ظاهرة التعري علي خشبة المسرح كتبه د.فراج الشيخ الفزاري

ظاهرة التعري علي خشبة المسرح كتبه د.فراج الشيخ الفزاري


12-23-2025, 11:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1766489153&rn=0


Post: #1
Title: ظاهرة التعري علي خشبة المسرح كتبه د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 12-23-2025, 11:25 AM

11:25 AM December, 23 2025

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر



أثار الفنان المسرحي السوداني محمد تروس موجة من الاحتجاجات وغضب الشارع السوداني،عندما قام بخلع ملابسه الخارجية..قطعة بعد قطعة..أمام الجمهور خلال الحفل الفني الذي شارك فيه بمسرحيته بالعاصمة اليوغندية كمبالا.. باعتباره اسقاطا سياسيا لما تمر به بلاده من كوارث وحروب يجب تعريتها أمام العالم بدلا من التستر عليها كما نتستر على عوراتنا الجسدية بملابسنا الفضفاضة.
ما قام به الفنان محمد تروس ، ليس بالفعل الجديد في تأريخ المسرح العالمي وكذلك المسرح العربي..فقد حدث ذلك كثيرا منذ بدايات مسرح العبث ، كتيار أدبي وفني وفلسفي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، كرد فعل علي أهوال الحرب وفقدان المعني..وكذلك مع المسرح السياسي كرد فعل للأحداث السياسية الكبري حيث تحمل الأعمال المسرحية في جوهرها قضايا واسقاطات سياسية أو صراعات بين السلطة والقانون الإلهي.
وعلي المسرح العربي،كانت ايضا هناك حالات مشابهة..وأحد أبرز هذه الأمثلة، تأتي مسرحيات سعد الله ونوس..الذي كتب مسرحية [ الملك هو الملك]عام 1977،التي أثارت جدلا كبيرا في ذلك الوقت،حيث كانت تعبر المسرحية عن سؤ الأوضاع السياسية والاجتماعية في سوريا..وتضمنت مشاهد جريئة ، يتم حذفها دائما عندما تتناولها المسارح العربية المحافظة..رغم لم يصل بها الحال الي درجة التعري..وان اقتربت منه..
ايضا هناك حالة المسرح المصري ، الفنان علي رضا، في مسرحية [ اللي يروح المدرسة يزور]..عام 1978..التي ايضا بدورها أثارت جدلا كبيرا بسبب محتواها السياسي والاجتماعي..ولكن لم يحدث تعري بالشكل المحسوس أو الخفي
وكل تلك الأعمال وغيرها..هي تعبير عن أراء المسرحيين وانتقاداتهم للأوضاع السياسية والاجتماعية في بلدانهم.. وهذا حقهم الفني والتزامهم الوطني ..ولكن دائما وأبدا توجد خطوط وقواعد وحواجز لايمكن تجاوزها..رغم مقولة المسرحي القطري،الفنان غانم السليطي(القاعدة الأساسية للمسرح..ألا قاعدة له)..ولا يعني ذلك ،بالضرورة،
الخروج عن المألوف، فالصدمة المسرحية يجب أن تكون متدرجة الجرعات، خاصة في المسرح السوداني وجمهوره..حتي الانتقال من مسرح" فائزة عمسيب" إلي مسرح"اخلاص نور الدين" ورغم كل تخفظاته ،قد أخذ منا وقتا طويلا للاستيعاب والتقبل الجماهيري..ورغم ايماننا الراسخ بحرية الكاتب في التعبير عن ابداعه الفكري..وكذلك عالمية المسرح وشخوصه وأفعاله ..إلا أن الفنان الحقيقي سيظل ابن بيئته المحلية وكيفية مخاطبتها عبر أدوات الإبداع التي يمتلكها.
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]