Post: #1
Title: أين يتجه السودان هل من مجيب ؟ كتبه حسن أبوزينب عمر
Author: حسن ابوزينب عمر
Date: 12-24-2025, 00:17 AM
00:17 AM December, 23 2025 سودانيز اون لاين حسن ابوزينب عمر-السودان مكتبتى رابط مختصر
وليس يصحّ في الأذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليلِ
ابو الطيب الطيب المتنبي
بقلم : حسن أبوزينب عمر تتسارع أحداث السودان بخطى متسارعة مربكة مع اصرار الحكومة على اسدال غطاء من السرية والكتمان على مجمل التطورات في الساحة السودانية فقد استيقظنا ووجدنا ان الذي كان رجسا من عمل الشيطان أمس أصبح اليوم حلالا طيبا فيما تداخلت الألوان فالذي كان خطا أحمرا تحول الى قوز قزح من الألوان والا فما تفسير اعلان رئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس على رؤوس الأشهاد داخل قاعة مجلس الأمن بحي تيرتل باي في قلب ممطقة مانهاتن بنيويورك قبول الحكومة بوقف اطلاق النار وهو الأمرالذي رفضه في حوش الولاية في بورتسودان ؟ هل حرصا على حقل هجليج النفطي الذي تعتمد عليه واردات الحكومة بصورة أساسية أكثر من الحرص على أرواح الناس سيما بعد احتلاله من قبل ميليشيا الدعم السريع ؟ هل وراء القبول المفاجيء تطمينات من الوسطاء باستثناء الامارات بأن كرسي السلطة محجوز للبرهان؟ ..هل وصلت (حكومة الأمر الواقع) الى قناعة بأنها تخوض رغم مشروعية أسبابها حربا سرمدية تتناسل فيها الأحزان وتتراكم فيها الخسائر سيما وان الكثير من المواقع الاستراتيجية والسيادية بدأت تتساقط كأوراق الخريف مع تقدم عدو يجد دعما عسكريا بأحداث ما أنتجته تكنولوجيا السلاح مع اكتفاء دول الحل والربط بالفرجة وفي أفضل الأحوال رفض خجول ناعم تجاه الدولة التي تصب مزيدا من الزيت على النيران المشتعلة ..كل هذا والدولة الشقيقة التي تربطنا بها علاقات أزلية واتفاقية دفاع مشترك لم تنتبه الى عمقها الاستراتيجي ولم تتفاعل الا بكرت أحمر لوحته به في الزمن الضائع من المباراة المصيرية أشبه بانذار شفوي وترضية معنوية Lip service أمام دولة متعجرفة تتحدث بلسان وتفعل العكس وهي تنطلق من فعالية موقفها الاقتصادي ولا تؤمن الا بما قاله ستالين حينما وجهوا له استنكار البابا لسياساته العنيفة ضد معارضيه في معسكرات الجولاغ في سيبيريا وكم دبابة يمتلك هذا البابا؟ . (2) خطاب كامل ادريس هو نظرة واقعية ومنهج جديد للحكومة في المنحى العام ولكنها الشياطين التي تقبع في التفاصيل فقد طالب أيضا في مبادرة بلاده تجميع مقاتلي الدعم السريع في معسكرات محددة تحت اشراف أممي وعربي وأفريقي بعد نزع السلاح منها بمراقبة دولية مع تقديم ضمانات بعدم اعادة تدوير الأسلحة وهنا تكمن الاشكالية اذ ان المجتمع الدولي ودول الرباعية تضعان الجيش والدعم السريع في كفة واحدة On equal footing مما يعني ابعاد الطرفين من المعادلة لصالح حكومة مدنية تأتي بانتخابات وهنا أيضا اشكالية اذ ان المرفوضين والمغضوب عليهم وهم الكيزان الأكثر تنظيما وترتيبا وتحشيدا في الساحة مرشحون ليس للفوز بمقاعد الأكثرية بل الاكتساح أمام احزاب طائفية تقليدية متشظية تفرق أعضائها أيدي سبأ وأمام أحزاب أخرى تحمل لقب أحزاب الفكة يقول البعض انها لا تملأ ركشة سيما فان الصوت الكيزاني الذي كان خافتا ومعترفا بأخطائه بعد ثورة ديسمبر المجيدة عبر لسان الحمائم يأتي الآن يرغي ويزبد ويتحدي بلسان الصقورمن يخطط لأبعاده وبالذات بعد مشاركته وتضحياته في الحرب بفرق البراء وكتائب الظل . (3) الخلاصة انه رغم الضوء الخافت في قاع النفق المظلم فالقضية لا زالت بالغة التعقيد بكثرة المطامع وخطورة التداعيات وتعدد اللاعبين فكأن ملعبها هو الذي وصفه الأمين العام الثالث للأمم المتحدة يوثانت وكان من (بورما) الآن (مايمنار) (1961-1971) والذي تولى المهمة بعد مصرع السويدي (داغ همرشولد) في حادث طائرة في سبتمبر1961 ففي سؤال له عن صعوبات مهمته قال انه يحكم مباراة تتكون من 50 فريقا كانوا وقتذاك أعضاء المنطمة الدولية ولكن كل لاعب يشوت الكرة في اتجاه ..وعليه فاذا تحطمت (لا سمح الله) كل مساعي الوفاق على جدار سقوفات الفرقاء التعجيزية التي تعانق عنان السماء دون الجاهزية لتقديم التضحيات والتنازلات المطلوبة فلا حل سوى تحويل السودان الى اقليم واخضاعه للوصاية تحت البند السابع طبقا لأحكام المادتين 41 و42 كما حدث ل11 اقليم عام 1946 بعد الحرب العالمية الثانية لحفظ السلم والأمن الدولي . مدخل للخروج نحن أمة تتكون من شعوب وقبائل تتشاكس على السلطة وقد تناوبت علي البلاد والعباد حكومات عسكرية ومدنية وهي ان كانت سببا ونتيجة في نشأة الآخر فقد فشلت كلها في ادارة التنوع الثقافي .. العنف والحروب قاسم مشترك أعظم في حياتنا السياسية واذا قال رائد الشعر العربي بدر شاكر السياب (ما مر عام والعراق ليس فيه جوع) فنحن نقول ومن واقع تجاربنا (مامر عام والسودان ليس فيه حرب) ..اذا كان الدكتور عبد الله الطيب يقول ان نزوع الطابع القومي السوداني للحسد فلأنه نتاج من هجرة 8 من 11 قبيلة كانت تعتبر الأكثر حسدا من الجزيرة العربية للسودان وأذا أضاف الدكتور منصور خالد الحقد على الحسد فلماذا لا نستنجد بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ؟
|
|