افشاء ثقافة البقشيش في السودان من اجل محاربة الرشوة ...

كنت في واحد من المطاعم في الخرطوم فاتح جديد المطعم ...بغض النظر عن جودة الطعام ونظافة المطعم اكتر حاجة لفتت نظري وخلتني اكمل الاكل تفاني الجرسون في الخدمة ومقابلة اي طلب اطلبو بسرعة
وابتسامة وحتي اي احتجاج قبلو وقال حاصلحو من غير محاولات تبرير فطيرة ذي مابيحصل من اصحاب الاعمال التانية تلقي عذرو جاهز وفي الغالب عذر اقبح من الذم كذلك الابتسام دا نادر جدا وفي الغالب التباطئ
حتي انو انت تنسي الطلب او ماتكتر الطلبات وكانو المطعم دا مجاني ..المهم هذا الجرسون يعتبر ظاهرة شاذة لذلك عندنا غادرت المطعم كنت حريصا ان انفحة بمبلغ بسيط جدا وضعتة بخفة داخل جيبه ..لا استطيع ان احكي
لكم كمية الفرح والارتياح التي ارتسمت علي وجهه ولااعتقد انني ساستطيع مسح هذا الوجة من ذاكرتي بسهولة... المهم

مناسبة تانية حصلت معاي اثناء تجديد رخصة العربية في البينية ..طبعا عملية معقدة جدا ابتداء من الوقوف في السير ولحد تجي الفحص الفني وبعدين ترجع تجيب اورنيك 69 وتفتش بتاع الدفاع المدني يقوم ليك بي نهرة عندك طفاية
تقول ليو يقول امشي اقلعها من العربية وجيبها ..لكن سيادتك مثبة بي كليبس يقول ليك اتصرف جيبها المهم تمشي تقلعا سيادتو يقوم يمشي يشوها ليك ويكتب فيها التلاته ارقام بتاعت الشاسي يحفرها حفر في الطفاية بتاعتك طبعا عشان مايجي
واحد تاني يستلفها منك ويرخص بيها عربيتو المهم دا كوم وحكاية تدفع في تلاتة اربعة شبابيك بعد كم طوطحانية والدفع كاش طبعا ولا بتفاهمو معاك وعادي تقيف في صف طويل ويقولو ليك لا الصف التاني بعد تصل الشباك ..المهم في الجوطة دي
كلها الغاية تحصل علي الاستيكر وتلصقو في العربية ..طبعا البلصق الاستير ضابط بتاع حركة ذو رتبة صغيرة ودا كان اكتر واحد خلاني استحمل العذاب الاتعذبتو في خلال هذا اليوم الضاع كلو ..رجل بشوش ورشيق
يتقافز بين العربات ويلصق الاستيكر بعد ان يتاكد من لوحة العربية ومطابقة البيانات ..رغم سخافة المراجعين وانانيتهم انو كل زول عايز يلصقو ليو اول الا انو بكل اريحية كان يطلق الدعابات ويمتص التوتر ويراضي الجميع بابتسامة واسعة رغم صلف
وجلافة بعض اصحاب السيارات واستطاع ان يفوز برضي الجميع ويجعلهم يضحكون ويغادرون بسعادة ..لم استطيع ان اتمالك نفسي من الاعجاب بهذا الشخص البسيط وبنفس الاسلوب دسست له مبلغا ضغيرا حتي اعبر عن شكري ..المهم

رفيقي الذي تعرفت عليه في الصف لم يعجبة الموضوع لانه لايريد طبعا ان يدفع وقال لي مش كفاية الشالو مننا جوة ...هذا التساؤل دفعني الي ان استغرب ..اليس من الطبيعي ان نعبر عن الخدمة المقدمة لنا ببعض الامتنان في شكل شكرا
او بقليل من القشيش ..لان هؤلاء يتقاضون مرتبات قليلة ولكن تخيل لو ان الناس بدات تدفع لهم هذا المقابل البسيط نظير الاجتهاد في العمل سوف يكون لديه دخل اضافي جيد يحفزة للعمل بنفس الحماس ..بعض العاملين في هذا المجال يتقاضون
رشي كبيرة ويحضرون لك الاستيكر في البيت فلماذا لا ندفع كلنا مبالغ بسيطة في شكل بقشيش لكل من يؤدي واجبة باخلاص وتفاني.. يعني بقشيش في الظاهر خير من رشوة في الخفاء ..ولكن الناس ليس لديها ثقافة البقشيش بل البعض يعتبرة مثل الرشوة
..مع ان هذا الامر عادي مثلا في مصر تجد الخدمة السريعة والابتسامة بعد بضع نقود معدنية ولذلك فعلا تسمي النقود الضحاكات ..من راي وحسب تجربتي افشاء ثقافة البقشيش ستدعم الشرائح البسيطة في المجتمع وكذلك تقلل بشكل كبير من ظاهرة الرشوة
لا ن المدخل الي الرشوة يكون عادة عبر هذة المهن الصغيرة ..يعني لو عايز اي حاجة من المرور او اي مرفق تاني شوف اصغر رتبة وقش ليو شنبو تلقاهو طوالي اكمل ليك الاجراء ..كدا بتكون حليت مشكلتك الفردية علي حساب المصلحة الجماعية ..ولكن
مع افشاء ثقافة البقشيش تكون الشرائح الضعيفة في غني عن هذا السلوك ولن يجد الضباط الكبار منفذا للرشوة بسهولة وربما اضطرو الي التوقف او التقليل منها وبذلك يكسب المواطن الذي ضن بالشكوي من تردي الخدمة العامة وحتي الخاصة وانا متاكد من ان الامثلة كثيرة في المستشفيات
والوزارات وحتي المطار ...

سلام انا معاك في قصة البقشيش دي لكن ما ممكن تدي موظف عام وخاصة ضابط شرطة بقشيش لأنها هنا بقت رشوة غايتو انا كان محله كان هسي تكون مقفول

تحياتي
تعرف في الأول بيكون بقشيش ،، بعد شوية بيبقى حق ،،،في مصر مثلاً مع تفشي البقشيش ، بقى فعلا حق والأكثر ،،، إنه ممكن هو يخلق المشكلة عشان يعدلها ويأخد بقشيش ، يعني مثلا في فندق ممكن ما تلاقي موية سخنة ويجي يصلحها ، وأي خدمة يا بيه ، ولن تكفي شكراً ،،،،
بعدين يا منتصر قفل مافي إنت لو ما دفعت ليه والسوداني ما بيقبل ملاليم ،، بيطلبها منك على عينك يا تاجر

طبعا الناس خشت المرحلة التانية والتي كان يمكن تجاوزها بثقافة البقيش وهي انو يطلب منك وعلي عينك ياتاجر وكدا بتبقي رشوة رسمي ..لكن الفرق بين الرشوة والبقشيش انو البقشيش بيكون حاجة رمزية وبعد اداء الخدمة من غير الزام يمكن ناتدفع اذا لم يتوفر لديك فكة مثلا ...بالنسبة للناس

Quote: في مصر مثلاً مع تفشي البقشيش ، بقى فعلا حق والأكثر ،،، إنه ممكن هو يخلق المشكلة عشان يعدلها ويأخد بقشيش ، يعني مثلا قي فتدق ممكن ما تلاقي موية سختة ويجي يصلحها ، وأي خدمة يا بيه ، ولن تكفي شكراً ،،،،

طبعا دا نوع من استغلال البقشيش ويمكن علاجو بالشكوي الادارية مباشرة للفندق او ماشابه ..المهم طبعا في خوف شديد انا لاحظتو بيننا كسودانين من انتشار ظاهرة البقشيش رغم انها موجودة في بريطانيا وكثير من الدول الاوربية ...
وفعلا تحسن الخدمة وتحول البلد الي وجهه سياحيه والتي تعتمد اساسا علي توفر الخدمات في البلد لان كل اي بلد مهما كان له طبيعتة وتفردة ليصبح جاذبا للسياحة.... الفارق فقط في نوع الشعب الموجود ..

سلام
انت راجل جميله دواخلك.. وشايف ما يتامى كثر عنه
اتفق معك في منح من أجاد خدمتة
مقابل شخصي... ولو بمدح.. ثقافة اذا
تفشت ننتقل خطوة للامام

سلام عليكم
اصلا هى خربانه من غير نظريه البقشيش
جارى حصلت ليهو مشكله فى خط المويه بين الخط الرئيسى والبيت ورغم البلاغات المتكرره ماجو الا بعد قاولهم على شغلهم البياخدو عليهو ماهيه ونفس الحكايه لتوصيل خط جديد ويمكن يكون اخف تكلفه او مجان لو عندك زول من المعارف جوا المؤسسه.
والامقله كتيره انو موظفين يماطلو فى اجراءات من حقك او ياخرو دورك لغايه ماتنفض جيبك
ثقافه البقشيش وحتى (الكوميشن) للموظف الساعى فى الصفقه المعروف قانونا فى بهض البلدان المتقدمه.دى بلدان متقدمه مستقره اقتصادا وفيها حاله شفافيه وحزم فى انفاذ القانون تجاه الفساد والرشوه .
لكن تجى تتكلم عن ثقافه لبقشيش والكوميشن فى بلد عالم تالت فقير ومىهق بالفساد والرشوه والمحسوبيه !!!!!! ؟؟؟؟؟
الوضع يصبح اكثر تردى ويصبح الملاتب هو بقشيش الحكومه وبصبح البقشيش هو الاصل والاكبر مقدار.

سلامات

1. للبقشيش للعمال فقط.. و فى القطاع الخاص.
2. للبقشيش يدفع بعد الخدمة.. اما قبلها فهو بداية الفساد
3. لا يجب دفع اى بقشيش للعاملين فى الدولة ابدا.. لا قبل و لا بعد الخدمة.
4. رغم كل ذلك يمكن ان تكتب فى دفتر الانطباعات فى المرفق الحكومى إن وجد.. او ارسال رسالة لرئيس العامل فى الدولة .. فيها تمتدج سلوك العامل. و هذا يساعده فى الترقيات و المكافاءات. اما كاش لأ.

سلوك جيد ويتناسب مع الظروف المعيشية بالسودان .. ومحفز لخدمات أفضل

أمثلة بأمريكا وأكيد بتكون بدول أخرى .. المطاعم حينما يخدم الجرسون مجموعة أشخاص مع بعضهم الفاتورة تتضمن بقشيش إجبارى بنسبة محددة، وبعد داك لو عاوزين يزيدو ما فى مانع. كما أن المطاعم بتدفع للجرسونات مرتبات قليلة لأنه دخلهم الرئيسى من البقشيش، وهذا محفز للجرسون لتقديم خدمة ممتازة ترضى الزبائن.

فى خدما أخرى مثل محل الحلاقة أو التكسى أو ألأوبر عند الدفع بيكون هنالك (آب) للدفع يخير الزبون أولا كم يرغب أن يدفع بقشيش كنسبة مئوية تضاف لفاتورة تكلفة الخدمة ومحددة الخيارات 5% 10 % 15 % 20%

بالنسبة للشرطة .. طبعا بأمريكا لا يمكن أن تدفع بقشيش مادى له .. ولكن بعض المطاعم التى تفتح لساعات متأخرة ليلاً أو أنها فى مواقع ليست بآمنه، فهى تحفز ضباط الشرطة بمداومة الظهور فى محلاتهم مقابل خدمات مجانيةثل شرب قهوة أو عصير. (أمريكا كلهم ضباط ما فى عساكر)

فى بلتدنا يمكن بقششة العساكر لكن الضباط ليست مقبولة .. الموظفين المدنيين حسب درجاتهم الوظيفية سواء كانوا عمالاً او موظفيين بالفهم السائد هنالك .. بتبقى حسب الحالة .. طبعاً الخوف من أن السودانيين (قلاعين) ويمكن يعتبروا حق وعاوز بقشيش مصلح!!!

اصلا الموضوع موجود اجبارى وبيضيع حقوق ناس هسى لو اتسرقت الجهه المفروض تنجز الموضوع وتيد ليك حقك ملازم يضمنوا حقهم فى الالاول حتى يجتهدوا ليك ويرجعوا المسروقات .

شكرا لجميع المساهات ...المقارنة بين السودان واي دولة معدومة حيث ان الرواتب بعيدة جدا عن الواقع المعاش وراتب عسكري المرور او موظف في الخدمة العامة لايكفية ربما اكثر من اول خمسة ايام في الشهر والباقي مجازفات
والمجازفات هذة قد تشمل الرشوة للكثيرين والتي اصبحت داءا منتشرا جدا في مجتمعنا ..خطورة الرشوة كبيرة جدا لانها تهدم كل قيم المجتمع وتنهي تماما مستوي الخدمة العامة والخاصة في البلاد ..مثلا الغياب الكبير من الدوام
ومشكلة وقت الفطور والصلاة هذا الوضع غير المقبول والكثير من العقبات وفي ظل هذة الظروف الاستثنائية لابد من ايجاد حل سريع وعادل لهذة الازمة فالرواتب ستاخذ زمنا طويلا لتحسينها وبيئة العمل طاردة جدا ولايمكن لنا ان نتمترس
خلف جدار سميك من المثاليات وندعو الي العفة كمثل الذي يريد يعبر جدول المجارير دون ان تصيبة رائحة العفن...كان اعرف اخوين شهادة عربية قمة التربية المثالية كانو يعانون معاناة شديدة اثناء خروجهم من مطار الخرطوم فكان لابد لرجل الامن ان يعطلهم
بسبب الخدمة او اي سبب اخر وحجج واهية حتي تفوتهم الطائرة بعض الاحيان ولكن الان وهم علي مشارف التخرج اصبحو سناير وتعلمو فن الرقع بدون خوف او وجل ويدخلو الي سلم الطائرة معززين مكرمين ...فانظر الي مدي وصلت بنا الحال ونحن كانعامة ندفن رؤسنا في التراب ..

ما فيها حاجة لو زول بيقدم ليك خدمة كويسة ويتفانى في تقديم الخدمة إنك تديهو بقشيش، بالعكس هو تصرف كويس

لكن في السودان في ناس ما بتستاهل تديها حقها زاتو !!

وعندي هنا قصة أحب أحكيها لأنو واقفة لي في حلقي.. وفي مواقف كتيرة بتوريك انو الشعب ده أساساً فكت منو..

مرة جبتا لي واحد ( ومعرفة اتخيل) لي شغل عندي في البيت واتفقت معاهو على الشغل وأي حاجة وبالحاجة الهو قالا بالضبط لا نقصت قرش ولا تعريفة من المبلغ الطلبو.. وخليتو شغال ومشيت جيت راجع زي الساعة اتنين بالضهر لقيتو خلاص قرب يخلص وباقي ليهو زي مترين ـ مترين إلا شوية كده

فقلت ياخ أنا بدل ما أمشي وأجي راجع تاني قريب المغرب عشان أحاسبو، الزول ده الوقت داك بيكون خلص الشغل وقاعد منتظر خليني أحاسبو أساساً ياهو باقي ليهو المترين ديل بس.. فما بتستاهل يقعد ينتظرني عشان ياخد حسابو

أها زولك أظنو بس خلاني دورت العربية بي جاي أتشطف وشال قريشاتو وزاغ بدون ما يكمل الشغل !!

فبقيت بتصل عليهو بالتلفون : يا مولانا الذي غشانا ياخ ده شنو العملتو ده ؟؟ انت موش شلت قروشك كاملة ياخ تعال خلص لي الشغل ده أنا ما فاضي ليك ـ أي بجيك بجيك بس ماسك لي شغلانة صغيرونة هنا أخلصا وأجي :)

بعد داك بقى ما يرد التلفون أساساً :) لحدي ما أنا سافرت وأضطريت أجيب زول تاني يكمل الشغل بمقاولة تانية ـ فمشيت مستغرب زاتو إنو كيف يعني زول عشان شغل ساعة أو أقل يحرم رزقو كلو و تعب اليوم كلو بالتصرف البليد الزي ده

هههه يالغت فيها يالهادي ..الزول العامل بتاعنا ا من ارداء انواع العمال ولو ماوقفت ليو في راسو مايخلص ليك تقوم تخليو وتمشي كمان ..عشان كدا المبرز فيهم نادر ويحتاج التشجيع لكي لايصاب بالاحباط ويصبح مثلهم ..