات عندي، كما هي شهادة الأخ قُصي همرور وقد كتبت له ردا عليها (مرفق)، لم تكن سوى تذكير بتحمل المسؤولية وشراكة في الواجب ودعوة لي للمزيد من العمل مع الالتزام بالورع العلمي والأخلاق..
لك ولجميع الأساتيذ صادق المحبة وخالص الاحترام عبدالله الفكي البشير مدينة كالجاري- كندا الجمعة 3 أبريل 2020

فوق
لنعرف ونتعرف ونتسكع
فى دروب المعرفة
ومن ثم سلام على مسعود محمد على