أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (٦٧) يا للهناء والسعادة يا كوشيب! كتبه حسن الجزولي

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (٦٧) يا للهناء والسعادة يا كوشيب! كتبه حسن الجزولي


12-13-2025, 01:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1765588368&rn=0


Post: #1
Title: أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (٦٧) يا للهناء والسعادة يا كوشيب! كتبه حسن الجزولي
Author: حسن الجزولي
Date: 12-13-2025, 01:12 AM

01:12 AM December, 12 2025

سودانيز اون لاين
حسن الجزولي -السودان
مكتبتى
رابط مختصر



نقاط بعد البث
 

 
 أخيراً أصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكمها على عبد الرحمن كوشيب، أحد قادة الجنجويد السابقين: عشرون عاماً فقط. لا إعدام شنقاً، ولا كهرباء، ولا غاز، ولا حتى أشغال شاقة - ولا يحزنون. وكل ذلك مقابل ما اقترفته يداك من فظائع في حق الأبرياء: قتل وتمثيل بالجثث، حرق بالنار، تعذيب لا تحتمله الجبال، واغتصاب حرائر النساء. حتى الأطفال لم ينجوا من يدك، بعد أن بحّت حناجرهم وهم يبحثون عن أي بارقة نجاة من بطشك يا رجل.
× يا للهناء حقاً يا "مستر" كوشيب! لقد لعبتها صاح حين سلمت نفسك للسلطات اليوغندية على الحدود، بعدما ضاق عليك الخناق. وما كان لك أن تتحمل "التلتلة" يا شرتاي الجنجويد، فاخترت خيار "كتلوك ولا جوك جوك".
 الآن ستقضي ما تبقى من سنوات عمرك - على عتبة السادسة والسبعين - بعيداً عن الهروب والاختفاء والثأر، في حياة آمنة توفر لك الرعاية الصحية الكاملة والوجبات الدسمة، وخدمات نظيفة ومنتظمة. ستتنقل بين مشاهدة التلفاز وقراءة ما تشاء - إن كنت أصلاً متسلحاً بالمعرفة وفك الخط - وبين ورش النجارة والحدادة والنسيج وصناعة السجاد والسعف، أو الفلاحة في قطعة أرض صغيرة تمنحها لك إدارة السجن لتزرع فيها ما تشاء من فواكه وخضروات وزهور. هذا كله إضافة لساعات الخروج اليومية إلى ساحة السجن للتريض والراحة.
 لن تشغلك بعد اليوم مشاكل الكهرباء والماء وزيت الطعام والمعاناة اليومية التي كنت تصادر فيها رزق الضعفاء لمصلحتك. ولن يكون عليك أن تفكر في كيف تسطو على حقوق الناس بعد أن أصبحت كل احتياجاتك مضمونة ومكفولة.
وربما تمنحك هذه الحياة الموئنة فرصة للإقلاع عن التدخين والتنباك والخمور، وربما—من باب المفارقة—تتجه للتفرغ للصلاة طلبًا لتخفيف ذنوبك "المتلتلة"، وتقرأ القرآن إن كانت لديك القدرة على ذلك.
ستتولى منظمات حقوق الإنسان الأوروبية تسهيل زيارة ذويك: زوجاتك، وأبنائك، وأهلك، وأمك وأبيك وإخوتك، بكل احترام وكرامة... تلك الكرامة التي حرمتَ منها ضحاياك.
 يا لسعدك! يا هناك! لقد هبط عليك ذلك التحضر الإنساني الأوروبي الذي طالما خاصمته أنت ورفاقك من المجرمين. تحضرٌ لم تعرف قيمته يومًا، لكنه يحيطك الآن بكل هذا النعيم الذي لم ينله ضحاياك.
 ولعلك - من داخل هذا "الفندق الخمس نجوم" الذي انتهت إليك خطاك - ترسل رسالة للبشير وعبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون، لعلهم يفكرون في الخروج من جحورهم ومواجهة مصيرهم بدل حياة الطريدة، تلك الحياة التي اشترك فيها مجرمو الحرب العالمية الثانية الذين هربوا من العدالة خوفاً من الحساب.
 
‐-------------------
× لتتحد قوى المعارضة الشعبية لوقف الحرب واسقاط النظام العسكري الديكتاتوري وفاشية الكيزان لاقامة البديل الديمقراطي!.