Post: #1
Title: حول قضية نصرة المرأة وحمايتها من ظلم الرجال كتبه بدر موسى
Author: بدر موسى
Date: 12-14-2025, 00:16 AM
00:16 AM December, 13 2025 سودانيز اون لاين بدر موسى-USA مكتبتى رابط مختصر
لا سبيل نصرة النساء وحمايتهن من الظلم والاستضعاف غير سبيل تكثيف العمل في الدعوة للفكرة الجمهورية. وكما علمنا والدنا ومرشدنا الأستاذ محمود محمد طه، إن تحقيق حقوق المرأة ورفع مكانتها لا يتم إلا من خلال التبني الكامل لمبادئ الفكرة "الجمهورية" التي طرحها، والتي تركز على الديمقراطية، والحرية، والمساواة الكاملة، وتتجاوز المفاهيم التقليدية، حيث أن هذه الفكرة هي الطريق الوحيد لتحرير المرأة من القيود المجتمعية والدينية التي تعيق تقدمها. لماذا؟! ١- لأن الفكرة الجمهورية هي رؤية تقدمية للمجتمع تقوم على أساس الحرية، والعدالة، والمساواة، وتجديد الفهم الديني وتجاوز التفسيرات التي تقيد المرأة. ٢- ثم إن الفكرة الجمهورية هي التي تمكننا من نقد الوضع القائم: ونقد النظم التقليدية، حتى تلك التي تتستر بالدين، لأنها هي التي تكرس دونية المرأة، وبالتالي، فإن الحل ليس في إصلاحات جزئية، بل في تغيير جذري يتبنى العقلانية والمساواة. ٣- إن تكثيف العمل في الدعوة إلى الفكرة الجمهورية يخدم قضية التوعية، ويزيد من اقتناع الرأي العام بأن نصرة المرأة: تفتح الباب أمام المرأة للمشاركة الكاملة في الحياة العامة والخاصة، وتحقيق ذاتها، ويقود إلى تفكيك البنى الأبوية، ورفع الظلم عنها، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر هذه الأيديولوجية الشاملة التي تضع الإنسان (رجلًا وامرأة) في مركز الاهتمام. وباختصار، إن التحرر الكامل للمرأة يتطلب نظامًا فكريًا وسياسيًا شاملًا مثل الجمهورية، يضمن الحقوق المتساوية للجميع، وهو ما ظلت تدعو له الفكرة الجمهورية منذ البداية. ولكننا، وللأسف، أصبحنا نتابع اليوم آراء اتجاهات غاية في السلبية ممن كانوا من أخلص تلاميذ الأستاذ محمود، الذين صاروا يشككون اليوم في أهلية وكفاءة هذه الفكرة العظيمة، ويشككون في جدوى الدعوة إليها بصورة عامة، وكأنهم لا يدركون أنها السبيل الوحيد لنصرة المرأة! حيث يزعمون بكل جرأة بأن العالم قد تجاوز النظريات الشاملة، وأصبح يبحث عن الحلول في نظريات العلوم الإنسانية، وغيرها من نظريات الاقتصاد والسياسة، وغيرها، ولا ينتبهون إلى حقيقة أن هذا العالم الذي يدعون لاتباع مفاهيمه هو أيضاً متورط حتى مخ عظامه في ظلم المرأة، وهو ما لا يجب أن يغيب عن نظر المفكرين والأذكياء الذين يملكون القدرة على فهم الواقع الذي يعيشونه. الأستاذ محمود علمنا أن هذه الفكرة الجمهورية العظيمة لا يتركها إلا (مغفل)، وأنا ظللت أراقب تجليات هذه الحقيقة على أرض الواقع كل يوم، كلما قرأت محتوى أو تابعت تهيئات وأوهام تلاميذ الأستاذ محمود الذين تركوا الفكرة الجمهورية، وصاروا يهرفون بما لا يعرفون، ويحزنني أكثر من هذا، أن أرى هذا الهوس والحرص العجيب من كثير من الجمهوريين والجمهوريات على متابعة كلام هؤلاء الذين وصفهم الأستاذ بالمغفلين، والاحتفاء بما يقولون، ثم التسابق في ترويجه على مدار الساعة، وكأنهم لا يعلمون بخطورة ما تورطوا فيه! ألا ساء ما يحكمون!
|
|