اسباب ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع العراقي كتبه الشيخ عبد الحافظ البغدادي

اسباب ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع العراقي كتبه الشيخ عبد الحافظ البغدادي


11-28-2025, 05:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1764307189&rn=0


Post: #1
Title: اسباب ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع العراقي كتبه الشيخ عبد الحافظ البغدادي
Author: الشيخ عبد الحافظ البغدادي
Date: 11-28-2025, 05:19 AM

05:19 AM November, 28 2025

سودانيز اون لاين
الشيخ عبد الحافظ البغدادي-العراق
مكتبتى
رابط مختصر




ظهرت حالات اجتماعية جديدة في العراق ارتفعت بسببها حالات الطلاق مقابل عدد حالات الزواج .. زيادة نسبة الطلاق ظاهرة تستوجب تدخل اصحاب الحل والعقد في المجتمع وعدم الجلوس على التل للمتفرج. لان الطلاق له نتائج سلبية على العائلة والمجتمع كله ولا نريد ان نقارن حالة العائلة خاصة الاطفال وكيفية تربيتهم وحالتهم النفسية بعد انفصال الابوين, حين يصبح الطفل رهينة بيد الشارع السيْ عادة .

بكل صراحة المجتمع العراقي والمؤسسات الدينية والاجتماعية لم تأخذ دورها الحازم تجاه الاسباب التي شجعت فكريا وعمليا على الانفصال وزوال المسؤولية الشرعية والاجتماعية بين الزوجين , وقد قرات كثيرا من المقالات والنشرات الصادرة من مجلس القضاء الاعلى في العراق تبين فيها نسب الطلاق ؛ إذ بلغ إجمالي حالات الطلاق المسجلة في سنة 2024الماضية 72 ألف و842 حالة مقابل 320 ألف 459 حالة زواج. هنا اتساءل اذا كان عدد حالات الطلاق في عام 2024 و842 في العراق وهو رقم رسمي صادر من جهة عدلية حكومية ,اتساءل كم عدد الاطفال [بنات وذكور] تهدمت اسرهم وضاعوا بين ايادي غير مهتمة بتربيتهم كما يجب الاهتمام بالطفل حتى مرحلة المراهقة

ذكر الباحثون اسبابا عديدة للطلاق واعتبروا من اهمها الزواج قبل سن الثامنة عشرة {هذا الراي يتبناه التيار المدني والعلمانيين في العراق ولا يعيرون لسبب اخر غيره } لان عمر البلوغ ل18 سنة كما يتصورون بغض النظر عن التبريرات ان ذلك العمر يمنح الزوجين حصانة ومعرفة عقلية , في حين اغلب حالات الطلاق تمت بعمر فاق هذه المرحلة العمرية بل الاغلب منها ,اذن لا بد ان نضع اصبعنا على النقطة المؤثرة في انهيار القيم العائلية والتي كثر فيها الطلاق في وقتنا الراهن , في رايي ان المشكلة المركزية الاساسية في الوصول الى مرحلة الطلاق هي{ قلة الوعي الديني} وعدم معرفة مسؤولية عقد الزواج وما يترتب عليه في الاسلام والحقوق المتبادلة التي تترتب على الزوجين شريك الحياة. ومن خلال معرفتي واثناء مشاركتي في احدى الندوات التي اقيمت من قبل جهة علمانية تعالج قضية الطلاق بعد سقوط النظام مباشرة . فوجئت ان المتحدثين كلهم يعزون السبب الى نقطتين هما الزواج قبل سن 18 سنة والنقطة الثانية التي يؤكدون عليها هي عدم منح المرأة حرية من قبل الدين ومن قبل الرجل.

والان بعد تفاقم الازمة وتحقيق التيار المدني اهدافه جيدا. لم اجد ردة فعل من المؤسسات الدينية لتبين مسالة التمسك بالحقوق والواجبات الشرعية التي تترتب على الرجل والمرأة في حال الزواج. واقول بصراحة {ضعف الوازع الديني كثيرا} وبقي العرف الاجتماعي هو الذي يسيطر على التوازن والحفاظ على كيان الاسرة العراقية .

النقطة الاخطر هي الاعلام المرئي العربي والعراقي. لان البرامج الاعلامية التي تبث محاور اسرية غالبا تأتينا من دول المغرب العربي التي تختلف مع طبيعة المجتمع العراقي كذلك برامج اوربية مترجمة تقدم جوائز ثمينة لضيوف الحلقة تسال المرأة والرجل عن عدد المرات التي مارست المرأة الخيانة قبل الزواج وبعده. وتسال الرجل والزوجة هل لك خليلة الان ؟ يقابلها سكوت مطبق في البرامج التي تقدم من فضائيات المسلمين.

اعترف للمستمع اني لم احيط بجميع المشاكل التي تؤدي بالأسرة والمجتمع والافراد الى الانهيار الاسري ولكن هذا ما يسمح به الوقت واتمنى ان تقوم المكاتب الدينية بالتعاون مع مجلس القضاء الاعلى في العراق بأعداد ندوات تفيد العائلة شرعيا واجتماعيا واستدعاء شخصيات تبني ولا تهدم الاسرة وكيانها, والحمد لله رب العالمين.



الشيخ عبد الحافظ البغدادي

28/11/2025