تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 ج- 11 ز) التحالف الديني العريض ونسج السردية التفكيرية: سرد

تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 ج- 11 ز) التحالف الديني العريض ونسج السردية التفكيرية: سرد


12-03-2025, 03:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1764731390&rn=0


Post: #1
Title: تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 ج- 11 ز) التحالف الديني العريض ونسج السردية التفكيرية: سرد
Author: عبدالله الفكي البشير
Date: 12-03-2025, 03:09 AM

03:09 AM December, 02 2025

سودانيز اون لاين
عبدالله الفكي البشير-كندا
مكتبتى
رابط مختصر



تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (11 ج- 11 ز)
التحالف الديني العريض ونسج السردية التفكيرية: سردية كسل العقول وتناسل الجهل

بقلم الدكتور عبد الله الفكي البشير

"نحن لا نستغرب سوء الفهم، وسوء النية، من أي إنسان بقدر ما نستغربهما مِمَنْ يحملون الأقلام، ويتصدون لتوجيه الرأي العام، ويجدون المداد، والورق، موفوراً لديهم، لأن الشعب يثق فيهم، ويقبل على ما يكتبون –يدفع ثمنه من حر ماله، ويقبل عليه يقرأه، ويستظهره– من مثل هؤلاء يستغرب سوء الفهم، ويستغرب سوء النية.. بل من مثل هؤلاء قد لا يقبل صرف ولا عدل.. لأن في عملهم خيانة لأمانة الثقافة، وخيانة لرسالة القلم، وخيانة لأمانة الثقة.. الثقة الغالية التي أودعها الشعب في حملة الأقلام".
محمود محمد طه، في عام 1969

حقبة اللوثة الفكرية في التعاطي مع الفهم الجديد للإسلام
من محكمة الردة 1968 وحتى تنفيذ حكم الإعدام على المفكر محمود محمد طه في العام 1985
جامعة أم القرى تجيز أطروحة دكتوراه تمثل أنصع نموذج لانعدام الورع العلمي والمفارقة للمبادئ الأكاديمية

"لا ينفعُ العقلُ بغير ورعٍ"
عبد الله بن المُقَفَّع (724م- 759م)

"لقد جسد الأستاذ الشهيد تحدياً فكرياً وأخلاقياً لكل المتاجرين بالشعار الإسلامي، ولكل المنحازين لمعسكر السلطان من رجال دين ومثقفين، حكم عليه بالردة في نوفمبر عام 1968م، ثم استدعى الحكم مرة أخرى ليصبح المسوغ لحكم الإعدام الذي تم تنفيذه في 18 يناير 1985م".
علاء الديب
"إعدام رجل يفكر"، جريدة المصري اليوم، 2013م

لقد ظللت أعمل، على مدى (28) عاماً، في رصد وفحص وتمحيص ومتابعة للنقد المُوجه للفهم الجديد للإسلام، من الفقهاء والأكاديميين والمفكرين في الفضاء الإسلامي، مع التفكيك والرد على ذلك النقد، وفقاً للأسس العلمية والقواعد الأخلاقية. أثناء هذه الرحلة، والتي لا تزال مستمرة، وقفت على مستويات متفاوتة من النقد، من حيث الركاكة وتجليات الكسل العقلي، وعدم الالتزام بالأسس العلمية والأخلاقية، غير أن أنصع نموذج للركاكة وانعدام الورع العلمي والمفارقة للمبادئ الأكاديمية والأخلاقية، قد تبدى في أطروحة دكتوراه تمت إجازتها من جامعة أم القرى، بمكة المكرمة، المملكة العربية السعودية. قام بإعداد الأطروحة الطالب (آنذاك) شوقي بشير عبد المجيد (سوداني الجنسية)، وهو مبتعث من جامعة أم درمان الإسلامية (السودان)، وجاءت الأطروحة بعنوان: فرقة الجمهوريين بالسودان وموقف الإسلام منها، وتقع في (1431) صفحة. وكانت تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد العزيز عبيد. وقد نال الطالب بها درجة الدكتوراه في العقيدة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، قسم الدراسات العليا الشرعية، فرع العقيدة، بجامعة أم القرى. في العام 1403-1404هـ/ 1983-1984. وكان أعضاء لجنة الامتحان، بالإضافة للمشرف، اثنين، هما: الدكتور جعفر شيخ إدريس (من كبار جماعة الإخوان المسلمين في السودان)، والدكتور الشيخ محمد قطب إبراهيم (مصر).

تعطيل الطاقات الحيوية وتجميد حركة التغيير والتحرير

"إننا بالتجربة الطويلة في ممارسة حمل الدعوة، لم نجد خصومنا في الرأي يعارضون محتوى ما نقول.. على النقيض من ذلك هم يعارضون آراءً توهموا أننا قد قلناها، ولو أنهم قد إستأنوا قليلاً لكان لهم موقف آخر، فإن علم الله واسع، وإن كلماته لا تنفد".
محمود محمد طه، 1976

لقد عكفت على دراسة أطروحة الدكتوراه التي نال بها الطالب شوقي درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى، فوجدتها لم تكن فاقدة للأسس العلمية والأخلاقية، فحسب؛ وإنما كانت تضج بالجهل والسذاجة والعبث والخزعبلات. كانت المعلومات فيها غير دقيقة وبعضها غير صحيح البتة ليس على مستوى الفهم الجديد للإسلام/ الفكر الجمهوري والسيرة الفكرية لصاحبه المفكر محمود محمد طه، فحسب، بل على مستوى تاريخ السودان ومساره السياسي. لقد أحاط الجهل بها، والخلط بين المعلومات فيها، للحد الذي يصعب على قارئ مطلع ملم، دعك من متخصص، أن يكمل قراءتها. ولهذا فإن الأطروحة اشتملت على ما يؤهلها وبكل بساطة لتصنف في خانة الدراسات المشوهة للتاريخ وللحقائق، والمعطلة للطاقات الحيوية، والمجمدة لحركة التغيير والتحرير. وستجد القارئات، والقراء الكرام كل ما ذهبت إليه مثبتاً ومبرهناً عليه بتفصيل وبمنهج توثيقي صارم، في كتبي المنشورة، منها: صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، 2013 ؛ الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف، 2020 ؛ المؤسسات الدينية تغذية التكفير والهوس الديني، 2022، وغيرها. كما ورد التفصيل موثقاً كذلك في رسالتين بعثت بهما: الأولى (39 صفحة) إلى معالي رئيس جامعة أم القرى، بتاريخ 4 أغسطس 2020، (مرفق الرسالة مع هذا المقال). والرسالة الثانية (34 صفحة) إلى سعادة مدير جامعة أم درمان الإسلامية، بتاريخ 13 أغسطس 2020، وستكون موضوع حديثنا في الحلقة التالية.

تلويث الفضاء الإسلامي وبث الخزعبلات

"إذا كنت لا تستطيع رفع الظلم، فأخبر عنه الجميع على الأقل"
علي شريعتي (1933- 1977)

"إن المثقف عبر عملية المعارضة والروح النقدية يمكن أن يزيل النفاق ويكشف الزيف ويهيئ الأرض للتغيير".
شيلي واليا، جامعة البنجاب، باكستان

لعبت هذه الأطروحة المجازة في جامعة أم القرى، باعتبارها دراسة أكاديمية، ومن ثم مرجعاً علمياً، دوراً خطيراً في الموقف من الفهم الجديد للإسلام/ الفكر الجمهوري، والسيرة الفكرية لصاحبه المفكر محمود محمد طه، سواء داخل السودان أو خارجه. فقد اعتمدت على هذه الأطروحة العديد من المؤسسات، في تصميم مناهجها الدراسية، لتدريس الفكر الجمهوري/ الفهم الجديد للإسلام. فعلى سبيل المثال استند المقرر الدراسي بجامعة أم القرى عن الفرق المعاصرة، ومن بينها فرقة الجمهوريين، على هذه الأطروحة، حيث ورد الحديث في مصادر الجامعة عن المقررات الدراسية لجامعة أم القرى:
"وقـد بين الدكتور شوقي بشيـر عبد المجيد حقيقة هذه الفرقة الضالة بقوله: "فرقة الجمهوريين بالسودان فرقة باطنية، وذلك لأن مؤسسها وأتباعه ينسبون لكل ظاهر باطناً، ويمكن أن نطلق ألقاب الباطنية وأسماءها على هذه الفرقة، فهم باطنية، وهم إباحية يدعون إلى انتقال التحريم من الأعيان المحسوسة إلى صور السلوك المعنوية وهم بذلك يستحلون ما حرم الله، وهم خرمية؛ لأن حاصل مذهبهم هو حاصل مذهب الخرمية وهو القول بسقوط التكاليف، ومذهب الجمهوريين في حقيقته مذهب تلفيقي جمع بين الأفكار المناوئة للإسلام".
أيضاً أتبع الطالب شوقي نيله للدكتوراه، بأن قام باستلال العديد من الكتب والأوراق من أطروحته الضخمة (1431)، منها كتابان الأول بعنوان: موقف الجمهوريين من السنة النبوية، 1987، والكتاب الثاني بعنوان: منهج الجمهوريين في تحريف القرآن، 1989، وغيرهما. وكذلك نشر بعض الأوراق المستلة من الأطروحة، منها على سبيل المثال لا الحصر: "التأويل الباطني عند فرقة الجمهوريين بالسودان"، دراسات دعوية، جامعة إفريقيا العالمية، و"الجمهـــوريون ومشايخ الصوفية"، و"فرقة الجمهوريين في السودان"، الراصد، 2011، وغيرها.
ولمَّا كانت رسالتي التي وجهتها إلى معالي رئيس جامعة أم القرى، مرفقة مع هذا المقال، وهي تتضمن النقد العلمي والموثق عن الأطروحة، فلا حاجة لإعادة ذلك النقد في هذا المقال، فيمكن الاطلاع عليه في رسالتي إلى معالي رئيس جامعة أم القرى المرفقة.
نلتقي في الحلقة القادمة (11- د) مع رسالتنا إلى سعادة مدير جامعة أم درمان الإسلامية، وموضوعها: دور جامعة أم درمان الإسلامية ومسؤوليتها تجاه التضليل وتغذية مناخ الهوس والتكفير في الفضاء السوداني والإسلامي من خلال مواقفها غير الأخلاقية وغير العلمية من المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه