العلاقة بين العلم والتصوّف في شعر التجاني يوسف بشير!!! كتبه الأمين مصطفى

العلاقة بين العلم والتصوّف في شعر التجاني يوسف بشير!!! كتبه الأمين مصطفى


12-12-2025, 11:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1765580595&rn=0


Post: #1
Title: العلاقة بين العلم والتصوّف في شعر التجاني يوسف بشير!!! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 12-12-2025, 11:03 PM

11:03 PM December, 12 2025

سودانيز اون لاين
الأمين مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





رغم أنّ التجاني يوسف بشير شاعر روحاني، فإنّ نصوصه تستبطن رؤية للكون تقوم على وحدة الوجود والترابط البنيوي للمادة والطاقة؛ وهما مفهومان يلتقيان بشكل مدهش مع مبادئ فيزيائية حديثة، مثل:
مبدأ حفظ الطاقة والمادة (Energy–Matter Continuity)
مبدأ الحركة المستمرة للذرات والجزيئات
مفهوم التناغم البنيوي للكون (Cosmic Harmony)
مبدأ التشابك والترابط (Interconnectedness)
وقد أشار إلى النزعة العلمية في شعر التجاني كلّ من:
د. عبد الله الفكي البشير، التجاني يوسف بشير: قراءة في الخطاب ومرجعياته
محمد عبد الحي، الرؤى والأقنعة
أحمد البدوي، شعراء السودان: قراءة تحليلية
وجميعها دراسات أكاديمية معتبرة.
التحليل الفيزيائي–الكيميائي للنص
1. “هذه الذرّة كم تحمل في العالم سرّاً” — الذرّة كمفتاح كوني
يستخدم التجاني هنا الذرّة ليس رمزاً فحسب، بل بوصفها أصغر وحدة للمادة، وهي تمثل في العلم الحديث أساس:
النواة والإلكترونات
الطاقة الكامنة في مستوياتها
إمكان التحول (Transmutation)
الدلالة الصوفية–العلمية
في التصوّف: الذرّة هي “الجزء الذي لا يتجزأ من النور”،
وفي العلم: أصغر وحدة بنائية للمادة.
التجانِي يدمج الرؤيتين:

قف لديها وامتزج في ذاتها عمقاً وغبورا
أي الدخول إلى البنية الجوفية للمادة، ما يشبه فيزيائياً “اختراق البنية الذرية”، وفي التصوّف “الفناء في جواهر الأشياء”.

2. الحركة الدائمة للكون — مبدأ الديناميكا الحرارية

ترَ كل الكون لا يفتر تسبيحاً وذكرا

هذه العبارة تكاد تُطابق ما يسمى في الفيزياء:
Universal Dynamism — حيث لا يوجد شيء ساكن تماماً.
في الكيمياء والفيزياء:

الجزيئات تتحرك باستمرار (Brownian Motion).
الإلكترونات لا تتوقف عن الدوران.
الفوتونات في انتقال دائم.
والشاعر يجعل هذه الحركة "تسبيحاً"، أي طاقة روحية.
3. “وانتش الزهرة… كم تحمل عطراً” — الكيمياء الحيوية والتصوف
العطر فيزيائياً وكيميائياً هو جزيئات طيّارة تتحرك عبر الهواء، وتُستقبل في الدماغ عبر مستقبلات الشم.
لكن الشاعر يتجاوز الميكانيكية:
العطر عنده مجلى للروح، أي أن التفاعل الكيميائي يصبح “تجلّياً إلهياً”.
تحليل المقطع

نديت واستوثقت في الأرض أعراقاً وجذرا
يشير إلى عمليتين بيولوجيتين–كيميائيتين:

الامتصاص (Absorption)
التمثيل الضوئي (Photosynthesis)
لكن الهدف: تصوير الترابط بين “المادة والنور”، وهو جوهر الكيمياء الحيوية.
4. “اضطراب النور في خفقته أسمع جرسه” — الموجات الكهرومغناطيسية
النور فيزيائياً هو موجة/جسيم (Wave–Particle Duality).
و"اضطراب النور" هو:
تذبذب الموجات
تغير التردد
انتقال الفوتونات
التجانِي يسمع “جرس الضوء”، ما يقارب ظاهرة sonification العلمية، لكنه يوظفه روحياً بوصفه “صوت الوجود”.
5. وحدة الوجود عبر التشابك الكوني — Interconnectedness

هو يحيا في حواشيها وتحيا في ثراه (النملة)
لم تَمُت فيها حياة الله إن كنت تراه

هذا يتوازى مع مبدأ فيزيائي:
Quantum Entanglement — ترابط الأشياء مهما تباعدت.
وفي التصوف:
وحدة الوجود, حيث تتبادل الكائنات “الحياة” عبر حضور الله فيها.
6. “صغت من نارك جنيّه ومن نورك إنسه” — المادة–الطاقة
الجملة تذكّر بمعادلة آينشتاين E = mc²:
المادة (جنيّه) ← تتحول إلى طاقة (نورك) والعكس.
"النار" = الطاقة الحرارية
"النور" = الفوتونات (طاقة ضوئية)
في التصوف:
“النور” = التجلي الإلهي
“النار” = القوة الكامنة
التجاني يستخدم اللغة العلمية القديمة ويصبغها بوعي حديث متقدم.
7. تحولات النفس والمادة — التغير الطوري Phase Transition

واستحال الماء فاستحجر في كل مسيل
هذه صورة فيزيائية وكيميائية مباشرة:

استحالة الماء = تجمد (تحول من سائل إلى صلب)
استحجاره = توقف الحركة (انعدام الطاقة الحرارية)
في البعد الروحي:
جمود الماء = جمود الروح
أي فقدان “الطاقة الوجودية”.
ثالثاً: البنية الكونية في القصيدة
القصيدة تقوم على رؤية أن:
الكون = حركة + جزيئات + نور + أصوات + تفاعلات كيميائية
وكل ذلك عند الشاعر ذكرٌ وتسبيحٌ وحياةٌ إلهية.
التجاني يصف الطبيعة كأنها "مختبر إلهي" تعمل فيه:
قوانين الديناميكا
قوانين الضوء
قوانين الكيمياء الحيوية
حركة الذرات
لكن الغاية ليست علمية بل معرفية ذوقية:
الوصول إلى رؤية “ذات الحق” عبر بنية الكون.
مراجع أكاديمية موثوقة يمكن الرجوع إليها
للتوسع في العلاقة بين التصوف والعلم في شعر التجاني:
1. دراسات عن التجاني يوسف بشير
عبد الله الفكي البشير، التجاني يوسف بشير: قراءة في الخطاب ومرجعياته، دار المصورات.
محمد عبد الحي، التحولات في شعر التجاني يوسف بشير، مجلة الدراسات السودانية.
أحمد البدوي، شعراء السودان: قراءات نقدية.
2. دراسات عن العلم والتصوف
نصر حامد أبو زيد، فلسفة التأويل في الفكر الصوفي.
عبد الرحمن بدوي، الزمان والوجود في الفلسفة الإسلامية.
سيد حسين نصر، العلم والحضارة في الإسلام.
3. مراجع علمية
Richard Feynman, The Feynman Lectures on Physics.

Brian Greene, The Elegant Universe — لفهم التشابك والحركة الكونية.

Peter Atkins, Physical Chemistry — لتفسير الطاقة والتحولات.
خلاصة
القصيدة ليست وصفاً للطبيعة فحسب، بل إعادة بناء للكون كمنظومة ذَرّية/طاقية تتصل بالله عبر:
حركة الذرة
اهتزاز الضوء
تفاعل العطر
تناغم النملة والزهرة
تجمد الماء
تبادل الطاقة بين النار والنور
وهذا يجعل «الصوفي المعذب» نصاً استثنائيًا يدمج:
العلم الحديث + الرؤية الصوفية + الحس الشعري
في بناءٍ واحد، يُظهر عبقرية التجاني يوسف بشير، الذي سبق عصره.
،،،،