ما بين أطفال هبيلا وكمو سلسال دمٍ لا يعرف الانقطاع كتبه الصادق حمدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-02-2025, 08:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2025, 10:49 PM

الصادق حمدين
<aالصادق حمدين
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 63

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين أطفال هبيلا وكمو سلسال دمٍ لا يعرف الانقطاع كتبه الصادق حمدين

    10:49 PM December, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    الصادق حمدين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر





    وكأن قدر هذه الأرض أن تُسقى بصرخات صغارها قبل أن تُسقى بالمطر. لم أجد ما يسعفني من الكلمات أمام ما يطفح به الواقع من فواجع، فما أكتبه اليوم ليس إلا تكراراً لنفير سبق أن دوّنته عقب مجازر مضت، مجازر لم تُسدَّد ديونها بعد وما زالت تنتظر قصاصاً غائباً وعدلاً مؤجلاً.

    جاءتنا صور الأشلاء القادمة من أحدى مدارس التلاميذ بمنطقة "كمو"، في جنوب كردفان تحمل إلينا الحقيقة كاملة، دامية وفاضحة كجراح مفتوحة. لم تحتج تلك الصور إلى تعليق ولا إلى بيان؛ تحدثت بصمتها الملطخ بالتراب والدم، وروت لنا مأساة الإنسان في بلد أُخذ عنوة، وقُهر بسلاح أيدٍ لا تعرف من الإنسانية إلا اسمها، قلوبٍ مسلوبة الرحمة، مستلبة الحس، لا تفهم من الوجود سوى لغة الدم والغدر والدناءة.

    حكت لنا تلك العظام المتفحمة المتناثرة على الأرض عن هوانٍ بلغ حد العدم، عن إنسانية تآكل رصيدها حتى صارت ظلاً باهتاً لا يكاد يُرى. وأخبرتنا الطفلة السمراء التي آوت إلى ركنها الأخير، ووسدت صمتها الأبدي، عن ذلٍ مطبق وعن انكسار موجع لا يشبهه شيء؛ عن عجز وقسوة، عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان في أبشع صوره وأكثرها فجوراً.

    حدثنا سكونها الجليل عن الخديعة والزيف وعن العهر السياسي الذي لا يرى في الوسائل سوى جسور للغايات، مهما تدنّت وانحطّت. ما ذنب هؤلاء الذين نلمح في وجوههم ملامح أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا؟ ما ذنب فقرهم وقد كُتب عليهم الشقاء قهراً لا اختياراً؟ أليس ما يكابدونه من ضنك العيش يكفي كي تُرفع عنهم يد الشر؟ أم أن الدماء لدى القاتلين بلا ثمن، تُهرق اليوم في كمو وغداً لا يعلم أحد أين ستنهمر الضربة التالية؟

    أنا حزين… حزين لعجز القادرين عن وقف هذا النزيف، وحزين أكثر لأنني لا أملك سوى كلمات لا تُغيث مستغيثاً، ولا تؤمّن خائفاً، ولا تشبع جائعاً أو تروي عطشاناً. يا وطن الغلابة، لك المجد وإن ضاقت بك السبل فالألم تجاوز حدود الاحتمال، وجراحاتنا لم تعد تطيق صمتاً ولا حكمة. تبّاً لحياة تُرغمنا على الوقوف عاجزين أمام موت يتجول بين أطفالنا كأنه قدر لا يُرد.

    الصادق حمدين
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de