الصحفي الفنان عبد الرحمن بلاص غنى إكراما للأستاذ محمود في غرفته وحكى عن ذلك

الصحفي الفنان عبد الرحمن بلاص غنى إكراما للأستاذ محمود في غرفته وحكى عن ذلك


02-24-2020, 12:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1582544768&rn=3


Post: #1
Title: الصحفي الفنان عبد الرحمن بلاص غنى إكراما للأستاذ محمود في غرفته وحكى عن ذلك
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-24-2020, 12:46 PM
Parent: #0

11:46 AM February, 24 2020

سودانيز اون لاين
Yasir Elsharif-Germany
مكتبتى
رابط مختصر



وقد حكى عن ذلك في مقال نشر في فبراير 1989:
المقال منقول من موقع الفكرة الجمهورية. هناك أخطاء طباعية لن تفوت على فطنة القارئ لم أعمد إلى تصحيحها توخيا لأمانة النقل.
ـــــــــــــــــــــــــ
عندما غنيت بمنزل الأستاذ محمود محمد طه

عبدالرحمن بلاص
الخميس ١٦ رجب ١٤٠٩ هـ - ٢٣ فبراير ١٩٨٩

كان ذلك أواخر عام 1978 وكانت مجلة الشباب والرياضة التي كان يرأس تحريرها الأستاذ حسن أحمد التوم تتأهب لإصدار عدد خاص بالذكرى الثالثة والعشرين للإستقلال.. والتي تصادف يوم الإثنين أول يناير عام 1979 واجتمعت هيئة التحرير ووضعت برنامجا وقسمت العمل.. وكنت وقتها متعاونا معها.. وكان عليّ أن أجري تحقيقا صحفيا مع بعض شخصيات ترك لي الخيار في تحديدها.. ووضعت أسئلتي وأنطلقت أجري وراءها.. وكانت أمكانها متفرقة في هذه العاصمة المتسعة.. وكانت الشخصيات التي وقع الإختيار عليها هم الأساتذة الإجلاء.. محمد عمر بسير – محمد ابراهيم ابو سليم.. الحاج عبدالرحمن.. حسن نجيلة.. عبدالله رجب.. محمود الفضلي.. ومحمود محمد طه.. وكانت الأسئلة هي:
في الفترة التي شهدت كفاح الشعب السوداني الكبير من أجل نيل الإستقلال كانت هناك بالطبع تنبؤات وشيئا من التصور في أذهان قادتها واصحاب الرأي بين رجالها لما سوف يكون عليه وجه الحياة في السودان بعد ان يتحقق الاستقلال وينال التحرر وتكون الأمة قد تهيأت للعيش الكريم في نطاق الأسرة الدولية
أ- بما انك عشت الفترة كأحد رجالاتها المؤثرين في مجرى احداثها.. يهمنا أن تحدثنا عن تصوركم في أثناء تلك الفترة لما سوف يكون عليه الحال بعد الاستقلال باثنتين وعشرين سنة..؟
ب- وماذا ترى الآن من اختلاف بين التصوّر والواقع.. ما تحقق منه وما لم يتحقق.. ولماذا..؟
عقب الإستقلال نشأ جيل جديد وتربى في ظل ظروف وملابسات تختلف كما وكيفا عما خبره الآباء والأجداد من ظروف وملابسات.. فما هي في نظرك أوجه الإختلاف الأساسية في العبقرية الخاصة التي تميّز جيل الآباء عن هذا الجيل..؟ وما هي ملاحظاتكم؟
ولكي أصل الى الأستاذ محمود محمد طه كان علي أن أركب بكاسي الثورة بالنص وأنزل هناك حيث يقوم منزله بالحارة الأولى.. ووصلت وطرقت الباب وكان فاتحا بطبيعته.. وسمعت من الداخل صوتا يقول: تفضل
وتفضلت ودخلت وعند منتصف الطريق للغرفة التي كان يجلس فيها جمع من الناس قابلني شاب.. وبعد السلام سألته عن الأستاذ فأشار الي أن أتبعه.. وعند مدخل الغرفة توقفت مسلما على الجميع.. ولأن الوجه بدا غريبا عليهم قام الأستاذ من مجليه وأتى مرحبا.. ولأنه أدرك أنني لا بد قادم من أجل أمر فانه قادني الى غرفة أخرى وأجلسني على كرسي وجلس هو على آخر وردد ترحيبه ولأنني كنت أعلم أن ظروف مثل هذه الشخصيات قد لا تسمح بالسؤال والجواب مباشرة فإنني كنت أكتب الأسئلة في ورق كنت أحمله معي لأتركه ورائي ليجيب عليه وقت فراغه.. وكنت أتوقع أن الأستاذ سيكون من هؤلاء لهذا وبعد أن أخبرته بغرض الزيارة ناولته الورقة التي عليها السؤالان وانتظرت اترقب.. وحين إفردها أمام عيونه وراح يقرأ فيها وجدتها فرصة لأتأمله مليا.. يا الله.. هذا الوجه ذو الشلوخ الستة.. والذي تبدو عليه الطيبة والوداعة وسماحة النفس ونقاء الروح.. فيه شبه كبير من أخوالي محمد حسين وسليمان واخوانهما وقامت في نفسي رغبة أن أشب واقفا واعانقه مرة وثانية وثالثة .. و.. فجأة رفع رأسه وطلب مني مهلة يومين لمشغوليات تنتظر الإنجاز.. فوافقت وصافحته وخرجت..
