الى مناوي هل هي لجنة للاستنفار والتعبئة ام حكومة مدنية مصغرة كتبه إسحاق خاطر

07:04 PM December, 13 2025

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر

/ بقلم :

لا شك انكم لاحظتم بالامس القائمة التي اعلنها مناوي تحت مسمى لجنة الاستنفار والتعبئة لكن حجم فروعها وتعدد لجانها الفرعية وتشعب اداراتها كلها جعلت الناس تشعر وكأننا امام هيكل حكومي مصغر لا مجرد لجنة تعبئة بل ان الحكومة الاقليمية نفسها برئاسة مناوي لم تقدم يوما بهذا التنظيم وربما لا تمتلك ادارات مماثلة ومن المؤكد ان هذه اللجنة تقف خلفها ميزانية ضخمة تقدر بالملايين فهي تضم قوة بشرية كبيرة لا يمكن تحريكها دون اسطول كامل من السيارات والمركبات المجهزة اضافة للنثريات والمؤن والوقود والزيوت والاطارات وشحنات الطعام اللازمة لتسييرهم

ولكن لماذا كل هذا الحجم والتكلفة
اذا كانت النوايا حسنة والهدف هو التعبئة بلا اجندات خفية فهل يحتاج الامر لكل هذه المصروفات والكوادر

اليوم يوجد في المعسكرات اكثر من خمسة الاف متدرب جاهزين للعمليات لكنهم لا يستطيعون التحرك ولو نصف كيلومتر لغياب الدعم اللوجستي من مركبات وسلاح بعضهم عاد ادراجه بعد انتظار طويل ووعود كاذبة وحتى الطعام داخل بعض المعسكرات لم يكن كافيا ومع ذلك ما يزال عدد كبير منهم جالسا تحت الاشجار ينتظر لان لديهم هدفا واضحا طالما الجنجويد يحتلون منازلهم ومزارعهم ومراعيهم ويهينون اهلهم فهم لن يتراجعوا

لكن مشكلتنا نحن ابناء دارفور اننا ننتظر الكارثة تقع اولا ثم نبحث بعدها عن حلول اسعافية وهذه العقلية هي التي اوصلتنا الى هذا الدرك من سوء الادارة

تخيلوا منذ انطلاق الحركات المسلحة وحتى اليوم لم تطلب يوما تعبئة او استنفارا شعبيا وقتها كانت الحركة تجري عملياتها بدون مساندة والناس تلتحق بها طوعا دون دعوة لماذا لان نوايا القيادة كانت صادقة ولم تكن هناك تمثيليات او صفقات تمويل او اوراق ضغط وهذا الصدق هو ما رفع مكانة الثوار وسرع من صعودهم

اما اليوم بلا خجل ولا حرج اصبح البعض ينظر الى الحرب كفرصة للثراء او طريق للسلطة فالذين عينهم مناوي امس في لجنة الاستنفار وعددهم الضخم سيأتون باقاربهم ومعارفهم كسائقين ومساعدين ليستمتعوا بالنعمة التي سقطت عليهم وهكذا تموت فكرة التعبئة الحقيقية وترمى في سلة المهملات بينما يستمتع اعضاء اللجان على شواطئ البحر الاحمر او في حدائق القاهرة بعد ان ظفروا بعطاء لا يتكرر الا للقلة المحظوظة وبالطريقة دي سيطول طريق مناوي نحو الفاشر وسيجد نفسه في النهاية يكون لجنة جديدة بميزانية جديدة وهكذا تستمر الحلقة واسألوا اين اختفت لجنة فك حصار الفاشر وماذا انجزت

اليوم الواقع لا يحتاج لجانا ولا حشودا اصطناعية الناس جاهزون والمجموعات المدربة موجودة في مواقع معروفة لمناوي وجبريل لكنها تفتقر الى الاليات القتالية والسلاح الاموال المخصصة لها وهي مبالغ ضخمة لم تصل بعد بل اختفت

لذلك
حاسبوا انفسكم اولا
وفتشوا عن الاموال التي صرفت والى اين ذهبت
ثم قدموا الدعم لمن يستحقه وعندها فقط سيشكركم الجميع
١٣/١٢/٢٠٢٥
إسحاق خاطر
بروكسل 0031614763824


Envoyé depuis Yahoo Mail pour iPhone

UP