عبد الكذاب البرهان ! كتبه زهير السراج

عبد الكذاب البرهان ! كتبه زهير السراج


12-06-2025, 02:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1765031727&rn=0


Post: #1
Title: عبد الكذاب البرهان ! كتبه زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 12-06-2025, 02:35 PM

02:35 PM December, 06 2025

سودانيز اون لاين
زهير السراج -Canada
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير السبت ٦ ديسمبر، ٢٠٢٥

[email protected]



* في الساعات الأولى من فجر ٣٠ يونيو ١٩٨٩، بعد استيلاء الاخوان المسلمين على السلطة في السودان بانقلاب عسكري، قال "حسن الترابي" الامين العام للحركة الاسلامية كلمته المشهورة لقائد الانقلاب "عمر حسن البشير ": "اذهب إلى القصر رئيساً، وسأذهب إلى السجن حبيساً." وذهب "البشير" إلى القصر، و"الترابي" إلى السجن، بينما ذهب السودان كله إلى الهاوية تحت حكم جماعة أتقنت الضلال والفساد والدجل السياسي والكذب والتلاعب بالعقول.

* كان "الترابي" هو الرئيس الحقيقي للسلطة بينما كان البشير تلميذاً مطيعاً ينفذ المطلوب دون أن يفقه ما يجري خلف الستار. وبعد أن اكتملت المسرحية، اعترف "الترابي" بأن الأمر كله لم يكن إلا خدعة كبرى لتضليل الشعب والعالم وإبعاد التهمة عن الإخوان بتدبير وتنفيذ الانقلاب ريثما يتمكنون من الحكم.

* واليوم يعود نفس السيناريو ولكن بصيغة هزلية أكثر تخلفاً وسخفاً. فالبرهان يظهر عبر قناتي "العربية والحدث" ليقول بدون حياء او خجل "لقد أسقط الشعب الإخوان بثورته، ولن نسمح لهم بالعودة مرة أخرى!"

قالها وكأن الشعب السوداني فاقد الذاكرة وكأن العالم مجموعة مغفلين، بينما الكل يعرف انه يكذب، وهو يعرف انه يكذب ولن يصدق اغبى اغبياء العالم حرفا واحدا مما يقول! ومع ذلك يواصل الكذب بلا حياء وينكر سيطرة تجار الدين على السلطة" ويلعب دور “الرئيس”، بينما الرئيس الفعلي هو اللص المجرم " علي كرتي" الذي يشده ويحركه بالحبال من الخلف مثل أي عروسة مولد يحركها المخرج من وراء الستار!

* لا ادري ماذا كان يدور في ذهن مراسلة قناتي "العربية والحدث" وهى تسمع اكاذيب البرهان، ولكنني اجزم بانها كانت تموت من الضحك في داخلها وتعرف انه اكذب من مسيلمة الكذاب، وكل العالم يعرف ويسخر ويتعجب من جرأته الوقحة في الادلاء بالاكاذيب بدون ان يطرف له جفن او يرتعش له لسان، وهى صفات الكذوب الكذاب الذي رضع وتربى وشب على الكذب حتى صار الكذب هو الاكسجين الذي يتنفسه ولو لم يكذب لمات اختناقا، وهى صفة سائدة عند الكيزان يتوارثونها جيلا جيل.

* الجميع يعرف ان الكوز المجرم "علي كرتي"، قائد الجماعة، ولصهم الأكبر، هو الذي يمسك بكل الخيوط، وهو الذي يقرر ويأمر وينهى، وهو الذي يدير الدولة المنهارة وفق أهوائه، وهو الذي يحرك العرائس الخشبية، البرهان وبقية الجنرالات البهلوانات والتنبل كامل ادريس ووزرائه الاراجوزات !

* المشهد الحالي في السودان مسخرة كيزانية تاريخية، فما يسمى بقائد الجيش، عبد الكذاب البرهان في قبضة الحركة المسيلمية التي تتحكم فيه كما تشاء، و"كامل إدريس"، الذي نُصب رئيساً للوزراء، ليس إلا قطعة ديكور، وليتها كانت قطعة ديكور جميلة ولكنها قبيحة المظهر والجوهر مثل زعيم العصابة "علي كرتي" الذي يبسط سيطرته على الجميع.

* المشهد بين الامس واليوم يكاد يكون متطابقا، غير ان الفرق الوحيد هو أن الشعب لم يعد مخدوعاً، والوعي قد ارتفع، والواقع لم يعد يقبل إعادة إنتاج مسرحية رديئة بوجوه قبيحة، وقريبا جدا سيرى كل العالم العصابة وهى تهوي الى مزبلة التاريخ !