مهما فعل معسكر الحرب الذي يتكون من فلول النظام السابق وحركات الارتزاق والانتهازيين المتساقطين هنا وهناك، فإن إرادة السلام ستظل أقوى وأبقى، لأنها مدعومة بإرادة المجتمع الدولي وبإصرار الشعب السوداني الذي دفع أثماناً باهظة من أجل الحرية والديمقراطية. لقد أصبح موقف الجيش السوداني المختطف من قبل الكيزان أي الإخوان المسلمين، معزولاً وضعيفاً أمام الحقائق، وأمام الضغوط الدولية المتزايدة التي تتجه بقوة نحو فرض السلام، ودعم القوى المدنية، واستبعاد الإسلاميين من المشهد السياسي. إن خطاب الحرب الذي يروّج له هذا المعسكر لم يعد يجد آذاناً صاغية، بينما خطاب السلام يجد دعماً واسعاً من الأسرة الدولية، ومن القوى المدنية السودانية التي تمثل الإرادة الحقيقية للشعب. إرادة السلام ليست مجرد شعار، بل هي مشروع متكامل لإعادة بناء السودان على أسس جديدة: دولة مدنية ديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان، وتحقق العدالة، وتعيد النازحين إلى ديارهم، وتفتح أبواب التنمية والاستقرار. أما إرادة الحرب فهي مشروع قديم بائس، يسعى لإعادة إنتاج الاستبداد والفساد، وقد فقد شرعيته داخلياً وخارجياً. لقد أثبتت التجارب الأخيرة أن إرادة المجتمع الدولي قادرة على وقف الحروب الأكثر تعقيداً، فقد نجح في إيقاف الحرب في غزة، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت مراحلها النهائية بعد الخطة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وبذلك لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار الحرب في السودان، خاصة وأن المجتمع الدولي لعب دوراً كبيراً ومعقداً واستطاع أن يحقق اختراقات مهمة في ملفات إقليمية ودولية شائكة. هذا يؤكد أنه قادر أيضاً على وضع حد لهذه الحرب العبثية في السودان، وفتح الطريق أمام تحقيق السلام والأمن والاستقرار، بما يعيد للشعب السوداني حقه في الحياة الكريمة والدولة المدنية الديمقراطية التي ناضل من أجلها. إن المجتمع الدولي قد أدرك تماماً حقيقة الحرب والجهة التي تقف وراءها وتصر على استمرارها، لذلك يقف بوضوح إلى جانب الشعب السوداني، ويعمل على إنهاء الحرب اللعينة التي جلبت الخراب والدمار بعد ثورة عظيمة قدمت صورة مشرقة عن السودان وشعبه، وفتح الطريق أمام عملية سياسية شاملة تستبعد الإسلاميين وفلول النظام السابق، وتضع السودان على مسار جديد نحو السلام والاستقرار. وفي النهاية، ستنتصر إرادة السلام، لأنها تعبر عن المستقبل، بينما إرادة الحرب لا تمثل سوى الماضي المظلم الذي لفظه الشعب بثورته المجيدة.
الطيب الزين كاتب وباحث في قضايا القيادة والإصلاح المؤسسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست