Post: #1
Title: أسئلة لنقابة الصحفيين كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 12-06-2025, 02:29 PM
02:29 PM December, 06 2025 سودانيز اون لاين كمال الهدي-عمان مكتبتى رابط مختصر
تأمُلات
طالعت قبل أيام خبراً حول تضامن نقابة الصحفيين مع الزميل عثمان ميرغني في وجه التهديدات التي قال أنه يتعرض لها. وهو ما ذكرني بحادثة الاعتداء التي تعرض لها في مكتبه من إخوته المتاسلمين قبل سنوات عديدة. من الجائز أن تكون وصلته تهديدات جادة، لكنها تظل خلافات داخل البيت الواحد لا يفترض أن تعنينا كثيراً ونحن نعيش مثل هذه الظروف بالغة التعقيد التي لا أرى أن النقابة أو الإعلاميين عموماً قاموا خلالها بما يتوجب عليهم بالصورة الكافية التي كان من شأنها أن ترفع مستويات الوعي منذ الأيام الأولى للحرب لتجنب إطالة أمدها بهذا الشكل المُدمر.
ولا أدري كيف يهون على النقابة وبعض الزملاء القتل اليومي ودمار البلد، لكنهم يتحركوا سريعاً للدفاع عن زميل أو زميلة بحجة أن ما يتعرض له انتهاك لحرية الصحافة.
فماذا يمثل انتهاك حرية الصحافة أمام ازهاق الأرواح وتشريد المواطنين وذبحهم وحرقهم وبقر بطونهم واغتصابهم وانتهاك حرماتهم؟
ما كنت أتوقعه من النقابة هو أن تطالب بمحاسبة هؤلاء لكونهم أشد اجراماً من العسكر أنفسهم لا أن تكافيء واحداً منهم بتضامنكم معه. وسؤال آخر للنقابة ولبعض الزملاء الذين كتبوا مدافعين عن عثمان: هل تقبلون أن يمارس الإعلامي الكذب البواح، ولا تجدون في ذلك غضاضة؟
فمن تدافعون عنه، ويقول أحدكم أنه مختلف عن بقية المتأسلمين، ظل يمارس الكذب والتضليل والتغبيش علي مدى سنوات، لكنني سأكتفي هنا بآخر كذبتين كانتا الأكثر تأثيراً. فقد نسج عثمان ميرغني سيناريو متكاملاً من وحي خياله ليؤكد أن قحت هي من تسببت في بدء هذه الحرب. كما قال أن المدنيين تمتعوا بكامل الصلاحيات خلال الفترة الانتقالية لكنهم لم يقدموا شيئاً.
وإن لم تفهموا أنه دعم العسكر بمثل هذه الأكاذيب وساهم في اطالة أمد الحرب والقتل والدمار وخراب الوطن، فتلك مشكلة.
وإن كنتم تفهمون ذلك، إلا أن الزمالة تفرض عليكم مجاملته فهي الطامة بعينها.
فهو، كإعلامي متابع جيداً، يعلم تماماً من بدأ الحرب، ويعرف أن السلطة خلال الفترة الانتقالية كانت بيد العسكر، وأن البرهان قام بانقلابه قبل أيام قليلة من موعد انتقالها للمدنيين.
إذن، عثمان ميرغني لا يختلف عن بقية زملائه أبواق العسكر الذين ساهموا في تغبيش وعي الناس وخلطوا عليهم الأمور بطريقة أدت للانقسام الذي ساهم في استمرار هذه الحرب المدمرة. فعلام التضامن بالله عليكم مع من تسببوا في كل هذه الكوارث؟
إلى متي ستظل نجامل ونحابي ونغطغط؟ وإن لم يحرككم كل ما شهدناه باتجاه موقف صارم وفعل جاد متى ستتحركون؟
جميعنا ساهمنا بدرجات متفاوتة فيما نحن فيه، وخاصة الإعلام الذي لم يتوقف الكثير من منتسبيه عن مجاملة بعضهم البعض أو اللهث وراء توسيع قاعدة المتابعين رغم كل ما نعيشه من مآسٍ.
حتى خلال فترة حكومة دكتور حمدوك مارس الكثيرون ما كنا نرفضه من إعلام الكيزان؛ تابعنا التطبيل لحكومتنا المدنية، وإيجاد الأعذار، وغض الطرف عن عيوب ونواقص كانت أوضح من شمس الضحى، فأضعفناها بذلك بدلاً من تقويتها، رغم أن واجبنا تجاه ثورة فقدنا فيها خيرة شبابنا وشاباتنا كان يفرض علينا النقد المسؤول لا المداهنة. وإن كان هذا حال الإعلاميين، فما بالكم برجل الشارع العادي؟ ماذا نتوقع منه غير أن يجامل ويحابي على حساب المصلحة العليا للوطن؟
|
|