Post: #1
Title: برهان لَسَت مَن يُغَيِّرُ العَلَم(او كارب قاش)!! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 12-03-2025, 11:28 AM
11:28 AM December, 03 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
مقدّمة: العَلَمُ الوطنيّ ليسَ شعارًا يُغيَّر بمجرّد قرار من القصر أو سلطة واقع، بل هو رمز السيادة ووثيقة الهوية الوطنية الجامعة، وتجسيد لوحدة الشعب وإرادته. ومن ثَمَّ، فليس برهان أو أي منصة إعلامية أو مكتب رئاسي هو مَن يغيّر العَلَم، ولا حتّى سلطة مؤقتة غير شرعية؛ لأنّ هذا التغيير لا يجوز إلّا عبر جمعية تأسيسيّة مُنتخَبة تمثّل الشعب بكامل أطيافه، وتملك الشرعية الدستورية لإعادة صياغة رموز الدولة. أما التغيير الصادر من سلطة انقلابيّة، فهو لا يمثّل إلّا إرادة الانقلاب، كما حدث في انقلاب جعفر نميري، حين تغيّر العَلَم خارج إطار الإرادة الشعبيّة، فصار رمزًا لمرحلة سياسيّة محدّدة، لا لِلدولة في معناها الجمعي. أوّلًا: دلالة العَلَم ومعنى شرعيّة تغييره العَلَم هو هوية وطنية جامعة، وليس شعار حكومة. لا يُغيّر إلّا بآلية دستورية واضحة: استفتاء، أو برلمان منتخب، أو جمعية تأسيسيّة مُنتخَبة. التغيير خارج هذه الآليات يُنتج عَلَمًا فئويًّا أو «عَلَم انقلاب»، لا عَلَم وطن. لذلك، فقولنا إنّ «برهان لَيسَ مَن يُغَيِّرُ العَلَم» هو تأكيد أنّ الإعلام أو السلطة التنفيذية أو القيادة العسكرية لا تملك صلاحيّة العبث بأهم رموز السيادة الممثلة فى علم الاباء المؤسسين. ثانيًا: تجربة نميري — نموذج لتغيير العَلَم عبر سلطة انقلابية بعد انقلاب 1969، اعتمد نظام جعفر نميري عام 1970 عَلَمًا جديدًا، مُغايرًا لِعَلَم الاستقلال (الأزرق–الأصفر–الأخضر). وقد جاء التغيير: بقرار سلطوي منفرد لا يستند إلى انتخاب أو استفتاء. في سياق إعادة رسم الهوية وفق توجّهات النظام الأيديولوجية (القومية العربية والاشتراكية). وفق المصادر التاريخية: عِلَم الاستقلال 1956 كان تعبيرًا عن البيئة السودانية: النيل، الصحراء، والزراعة. أمّا عَلَم 1970 فقد فُرض في ظلّ إطار سياسي محدّد، لا عبر توافق وطني. لقد شكّل هذا التغيير رمزًا لإعادة صياغة الدولة على مقاس انقلاب، لا على مقاس الأمة. وترافق ذلك مع مسار اقتصادي وسياسي انتهى إلى الانهيار: تدهور العملة. اضطراب السياسات الاقتصادية. اتساع رقعة التدخل الأمني. وصول الدولة لاحقًا إلى أزمات الغذاء والمجاعة. أي أنّ «تغيير العَلَم» لم يكن مجرّد قرار بروتوكولي، بل جزء من مشروع سياسي فشل في بناء دولة مستقرة. ثالثًا: لماذا لا يجوز تكرار التغيير عبر سلطة الواقع؟ لأنّ العَلَم: ملكٌ للشعب لا للحكومة. رمزٌ للأمة لا للانقلاب. وثيقة تاريخية لا يحقّ لمرحلة سياسية مؤقتة العبث بها. إن تغيّر العَلَم خارج الشرعية، يصبح عَلَم سلطة لا عَلَم وطن.
غَيّر العَلَم كما شِئتَ ضمن سلطة الأمر الواقع — فَهو لا يُمثّل إلّا إرادة الانقلاب. أمّا إرادة الشعب، فلا تُجسّدها إلّا جمعية تأسيسيّة مُنتخَبة تُعيد بناء الدولة على أسس شرعية.
رابعًا: الطريق الصحيح لتغيير العَلَم في أي دولة لكي يُعتبر تغيير العَلَم دستوريًا ومشروعًا، ينبغي أن يمرّ عبر: جمعية تأسيسيّة مُنتخَبة تضع دستورًا جديدًا أو تُراجع الرموز الوطنية. استفتاء شعبي عام يُعبّر عن القبول أو الرفض. حوار وطني شامل يضمّ الولايات، والأقاليم، والمجتمعات المحلية، والرموز الثقافية. وبذلك يصبح العَلَم الجديد تعبيرًا عن: التنوع الثقافي. التمثيل السياسي. الإرادة الشعبيّة. لا عن مرحلة انقلابية أو برنامج إعلامي أو رغبة حاكم. خاتمة العَلَم، بما يحمله من رمزية وذاكرة ووجدان وطني، لا يجوز أن يُعاد تشكيله إلّا بإرادة الشعب. وليس لـبرهان، ولا للقصر، ولا للسلطات الانتقالية أو الانقلابية، أن تفرض على الأمة رمزًا لا يُمثّلها. لذلك: برهان لَيسَ مَن يُغَيِّرُ العَلَم، بل الشعب — عبر جمعية تأسيسيّة مُنتخَبة تُجسّد سيادته. أي تغيير صادر عن سلطة واقع أو انقلاب يظل ناقص الشرعية، محدود القيمة، لا يُمثّل الأمة، بل من فرضه فقط. المراجع والمصادر تطوّر أعلام السودان من الاستقلال إلى عهد نميري: Wikipedia – Flag of Sudan. تاريخ اعتماد عَلَم 1970 ودلالاته اللونية: مواقع النيلين ونايروز، مقابلات مع مصمّم العَلَم عبد الرحمن الجعلي. تحليلات تاريخية حول سياسات نميري وانعكاساتها الاقتصادية: دراسات التاريخ السياسي السوداني من مراكز بحث عربية وعالمية.
،،،،،
|
|