نحو سودانٍ واحد: بين التنوع الوطني وضرورة التصدي للخيانة كتبه ٱدم ابكر عيسي

نحو سودانٍ واحد: بين التنوع الوطني وضرورة التصدي للخيانة كتبه ٱدم ابكر عيسي


12-22-2025, 11:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1766402816&rn=0


Post: #1
Title: نحو سودانٍ واحد: بين التنوع الوطني وضرورة التصدي للخيانة كتبه ٱدم ابكر عيسي
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 12-22-2025, 11:26 AM

11:26 AM December, 22 2025

سودانيز اون لاين
ادم ابكر عيسي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



إصداء الوعي



يجب أن يكون التنوع في سوداننا مصدر قوة وثراء وتعاون، لا سبباً للصراع والتفكك. يقول تعالى: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، فاختلافنا نعمةٌ للتكامل، ومقياس التفاضل هو التقوى والعمل الصالح، لا الأصل أو اللون.

لكن هذا النسيج الوطني يتعرض اليوم لتحديات جسيمة. فخطاب الكراهية ينتشر على بعض منصات التواصل الاجتماعي، حيث يُستبدل السعي للبناء والوعي بالسعي للإعجابات والشعبوية، مما يحوّل الحوار إلى أداة هدم وتقسيم.

وتتصاعد هذه الممارسات لدى بعض الأطراف السياسية التي، بدلاً من نقد السياسات بشكل بناء، تلجأ إلى تشويه سمعة الوطن ومؤسساته الحيوية. بل وتتجاوز ذلك إلى تلفيق الروايات والتودد للخارج لتأييد مواقفها، في سلوك يصل إلى حد الخيانة للشعب والوطن.

لقد خاض شعبنا السوداني معركة الكرامة بكل حسم، وصدّ ببسالة محاولات العبث بسيادته التي قادتها مليشيات الإرهاب وحلفاؤها السياسيون. لقد صمد الشعب دفاعاً عن عرضه وترابه، وقدم تضحيات جساماً من الشهداء في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع التي ارتُكبت. فكيف يُعقل أن يأتي من يسوّغ الإساءة إلى مؤسساتنا الأمنية والجيش والشرطة، تلك المؤسسات التي كانت خط الدفاع حينما استباحت المليشيات البيوت ودمّرت البنى التحتية ونهبت الممتلكات؟ لا مجال للمجاملة حين يتعلق الأمر بأمن الوطن، ولا بد من الحسم الكامل في مواجهة الفوضى ومصادرها. المؤسسات الحكومية والأمنية هي خط أحمر، والمعركة اليوم هي معركة وجود لتحرير السودان من العملاء وأذنابهم، تمهيداً لمرحلة البناء والتحول المدني الحقيقي.

وهذا المنهج الهدّام لا يقتصر على الساحة السياسية، بل يمتد إلى بعض مراكز الفكر والبحث التي تهمل دراسة واقع السودان بموضوعية، وتستورد حلولاً جاهزة من الخارج فقط لضمان التمويل، مما يزيد المشاكل تعقيداً ويولّد حلولاً غير مجدية.

وفي قلب هذه العاصفة، تقع مسؤولية كبيرة على عاتق شبابنا. فالثورة الحقيقية تعني الوعي بقيمة الوطن والسعي الجاد لإصلاحه، وليست تدميراً لمؤسساته التي تحمي سيادته واستقراره. غرس الانتماء والدفاع عن الدولة القوية هو الضامن الوحيد لتحقيق طموحات الأجيال.

لذلك، تبرز حماية الأمن القومي كأولوية قصوى. مؤسساتنا الأمنية هي خط الدفاع الأول عن سيادة البلاد، ويجب أن تتطور باستمرار لمواجهة التهديدات التقليدية والحديثة، وأن تعمل مع المجتمع لتحقيق أمن شامل.

الطريق إلى مستقبل أفضل يبدأ بالوعي بأن هذا الوطن ملك للجميع. خلاصنا يكمن في احترام تنوعنا، وممارسة النقد البناء، وإيجاد حلول تنبع من أرضنا وواقعنا، والدفاع بلا هوادة عن مؤسسات الدولة التي تحمينا جميعاً. فلنترك خطاب الكراهية والتشويه، ولنعمل معاً من أجل سودان موحدٍ وسيّد وقوي.