السباحة في مدار حول الأوهــام !! بقلم الأديب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

السباحة في مدار حول الأوهــام !! بقلم الأديب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


03-14-2020, 04:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1584200402&rn=1


Post: #1
Title: السباحة في مدار حول الأوهــام !! بقلم الأديب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-14-2020, 04:40 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

السباحة في مدار حول الأوهــام !!

أحمل النبراس في الكف .. ورغم ذلك أشتكي من قتامة الظلمة .. ولا أدري هل العيب في عيني أم العيب في واقع يفتقد الحكمة ؟.. توارد الضباب قد أخفى الجمال من كثرة العتمة .. أزيل الضباب عن عيني ثم أقف حائراُ من حائل يمنع الرؤية .. أتردد في الخطوات والإباء يقاتلني بشدة !.. وكثرة الإغراء مردها ذلك القلب الذي يسجد عند باب الجنة !.. ولو أطاعني ذلك القلب مرة لكسبت الرهان وخذلت أهل الفرية !.. ولكن ذلك القلب يخذلني دائماً ويقول لا أخالف أبداُ هؤلاء أهل المودة .. هم هؤلاء منابع العطر والعبق وهم هؤلاء الأحبة !.. فكيف أرحل دون قلب وأنا ذلك الحائر التائه في الأزقة ؟؟ .. أحادث النفس وحيداُ وأقول غداُ سوف أعلن التوبة .. فيضحك الشيطان من زاهد لا يجيد مناسك العفـــــة !.. لا يلام المجنون حين يفتقد ضوابط الحكمة .. ولا يضرب المعتوه بالسياط حين يخلط في الحسبة .. ولكن يقال له : أنت مسكين وقدرك أن تكابد الويلات حتى لحظة النزعة .. أقول لأصحابي لا تزرفوا الدموع لشأني فإن دموعي تكفي لإطفاء جبال الشمعة !

تسلقت العفاف نهجاُ فأوردني ذلك العفاف موارد الهاوية .. لقد كتمت ما في الجوف من الهيام ثم أخفيت ما في الخاطرة .. فإذا بالأشواق تتدفق دموعاُ لتفضح تلك الأسرار الخافية .. ولو لا ذلك الترياق من الدموع لرحلت عن هذه الدنيا الفانية .. ومظاهر الاعتدال فينا تفرضها شروط الوقار والاتزان رغم أنها زائفة .. كم أدعي ما ليس مكنوناُ في فؤادي وعلامات الهيام بارزة !.. وذلك الإنكار للنهار مستحيل لأن الشمس ساطعة !.. لقد علمت بأسراري يا ذلك اللائم فلما تلميحاتك جارحة ؟؟ .. أعذرني فإني لا أرى تلك المنافذ لنسائم الحب سالكةُ .. ولا أرى إشارات الرضا في عينها وتلك الأستار نازلة .. فكيف أجتاز درباُ فيه المحاذير دوماُ قائمة ؟ .. أدعي البراءة مظهراُ والإدعاء ليس من شيمة الملائكة .. قدري هو الذي يقول وأنا مجرد ناظــر يراقب الأهلة طالعة .. أبحث الإشفاق من قلب قد يجود يوماُ بتلك النوازل الهابطة .

الكاتب والأديب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد