Post: #1
Title: حتى في اعظم الدول الاشتراكية يوجد من هم اقل حظا من الآخرين كتبه شوقي بدرى
Author: شوقي بدرى
Date: 12-08-2025, 02:52 AM
02:52 AM December, 07 2025 سودانيز اون لاين شوقي بدرى-السويد مكتبتى رابط مختصر
· ا · قبل عقدين من السنين تمكنت ابنتي نفيسة من المشي. وكانت تمشي بخطوات متعثرة . ورايت قدم سويدي عملاق بمقاس 48 تدفعها وتسقط ، تم تنهض من جديد وتتكرر العملية . وتضايقت . ولكن السويدي ارخي قدمه وامتطتها ابنتي وهي تحتضن الساق التي كانت تهتز وابنتي في منتهي السعادة . والعملاق السويدي يغالب دمعه ، وزوجته تشاركه الفرح . ذالك كان العم اسفيركا وزو جته استينا . وتلك كانت حفيدتهم . . وقبلها بفترة قصيرة كانت والدتها قد سافرت معها الي شمال السويد في رحله عبر ثلاثة مطارات وبص وعربة لتعرف العائلة بابنتهم. والجد والجدة سافرا بالقطار لمدة 22 ساعة للحضور الي جنوب السويد لزيارة حفيدتهم ..فالجد افني حياته في خدمة السكك الحديدية السويدية . وكان يحكي لي عن السكك الحديدية . في سنة 1853 قرر البرلمان السويدي انشاء خطوط للسكك الحديدية . وتكامل اول خط في سنة 1856 . وكان ذالك القرار صائبا . فالسويد هي اطول بلد في غرب اوربا . وطول السويد يزيد عن 2 الف كيلو متر . وربطت السكك الحديدية كل السويد . وتمكنت السويد من تصدير معادن الشمال الي وسط وجنوب السويد . ولا يزال الحديد والصلب السويدي يتمتع بسمعة مميزة في العالم . ولم يكن في امكان السويد ان تصل الي ما وصلت اليه من تطور بدون السكك الحديدية . وتتمتع السويد الآن باحد افضل خطوط السكك الحديدية في العالم . والسويد تصنع اجود القطارات . وعندما يتاخر القطار 3 دقائق يعلن عن التاخير . وروسيا لم تكن لتنتصر في حرب القرم ، اذا لم يشيد القيصر خطوطا للسكك الحديدية لتموين ونقل جنوده . وفي تلك الحرب حارب الزبير باشا وترقي الي رتبة الباشا لجهده .والانجليز انشؤوا السك الحديدية لفتح السودان . ولولاها لما نجحوا . الذين تحملوا العبئ الاكبر في بناء تلك السكك الحديدية هم من عرف في السويد ب ,, رالاري ,,. والكلمه تأتي من اللغة الانجليزية ,, ريلويز ,, والانجليز هم من اخترع القطار , والمخترع كما علمونا في المدرسة الاولية هو جورج استيفنس . الرالاري كانوا رجالا قوي الاجسام يبدا اصطيادهم وهم في السادسة عشر . وعادة بواسطة عمال آخرين او قسيس القرية . وهذه فرصة للخروج من مجتمع القرية المنقلق الي عالم رحب ، واجور اعلي . ويسيرون علي اقدامهم . ويحملون الخيام ومعدات الطهي وفراشهم وغطائهم واغراضهم الشخصية. يقسم العمل الي مراحل من 2 ميل سويدي . ولطول المسافات في السويد فالميل يساوي 10 كيلو مترات . وقد يكون مكان العمل الجديد علي بعد 10 كيلو مترات من موقع العمل القديم يرحل العامل وهو يحمل امالات على ظهره . ويسير العامل لمدة ساعة لكي يصل قبل الخامسة صباحا . ويعمل الي الثامنة مساء . ويصل الي مرقده في التاسعة . ولا يقبل اي تأخير . واي تأخير يقابل بقطع جزء من راتب اليوم . وحتي الرد علي صراخ الرؤساء ، كان يؤدي الي الطرد . ويزود العامل بشهادة بانه قد طرد بسبب سوء سلوكه . . ويعرف عالميا اليوم ان هنالك اربعة دول خاصة ، وهم الشعوب الشبه عسكرية . او الشعوب المنضبطة ، وهم الالمان ويشمل هذا النمسا ، والسويد وكوريا واليابان . وسيتمتعون دائما باقتصاد متطور . وعندما ينهار اقتصاد بعض الدول الآن يزدهر اقتصاد السويد . العمل كان يسير بطريقة عسكرية . وكثير من الرؤساء اتوا من الجيش او كانوا مهندسين عسكريين . وبما ان الجبال كانت تعترض الطرق فكان من الواجب نسفها او حفر انفاق داخل الصخر . السويدي الفرد نوبل الذي تمنح باسمه الجائزة العالمية ، هو من اخترع الديناميت الذي ساعد في افتتيت الجبال. الديناميت كان يحتاج لثقوب داخل الصخر . وكان هذا يحدث يدويا . فعامل يضرب بالمرزبة الثقيلة والاخر يمسك بالزمبة وهي مثل الوتد الحديدي ويقوم بلفها بعد كل ضربة . وقد يخطي العامل وتهشم الضربة يد العامل الآخر ، او تنخلع المرزبة من العود الخشبي وتسقط علي راس العامل . وكانت المركبات التي تحمل ، تصقط في حفرة او تصطدم بصخرة في الارض الوعرة وياخذ العامل ما عرف برحلة طائرة في الهواء . وينتهي بعدة شهور في المستشفي . والارض في السويد خاصة في الشمال تختفي تحت الثلوج والجليد لاكثر من نصف العام . ولا تظهر الشمس لعدة شهور . وفي الصيف لاتختفي الشمس لعدة شهور . وتكون معلقة في السماء . ويتوالد ناموس في حجم العصافير ويغطي اجسام الرجال التي تتعري بسبب الحر ويترك الناموس هضابا مؤلمة علي اجساد البشر . احسن من كتب عن تلك الفترة هو الكاتب سامويل ماقنسون . وقد بدا حياته كرالاري وهو في السادسة عشر . ويحكي في كتاب ذكرياته صعوبة العمل الذي لا ينتهي. وكيف كان يحشر خمسة عشر رجلا في كابينه مساحتها 25 مترا ويتوسطها موقد بالحطب للطبخ . ويضطر بعض الرجال الي النوم علي الكراسي. وتكونت اول نقابة لعمال السكك الحديدية في 1901 . وتغير حال العمال قليلا . واتت معدات اجود بدلا عن العتلة الضخمة والجاروف العملاق والمرزبة الخطرة . ولكن بقي الحال صعبة . وكانت بعض القطارات ملكية للشركات . وهؤلاء كان يهمهم الربح . ولا يعني لهم العامل اكثر من كونه عبدا يكلفهم مرتبا . النقابات كانت تتعرض للفركشة . لان اصحاب العمل يعملون لنشر التفرقة بين العمال . وكانت النقابات تنهار بسب تنقل العمال . ولم يحظي الرالاري بنقابات حقيقية الا في الثلاثينات . ونقابة السكك الحديدية في السودان تكونت في سنة 1948 ، وساعدت في تكوين نقابة المزارعين في الجزيرة . وحظي عمالنا بظروف جيدة ولا تزال مساكن العمال والموظفين في عطبرة تشهد علي مستوي المعيشة الجيد. عطبرة صارت رئاسة السكة حديد في 1906 . وبلغ عد موظفي السكك الحديدية عندنا التسعين الف عضوا . وكانت مدرسة الصنائع تخرج اجود الفنيين منهم الشهيد الشفيع الذي حاز علي وسام لينين الذي كان يحلم به كثير من رؤساء الدول . وكان ابراهيم زكريا سكرتيراعام لاتحاد النقابات العالمي , ومنهم قاسم امين وسلام وكوكبة من اهل الفكر والعمل السياسي . ولكن النميري بايعاز من المخابرات الامريكية قام بمحاربة نقابة السكك الحديدية . وشجع استيراد الشاحنات . والسكك الحديدية كانت تكلف 19 % من تكلفة الشاحنات . ولكن نميري خشي من اضرابات العمال . و قضت الانقاذ علي البقية . . وفي السويد كان الرالاري هم نواة الصناعة السويدية وهم الذين دربوا الشباب فيما بعد علي العمل في بناء الجسور والخزانات وتوليد الكهرباء من مصاقط المياه . وكان الاخرون ينظرون اليهم كابطال . وعمال السكك الحديدية عندنا هم من عمل فيما بعد في الورش الخاصة والمشاريع الزراعية . وفي المصانع التي انشأت في الخمسينات . وكانو هم الحدادين والنجارين والمنجدين والبرادين . واستعانت بهم زامبيا في بناء سككها الحديدية . وعن طريقهم انتقل الانضباط في العمل في البداية . ولكن بعد اختفاء رجال تلك المرحلة . اختفي الانضباط في العمل في السودان . ولكن روح الرالاري تستمر في السويد . وهنالك مطاعم خاصة تحمل هذا الاسم . وله اشعارهم واغانيهم المعروفة والمسجلة . وهنالك متاحف في عدة اماكن تعكس ظروف حياتهم القاسية . والرالاري عاشو بشرف وكانت تنشب بينهم معارك يحسمونها بالملاكمة . ولقد كان انقمار يوهانسون بطل العالم في الملاكمة في نهايةالخمسينات وبداية الستينات . والآن ينفر السويديون من رياضة الملاكمة . وعندما يبلغ العمال احدي القري كانوا يصيبون حظوة عند الفتيات . وكان هذا ينتهي بمعارك مع الشباب المحلي وينتهي الامر بمعارك قل ما يخسرها الرالاري . كانوا مثل رعاة البقر في امريكا قديما . ينظر اليهم كابطال ورجال فوق العادة . لايعرف من اين اتو . ولهم نوع من السحر والغموض . يدغدغون احلام الفتيات في تلك المناطق النائية والمعزولة. ولكن حياتهم كانت جد قاسية . وصار للقرية متاجر تحتوي علي نفس البضائع الموجودة في العاصمة او المدن الكبري . والسويد هي اول بلد استطاعت ان تجعل حياة الجميع تقريبا متساوية . نفس المدارس والمستشفيات و المكتبات المكاتب تتواجد في كل مكان بنفس الشكل واللون. وقديما كان اصهاري يذهبون لمسافة اكثر من 50 كيلو مترا لشراء ما يحتاجونه . وحتي في بداية التسعينات كان منظري يلفت الانظار الودودة المندهشة. يعيشون علي لحوم الوعول الضخمة التي يزيد وزنها عن الطن والغزلان . ويصطادون الاسماك طيلة السنة . وفي الشتاء وحتي عندما تصل درجة البرودة الي 30 رجة تحت الصفر ، ياخذون بريمة ضخمة ويصنعون فتحة في الثلج ويصطادون الاسماك . وللسويد اكثر من 96 الف بحيرة بعضها عملاقة . ولكن فنلندة تمتلك اضعاف ذالك الرقم . والسهول التي تمتد لملايين الهكتارات تكتسي باكثر من عشرين نوعا من الاعناب التي تجفف او تطبخ وتحفظ للاكل في الشتاء . ويجمعون انواعا عدة من الفطر التي تجفف او تؤكل طازجة او مقلية . ويحتفظون بسرداب صغيرلا يذوب فيه الثلج لحفظ الاطعمة في الصيف . ويزرعون ما عرف ببطاطس اللوز . وهي بطاطس صغيره الحجم شكلها غير مستدير يشبه شكل اللوز . يخزن لكل فصل الشتاء الطويل . ويصنعون خبزهم بانفسهم . ولم يعرفوا الخبز الابيض الا اخيرا . ويحافظون علي الاطعمة والاشياء بطريقة عقائدية تصل الي حد البخل . ولا يفرطون في فلوسهم و يعضون عليها بالنواجز . ومن اكلات السويد المشهورة هي السمك المملح ، و السمك المخمر . وهذة هي اسماك الاستريمنق التي تفقس في شمال بحر البلطيق وعندما تصل الجنون يكون قد تضاعف حجمها وتعرف بالسيل . وهذه اكلة السويديين الشعبية. مثل الطعمية والفول عند المصريين . . السمك المخمر يعبي في براميل خشبية . ثم يعبي في معلبات . ويمكن ان يشتم الانسان رائحتها عند فتحها علي بعد عشرات الامتار . ويجب ان يستشير الانسان جيرانه في المدينة قبل فتح احدي المعلبات . ولقد طردت عائلة دبلوماسية سويدية من مسكنها في سويسرا في السبعينات عندما فتحوا احدي تلك المعلبات . ولهم في شمال السويد كرات من الطحين الخشن تشبه لحاء الاشجار وبداخلها قطع من الشحم واللحم يسمونها بالت يصعب اكلها لمن لم يتعود عليها حتى السويديين. وتذكر الانسان بالقدو قدو . يضيفون اليها اعناب اللنقون المطبوخة مع السكر . وهذة الاعناب يضيفها السويديون لكل شئ ، خاصة اللحوم https://i.imgur.com/xogm7Ze.jpeghttps://i.imgur.com/xogm7Ze.jpeg شوقي
|
|