أحكام القرآن في الفئة الباغية: الكيزان نموذجاً كتبه الطيب الزين

أحكام القرآن في الفئة الباغية: الكيزان نموذجاً كتبه الطيب الزين


12-01-2025, 11:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1764587488&rn=0


Post: #1
Title: أحكام القرآن في الفئة الباغية: الكيزان نموذجاً كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 12-01-2025, 11:11 AM

11:11 AM December, 01 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





يقول الله تعالى في سورة الحجرات: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾، وهذه الآية الكريمة وضعت قاعدة شرعية خالدة في التعامل مع الفئة الباغية، فهي لا تُترك لتتمادى في ظلمها وفسادها، بل تُردع حتى تعود إلى أمر الله. إن ما قام به الكيزان في السودان من إشعال الحروب الداخلية، نشر الفساد، نقض العهود، ونهب الثروات، يجعلهم النموذج الأوضح لهذه الفئة الباغية التي تحدث عنها القرآن الكريم. القرآن يأمر بالعدل في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ (النحل: 90)، بينما أسس الكيزان نظاما يقوم على الظلم والتمييز وحماية مصالح طبقية ضيقة. كما يحرم القرآن الفساد بقوله: ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ (الأعراف: 56)، لكنهم نشروا الفساد في مؤسسات الدولة والاقتصاد وأضعفوا المجتمع. ويحرم القرآن نهب الأموال في قوله: ﴿وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ﴾ (البقرة: 188)، بينما استولوا على ثروات السودان وحولوها لشبكات الولاء والفساد. كما يأمر القرآن بالوفاء بالعهد: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾ (الإسراء: 34)، لكنهم نقضوا كل الاتفاقيات السياسية وعطلوا أي عملية إصلاح أو انتقال ديمقراطي. ويقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: 2)، بينما تحالف الكيزان على الظلم والعدوان ووظفوا البسطاء والفقراء في الحرب لحماية مصالحهم. إن الحرب التي يصر عليها البرهان ليست مجرد قرار عسكري، بل انعكاس مباشر لأيديولوجية الكيزان التي ترى في العنف وسيلة للبقاء، فهي تمنع أي تسوية سياسية أو انتقال ديمقراطي وتضمن استمرار شبكات الفساد والامتيازات الاقتصادية وتبقي المجتمع في حالة إنهاك دائم. الضحايا الحقيقيون لهذه السياسات هم الشعب السوداني الذي يعيش اليوم أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث تتفاقم الأزمات الغذائية والصحية ويُحرم المواطن من أبسط حقوقه في الحياة الكريمة. هذه المأساة ليست نتيجة طبيعية للحرب، بل جزء من مخطط متعمد لإخضاع الشعب وإضعافه حتى لا يتمكن من بناء مشروع وطني مستقل. ومن هنا فإن واجب المسلمين في كل مكان هو تطبيق ما جاء في القرآن الكريم على الفئة الباغية، وأي دولة تدّعي الإسلام وتقف مع الكيزان إنما تناقض نصوص القرآن وتضع نفسها خارج دائرة الإسلام الحق، لأن الإسلام لا يقوم على نصرة الظلم أو حماية الفساد. القوى المدنية والجاليات السودانية مطالبة بكشف هذا المشروع الظلامي داخليا وخارجيا، والمجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية لوضع حد لهذه الحرب العبثية خاصة بعد القرار الأمريكي الأخير باعتبار تنظيم الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. إن كشف النوايا الحقيقية للبرهان يضع الشعب السوداني أمام خيار تاريخي: إما الاستسلام لمشروع الحرب الذي يخدم مصالح الكيزان، أو تحويل الهدنة الإنسانية إلى نقطة انطلاق نحو سلام شامل يعيد للسودان حقه في الحياة الكريمة والحرية والكرامة.

الطيب الزين / كاتب وباحث في قضايا القيادة والإصلاح المؤسسي