تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 هــ - 11 ز)- (جزء 1 – 2) التحالف الديني العريض ونسج السردي

تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 هــ - 11 ز)- (جزء 1 – 2) التحالف الديني العريض ونسج السردي


12-06-2025, 02:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1765030980&rn=0


Post: #1
Title: تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 هــ - 11 ز)- (جزء 1 – 2) التحالف الديني العريض ونسج السردي
Author: عبدالله الفكي البشير
Date: 12-06-2025, 02:23 PM

02:23 PM December, 06 2025

سودانيز اون لاين
عبدالله الفكي البشير-كندا
مكتبتى
رابط مختصر



تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 هــ - 11 ز)- (جزء 1 – 2)
التحالف الديني العريض ونسج السردية التكفيرية: سردية كسل العقول وتناسل الجهل
من محكمة الردة 1968 وحتى تنفيذ حكم الإعدام على المفكر محمود محمد طه في العام 1985

بقلم الدكتور عبد الله الفكي البشير

"أعلم أنك لن تكون حر الفكر إذا انكرت حرية الفكر على غيرك".
محمود محمد طه، 1952

"الحر هو الذي يحب الحرية لغيره كما يحبها لنفسه ويؤذيه منظر الظلم حيث كان".
محمود محمد طه، 1964

حقبة اللوثة الفكرية في التعاطي مع الفهم الجديد للإسلام
المبادرات الفكرية الخلاقة تفضح أصحاب السقوف المعرفية الخفيضة

"إن الأستاذ محمود محمد طه أول مفكر يحاكم ويعدم بسبب أفكاره في عصرنا الحديث، لم يحمل سلاحاً ولم يجند جنوداً ولم يمارس إرهاباً، فقط مارس حريته كإنسان- الحرية التي منحها الله لنا جميعاً- في أن نفكر وأن نطالب بإصلاح ما يمكن إصلاحه من شؤون ديننا ودنيانا".
عطيات الأبنودي، (مصر)

أودع المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، مشروعه الفكري: الفهم الجديد للإسلام، مبوباً في سجل الإنسانية: (34) كتاباً، ومئات المقالات، والبيانات، والمحاضرات، وعشرات المساجلات، ... إلخ، فواجه تحالف ديني عريض في الفضاء الإسلامي، ناصبه العداء، بلا علم، وبلا حق، وقاد ضده المؤامرات بلا وازع أخلاقي. وحديثنا هنا ليس بحديث مرسل، أو يقوم على اتهامات بلا دليل أو برهان، وإنما نتحدث بعلم ومسؤولية وأخلاق. فبعد رحلة استمرت ثلاثة عقود، من العمل المستمر، والمكثف، والحريص، وبشدة، على الالتزام بالأسس العلمية والأخلاقية: الصدق والعلم والمسؤولية، في الرصد والتنقيب والفحص والتمحيص والتفكيك للمواقف من الفهم الجديد للإسلام، في الفضاء الإسلامي، تكشفت لنا، بالوثائق والأدلة والبراهين العلمية الناصعة الساطعة، مدى البراعة في مؤامرات التحالف الديني العريض، وضخامة حجمها، وتعدد الشركاء فيها. لقد أدركنا بالأدوات العلمية، وبالصبر الذي يتطلبه العمل على تفكيك مؤامرات الفقهاء ولتهم وعجنهم، وبالتتبع الدقيق لنسب تلك المؤامرات المتراكمة منذ العام 1951 وحتى تنفيذ حكم الإعدام على المفكر محمود محمد طه في 18 يناير 1985، بل حتى اليوم. أدركنا بأنه، وما أن أعلن المفكر محمود محمد طه عن مشروعه الفكري: الفهم الجديد للإسلام، وأخذ يفصل فيه ويدعو له، بأدوات المثقف الحداثي: الكتاب، والمقال، والبيان، والمحاضرة، والمساجلة، ... إلخ، إلا وتداعت المؤسسات الدينية في الفضاء الإسلامي، ورجالها، والفقهاء، وجماعة الإخوان المسلمين، وبعض السياسيين في السودان ومصر، فتدافع الجميع من أجل إعلان العداء، والتباري في نسج المؤامرات. كما أُنفقت أموال ضخمة، جاءت من خارج السودان، من أجل العمل ضد المفكر محمود محمد طه ومشروعه الفكري، وكان للمشايخ والفقهاء نصيب الأسد من هذه الأموال، فقد تم استكتابهم، فأعدوا دراسات، لا تنقصها الركاكة والغرض والمفارقة للأسس العلمية. ولكن بفضل الله، وبفضل الأدوات العلمية، وبإعمال قوة التخيل، كان بمقدورنا الكشف والفضح لكل هذا الخمج والهرج والغثاثة.