وفي الوعد المحدد ذهبت وطرقت الباب وكان مفتوحا من أصله.. ولم انتظر هذه المرة لم يقول لي تفضل.. بل تفضلت من تلقائي.. ألم يعد المنزل منزل أحد أخوالي وقابلني بترحاب أكثر وأخبرني انه كتب أجوبته وان كل شيئ جاهز.. وتقدمني الى غرفته الخاصة وهو يكرر ترحيبه وبعد أن جلست ذهب هو الى كتاب ضخم كان موضوعا فوق منضدة صغيرة وأخذ منه أوراقا وناولني اياها وطلب مني مراجعتها حتى اذا غمض علي شيء أو صعب علي قراءة خطه أوضحه لي.. وبعد أن قرأت أجوبته ووجدت كل شيء على ما يرام ثنيت الأوراق وأدخلتها في جيبي.. وانتظرت وكان هو قد خرج من الغرفة اثناء قراءتي.. وبعد قليل جاء ومن خلفه كانت تسير كوكبة من الشابات والشبان وتوزعوا على الأماكن الشاغرة بالغرفة بعد أن صافحوني واحد وراء الأخرى.. وكانوا جميعهم يتظرون الي مما أربكني قليلا.. وخيّم علينا صمت لبرهة قطعه هو قائلا: أهلا بك في دارك.. في المرة السابقة ما كنا نعرف أنك انت الفنان عبدالرحمن بلاص بذاته لولا الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله الذي عرّفنا بك.. ولأننا من المعجبين بك وبأغاني التراث والأصالة التي ترددها فإننا نطلب منك الآن في رجاء صادق أن تسمعنا شيئا وسيعاونك هؤلاء الشبان والشابات.. وأشار بيده فهبت فتاة وضعت أمامي المنضدة.
ولأن المفاجاة كانت مذهلة حقا.. ولأنني لوهلتي الأولى لم أصدق ما أسمع.. تنحنحت وأنا أبلع ريقي وقلت: نعم عبداللطيف عمر حسب الله هو أخي وابن قريتي السقاي ريفي مروي.. و.. سكت.. وتلفت حولي كم يطلب نجاة.. الا أن العيون التي كانت مصوّبة نحوي كانت كالسياج الذي لا يمكن تخطيه أو عبوره.. وكانت نظراتها ودودة ومشجعة.. فلم يكن أمامي من بد أو مهرب سوى أن أبدأ..وأخرجت المنديل من جيبي ومست حبات عرق كانت قد تجمعت على جبيني ووجهي ورقبتي من مباغتة الطلب.. وتوكلت.. وأدنيت الطربيزة مني أكثر.. وبدأت في الغناء.. غنيت أكثر من أربع أغنيات دفعة واحدة.. وكانت الشابات والشبان يؤلفون كورسا وكأنهم تدربوا على ذلك من قبل.. وعندما توقفت لأمسح ما شحّ مني من عرق توجه الأستاذ الي بشكره وامتنانه.. ومثلما غنيت لهم طلب من حواريه وطالباته أن يسمعوني شيئا من انشاد الجمهوريين وفعلا انشدوا وأجادوا.. فعزم علي أن أفطر معهم قبل رحيلي.. فأكلنا وشبعنا.. وخرجت من هناك الى الشارع والى المجلة رأسا لأحكي للأخوة والزملاء ما حدث.. بعضهم صدق ما قلت.. وبعضهم الآخر رفض أن يصدق.. ولكني أنا كنت سعيدا سعادتي يوم أن سجلت أول أغنية للإذاعة وذهبت لأستمع اليها وهي تذاع لأول مرة من ربوع السودان.
و.. يا لها من ذكرى عزيزة تقفز الى الذاكرة كلما رأيت صورة الأستاذ أو قرأت موضوعا عنه منشورا بأحدى الصحف والمجلات.. ويا له من ألم ممعن ذلك الذي يجتاح النفس كلما تذكّر الواحد منا انه ذهب عن دنيانا اللئيمة نتيجة مؤامرة دنيئة خسيسة دبرتها جحافل الظلام والإظلام التي يزعجها ويغشى عيونها أي نور وضاء مثل هذا يسطع ويشع في سماء الفكر في بلادنا..
ويا أيها الأستاذ الجليل.. لك الرحمة وذكرى استشهادك الرابعة تهل على قطرنا.. أما قتلتك فعليهم اللعنات حيثما حلوا.. ولا نامت لهم أعين.. ولا ارتاحت لهم ضمائر

الخميس 16 رجب 1409 هـ - 23 فبراير 1989
ــــــــــ
هذه فرصة نضع فيها مقطع مصور لغرفة الأستاذ محمود

وهذه واحدة من الأغاني التي أداها بمعاونة شيالين جمهوريين وجمهوريات في غرفة الأستاذ محمود:

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الأستاذ عبد الرحمن بلاص رحل عن دنيانا في 4 مايو 2017

كتب عبد الله عثمان في يوم الجمعة 5 مايو 2017 ينعيه في صالون الجمهوريين:


بواسطة عبدالله عثمان » الجمعة مايو 05, 2017 8:10 am
توفي مساء أمس الخميس الفنان عبد الرحمن بلاص بمنزله في الخرطوم بحري، وشيّع جثمانه إلى مقابر حلة حمد.

ويعتبر بلاص فنانًا متعدد المواهب ومتنوع الاتجاهات، فهو صحفي وكاتب قصة وموثق، ولكن كان تميزه الأكبر في مجال الأغنية الشعبية، ومن الذين وضعوا الأساس لها.

عليه واسع الرحمة والغفران والقبول والرضوان.
يا بلاص السيرة فالك يا عشا البايتات أريت بيتك مَبارك أنا اتْكلّمْ بقول فوقو الحقائق كلاماً لُو ملتّق ؤ لُو لفايق أنا غنّيت بقول للراسي رايق سِيد مَتَرو ؤ سِيد شَتْلو السبايق دا ال مَعَ جيرانو ما ختّ الحنايق ما كِسْب القُبُح ؤ ما جاهو ضايق ]

Post: #2
Title: Re: الصحفي الفنان عبد الرحمن بلاص غنى إكراما �
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-24-2020, 01:01 PM
Parent: #1


أحبك يا بلدي

Post: #3
Title: Re: الصحفي الفنان عبد الرحمن بلاص غنى إكراما �
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-24-2020, 01:08 PM
Parent: #2



Quote: قمر سماه - عبد الرحمن بلاص
4.496 Aufrufe
•19.02.2018
28
2
Teilen
Speichern
يحيى قباني
21.600 Abonnenten