Post: #1
Title: مقومات القيادة الحكيمة في زمن الأزمات: قراءة في نموذج حكومة الأمل برئاسة كامل إدريس كتبه ادم ابكر
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 12-10-2025, 01:08 AM
01:08 AM December, 09 2025 سودانيز اون لاين ادم ابكر عيسي-السودان مكتبتى رابط مختصر
آصداء الوعي ادم ابكر عيسي
مقومات القيادة الحكيمة في زمن الأزمات: قراءة في نموذج "حكومة الأمل" برئاسة دكتور كامل إدريس
مقومات القيادة الحكيمة في زمن الأزمات: قراءة في نموذج "حكومة الأمل" برئاسة دكتور كامل إدريس
في لحظات التاريخ الحرجة، حيث تتعقد التحديات وترتفع السدود، تظهر الحاجة إلى قيادة استثنائية تمتلك رؤية تحول الأزمات إلى منافذ أمل، وتصيغ من نقاط الضعف دعائم قوة. في السودان اليوم، نحن أمام امتحان وجودي يتطلب أكثر من مجرد شهادات أكاديمية؛ إنه يقتضي قادة يمتلكون فهماً جيوسياسياً عميقاً، وإحساساً ثقافياً واجتماعياً حياً، ومهارات إنسانية تلامس نبض الشعب.
الكرسي القيادي ليس منصةً للتفرد، بل هو موقع مسؤولية تحتاج إلى وعي تام بثقل المهام واحترام للإطار المؤسسي الذي يضمن التنسيق والتناغم في أداء الدولة. القائد الحقيقي هو من يملك زمام المبادرة الوطنية، ويعكس انتماءه العميق للوطن في كل قرار يتخذه، بدءاً من مكتبه إلى مستشاريه وشاغلي المواقع الدستورية، ليكون مرآة صادقة تعكس تعددية الشعب السوداني وتنوعه.
وحكومة الأمل، برئاسة دكتور كامل إدريس، مدعوة اليوم لتعزيز هذه الثقة المفقودة بين الشعب والسلطة، عبر استيعاب حقيقي لتطلعات السودانيين المتنوعة. فالفهم العميق للشعب ليس ترفاً فكرياً، بل شرطاً أساسياً لصنع سياسات ناجحة تلبي الاحتياجات الحقيقية، وتعيد بناء جسور الانتماء الوطني.
والاعتماد على المؤهلات الأكاديمية وحدها كمقياس للكفاءة هو منهج قاصر لا يليق بتعقيدات إدارة الدولة. فقيادة الأزمات تتطلب مهارات أعمق: فطنة استراتيجية تمكن من قراءة المشهد الجيوسياسي المتشابك، وفهم ثقافي واجتماعي يستشعر نبض الشعب ويعرف تاريخه، وبراعة في إدارة الأزمات تتحول بها التحديات إلى فرص للتطوير، وكاريزما قيادية تحشد الطاقات وتوحد الجهود نحو أهداف واضحة.
كما أن القائد الحقيقي هو من يمتلك الشجاعة لتحمل تبعيات قراراته، دون أن تتحكم فيه جماعات الضغط أو المصالح الضيقة، أو تتأثر صورته بما ينتجه الإعلام من "أفلام صفراء". إنه ليس دمية تتحرك وفق أهواء الآخرين، بل صانع معجزات في زمن الأزمات، وخادماً أميناً للشعب، لا متوجاً فوق رؤوسهم.
وتبدو براعة القائد أيضاً في قدرته على اختيار الفريق المناسب للمكان المناسب، بعيداً عن المحسوبية أو العلاقات الضيقة. فاختيار المستشارين من دائرة مغلقة يؤدي إلى تخبط في الرؤية بسبب محدودية الزوايا والآراء، وخلل في إدارة الأزمات نتيجة الرؤية الضيقة، وعجز عن التصحيح بسبب ضعف القدرات الإبداعية والإدارية.
ختاماً، فإن إدارة الدولة في زمن الأزمات تحتاج إلى قيادة شمولية تتجاوز الحدود الضيقة، وترى الصورة الكاملة للمشهد الوطني. على حكومة الأمل أن تستمد قوتها من معرفة حقيقية بالشعب، وفهم عميق لتعقيدات الواقع، وشجاعة في اتخاذ القرارات، وحكمة في اختيار فريق العمل. فقط عبر هذه المقومات يمكن بناء دولة قادرة على تجاوز التحديات وتحقيق التنمية الشاملة التي يستحقها الشعب السوداني.
---
|
|