أغبيائي القتلة الخونة

أما قبل وبعد
وما حمدوك ‘إلا واحدا من غمار هذا الشعب الثائر فإن
اغتلتموه أو مات (موت الله الواحد دا) ظننتم أنكم أجهضتم
الثورة، فوالله ما زدتموها إلا أوارا وإصرارا على اقتلاع
كل من أجرم وأفسد وفسق ورجس وكان من الأفاقين، ولعلكم
لغباء متأصل في رؤوسكم المشحونة بالإجرام والمؤامرات
طلبا لدنيا تصيبونها وما أنتم بفاعلين، لم تتعظوا من تجارب غيركم
الذي كان (أشطر) فتجرع الفشل علقما، ودونكم التاريخ قديمه
وجديده يؤكد أن الاغتيالات بهدف اجهاض ثورة الشعوب وإن
نجحت فهي فاشلة ولو بعد حين ودونكم التصفيات السياسية الفاشلة
حتى في عهد الخلفاء الراشدين بداية بعمر بن الخطاب الذي اغتاله
فيروز المجوسي ولكن ذلك لم يفت في عضد ثورة الاسلام وفتوحاته
فتوسعت حتى عمت أركان الكون، وسلمة بن عمير من بني حنيفة
دخل إلى خالد بن الوليد يتربص به شرا وهو يخفى خنجرا في ثيابه
وفي نيته أن يضع حدا لتمدد الثورة الاسلامية بقتل قائدها، إلا أن فراسة
(أبا سليمان) ) كانت حاضرة بأمر الله فقد رأى الغدر في عينيه وكشفه، وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله).
وهزم أبا سليمان امبراطوريات الفرس والروم ونشر الإسلام في الأنحاء
في التاريخ الحديث كثير من اغتيالات الزعماء وإن نجحت في التنفيذ لكنها
فشلت في الوصول بأصحابها إلى هدفها، فالمهاتما غاندي اغتيل لأنه طالب
باحترام الأقليات المسلمة، ولم يمنع قتله تنفيذ هذا القرار إلى يومنا هذا، والسادات
قتله المتأسلمون لتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد، ولكن اتفاقية السلام مع اسرائيل
استمرت ووضعت حدا لصراعات مأساوية، وكثير من اغتيالات الغدر
الإرهابية أخفقت في تحقيق أهدافها لأن إرادة الشعوب أقوى وأكبر من
خبث ومؤامرات المجرمين القتلة .