التظاهرات الزائفة في مناطق الفلول قراءة تحليلية في صناعة الوعي المضلل وإعادة إنتاج الأزمة كتبه الطي

التظاهرات الزائفة في مناطق الفلول قراءة تحليلية في صناعة الوعي المضلل وإعادة إنتاج الأزمة كتبه الطي


12-22-2025, 11:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1766402897&rn=0


Post: #1
Title: التظاهرات الزائفة في مناطق الفلول قراءة تحليلية في صناعة الوعي المضلل وإعادة إنتاج الأزمة كتبه الطي
Author: الطيب الزين
Date: 12-22-2025, 11:28 AM

11:28 AM December, 22 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



*التظاهرات الزائفة في مناطق الفلول قراءة تحليلية في صناعة الوعي المضلل وإعادة إنتاج الأزمة* .

بالتزامن مع ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة خرجت تظاهرات في المناطق الخاضعة لسيطرة الفلول وهي ترفع شعار الحكم المدني، وهذه التظاهرات ليست تعبيرا عفويا عن إرادة جماهيرية، بل هي في جوهرها صناعة الأجهزة الأمنية المرتبطة بشبكات النفوذ القديمة التي تتقن إنتاج الظواهر الزائفة لإرباك المشهد السياسي وصناعة خطاب مضلل يخدم مصالح القوى الطفيلية التي تتدثر بالدين لإخفاء طبيعتها الانتهازية.
قد تجاهلت هذه التظاهرات السؤال المركزي المتعلق بالطرف الذي بدأ الحرب ولماذا يصر على استمرارها ولماذا صمتت عن الإجابة عن هذا السؤال الجوهري، مما يكشف أن الظاهرة امتداد لخطاب التزييف الذي يستهدف الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي.
أي تنظيم سياسي أو اجتماعي أو ثقافي يعجز عن قول الحقيقة يتحول إلى ظاهرة زائفة مهما بدا لامعا في الظاهر، وما نشهده اليوم محاولة جديدة لاستلاب وعي البسطاء عبر شعارات تبدو مدنية لكنها في حقيقتها أدوات لإدامة السيطرة وإعادة إنتاج التخلف والانقسام.
وقد ساعد على ذلك غياب القوى الثورية الحاملة لمشروع تحرر وطني واضح يقطع مع أيديولوجيات الاستلاب التي مارست سلطتها باسم القومية أو الدين وفتحت الباب أمام القوى الطفيلية لإعادة إنتاج نفوذها بعد أن مارست الخراب في السودان لأكثر من ثلاثة عقود، وها نحن نعيش نتائج ذلك الخراب في الحرب التي أشعلت فتيلها حفاظا على السلطة والمصالح التي راكمتها منذ انقلاب ١٩٨٩. لقد بلغ الصراع السياسي مرحلة لا تقبل الوقوف في منتصف الطريق أو مسك العصا من الوسط، لأن القوى الطفيلية دفعت بالبلاد إلى مستوى من التناقضات لا يسمح بالحياد، فالحياد في لحظة كهذه يتحول عمليا إلى اصطفاف غير مباشر مع مشروع التضليل الذي تمارسه هذه القوى.
نحن اليوم أمام موقفين لا ثالث لهما، إما القبول باستمرار الأزمة وما يصاحبها من تزييف للوعي وهو ما يخدم القوى الطفيلية، أو الوقوف مع الحق ومع القوى الوطنية التي تعبر عن تطلعات الشعب السوداني في بناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية علمانية، وهو المشروع الذي تمثله قوى تأسيس.
أي موقف آخر مهما بدا محايدا أو عقلانيا ليس سوى شكل من أشكال الخداع، لأنه يصب في مصلحة القوى الطفيلية ويمنحها غطاء للاستمرار في تدمير البلاد. أي ظاهرة تطفو إلى السطح اليوم دون تحميل القوى الظلامية مسؤولية بدء الحرب ومضاعفات ما نجم عنها من خراب ودمار، ومن دون المطالبة بوقف الحرب وتحقيق السلام ومحاسبة القوى الطفيلية التي دمرت السودان منذ عام ١٩٨٩م، ليست سوى منتج جديد من منتجات خطاب التزييف والتضليل والخداع الذي يستهدف إرادة الشعب السوداني ويعمل على حرف البوصلة عن القضايا المركزية.

الطيب الزين / كاتب وباحث في معاني القيادة والإصلاح المؤسسي