الكشف عن حجم مؤامرات التحالف الديني العريض
الخطر المستمر لفتوتي الأزهر ورابطة العالم الإسلامي وتوظيفهما الدائم في منابر المساجد ووسائل الإعلام

"هل تعلن أعمال محمود محمد طه عن مولد لاهوت تحرير إسلامي؟ ... إن قناعته العميقة كمسلمٍ، ومعرفته المتبحرة بالدين، وقوة حجته في سبيل تفسيرٍ جذريٍ جديدٍ للإسلام، يؤسس لقطيعة تامة مع تيار التعصب الديني المحافظ الرسمي المسيطر، لهي شاهدٌ على أهمية مساهمته في تجديد إسلامي يذكِّرنا، في كثيرٍ من أوجهه، بالتجديد الذي جاء به لاهوت التحرير المسيحي".
سمير أمين (1931- 2018)- مصر

يكمن الخطر المستمر والمتوسع لفتوى الأزهر (مصر) بكفر المفكر محمود محمد طه (1972)، وفتوى رابطة العالم الإسلامي (السعودية)، بردته عن الإسلام (1975)، إلى جانب استدعائهما في الحكم بالردة والإعدام في يناير 1985، كما سيرد التفصيل لاحقاً، في أنهما ظلتا على منابر المساجد ووسائل الإعلام السوداني والإسلامي، حيث يرددهما الأئمة الوعاظ حتى يوم الناس هذا، بقولهم "كفره مشايخ الأزهر وعلماء الأمة في رابطة العالم الإسلامي". وقد رصدت نماذج عديدة كلها جاءت موثقة في كتبنا، ولكني أرفق الآن مع هذا المقال، ثلاثة نماذج فقط، للتدليل على ما ذهبنا إليه:

النموذج الأول: الدكتور إسماعيل صديق عثمان (أستاذ مقارنة الأديان)، برنامج "خارج النص"، قناة الجزيرة، الدوحة، بتاريخ (19 أبريل 2020).
النموذج الثاني: الدكتور مهران ماهر، داعية إسلامي وباحث، "من أقوال محمود محمد طه"، قناة طيبة الفضائية، (18 أكتوبر 2019)
النموذج الثالث: الأستاذ الدكتور عارف الركابي، "الفكر الجمهوري ومؤسسه محمود محمد طه في ميزان الإسلام"، 25 فبراير 2021.

غني عن القول، كوننا ذكرنا ذلك من قبل، بأننا فصلنا كل ما ورد أعلاه وغيره مما لم تسع المساحة لذكره، وبمنهج توثيقي صارم، في كتبنا المنشورة، منها: صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، 2013 ؛ الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف، 2020 ؛ المؤسسات الدينية: تغذية التكفير والهوس الديني، 2022، وغيرها.

بعض الأسئلة للمفكرين والمفكرات والمثقفين والمثقفات وأستاذات وأساتيذ الجامعات

"إن حرصي على تكريم الفكر إنما يستمد أسبابه من اقتناع تام، بأن ليل الجهل قد أخذ ينجاب، وأن نور الفكر قد أخذ ينشر أجنحته المشرقة على هذه الأرض الحزينة، ومن ورائها، على هذا الكوكب الحائر".
محمود محمد طه، يناير 1970

"إذا كنت لا تستطيع رفع الظلم، فأخبر عنه الجميع على الأقل"
علي شريعتي (1933- 1977)- إيران

"إن المثقف عبر عملية المعارضة والروح النقدية يمكن أن يزيل النفاق ويكشف الزيف ويهيئ الأرض للتغيير".
شيلي واليا، جامعة البنجاب، باكستان

هنا أوجه الدعوة للمفكرين والمفكرات، والمثقفين والمثقفات، وأستاذات وأساتذة الجامعات، في الفضاء الإسلامي والإنساني، للاطلاع على ما أوردنا وكشفنا عنه في كتبنا ومقالاتنا هذه، والاستماع لما هو مرفق أدناه من نماذج التوظيف المستمر للفتوى بالتكفير وللفتوى بالردة عن الإسلام، ثم أتساءل: ما هو موقفهم مما واجهه المفكر السوداني محمود محمد طه؟ ما هو موقفنا من مصادرة المؤسسة الدينية لحرية الفكر؟ ما هو واجبنا تجاه الفتوى بتكفير مفكر حر ظل يدعو إلى السلام والمحبة وأنسنة الحياة؟ ما هو دورنا تجاه فتوى بتكفير مفكر حر وظلت هذه الفتوى عابرة للجغرافيا والزمان وللأجيال؟ كيف يمكننا مقاومة السردية التكفيرية الباطلة؟ ماذا يجب أن نفعل من أجل الحرية وفي سبيل المقاومة من أجل حرية الفكر؟ و"الحرية روح الحياة"، كما يقول المفكر محمود محمد طه. ما هو واجبنا تجاه إلغاء هذه الفتوى التكفيرية الباطلة ذات الأثر المتوسع والتوظيف المستمر؟ وكيف يمكن لنا مقاومتها ومواجهة الجهات التي أفتت بها؟
نلتقي غداً في الجزء الثاني من هذه الحلقة (11- هـ)- جزء (2- 2).