Post: #1
Title: الخطر علي السُودان وصرّاع السُلطة والمصالِح في السُودان وإمكانية الحل. كتبه نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 11-25-2025, 11:08 PM
11:08 PM November, 25 2025 سودانيز اون لاين نضال عبدالوهاب-USA مكتبتى رابط مختصر
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
فجرّت زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن وما صاحبتها من تصرّيحات للرئيس ترامب بشأن إهتمامه بوقف النزاع والحرب في السُودان بناء علي شرح و رؤية سعودية قُدمت له ، وأنه قد بدأ التحرّك مُستنداً عليها ، أعقب ذلك تحركات وتصريحات أخري لمُسعد بولس مبعوث الرئيس الأمريكي الذي كان ينشط ماقبل زيارة محمد بن سلمان لواشنطن في هذا الملف بناء علي خارطة طريق الرباعية ، بينما جاءت المُبادرة السعودية لإعادة الطريق بشكل أكبر لمسار منبر جدة مع دعم للتنسيق المصري السعودي فيما يخص مُستقبل قوات مليشيا الدعم السريع والإعتراف بمؤسسة الجيش ولكن بعيداً عن سيطرة الحركة الإسلامية عليه والمحافظة علي وحدة السُودان ، ودعم الحوار السوداني الشامل ، لذلك سارع البرهان بالترحيب بها وبتصريحات ترامب ، ثم أعقبها بحديث وتصريحات رفضت وبوضوح تحركات مُسعد بولس وخطة الرباعية السابقة التي كانت قد قُدمت له والتي تدعمها الأمارات وبعض القوي المدنية الداخلية بالخصوص والولايات المتحدة ماقبل زيارة بن سلمان ، والتي في ملامحها تُعيد بعض ملامح إتفاق المنامة الموقع عليه من قبل الجيش ومليشيا الدعم ماقبل تجاوزه من الجيش نفسه بواسطة عناصر الحركة الإسلامية المُسيطرين علي القرار فيه ، وإستكمالاً لمسارات الصرّاع جاءت تصريحات وخطاب حميدتي بقبول الهدنة علي أساس الرباعية بعد أن كان الدعم السريع قد تحفظ علي تصريحات ترامب الأخيرة ، مع تأكيد حميدتي إبعاد الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني عن أي عملية سياسية وهو رد علي تصريحات البرهان قبلها برفض الهدنة والقبول فقط بخارطة طريقهم السابقة أو بالرؤية والمبادرة السعودية التي تعترف بهم وتجعل لهم اليد العليا مع عدم قبولهم باي مستقبل سياسي للمليشيا أو قيادتها أو أي قبول بحلفائها ورفضه كذلك لفرض حمدوك ومن معه بحسب توصيفه. من كُل هذا المشهد وبقراءة له إذاً نحن أمام عملية صرّاع كاملة للمصالح وتقاطعاتها في السُودان لدول الرباعية نفسها إضافة لدول أخري مؤثرة ليست بعيدة عن هذا الصرّاع مثل تركيا وإيران وقطر ، فدعم الحرب وطرفيها ظل يأتي من محاولة إنتصار طرف علي الآخر بما يضمن أجندة كُل الدول الداعمة لطرفي الحرب في السودان ومصالحه. بالمقابل وداخلياً فللأسف ظلّ الصرّاع علي السُلطة هو المُحرك الرئيسي للأطراف المدنية والعسكرية في إنقسامها مابين طرفي الحرب ، فغاية بعض من يدعمون الجيش وإستمرار الحرب خاصة من عناصر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هو دعم عودتهم للسُلطة وسيطرتهم عليها باي ثمن حتي وإن كان تقسيّم السودان ، وأيضاً هنالك في المقابل قوي مدنية أخري وبعض من فيها دعمت مليشيا الدعم السريع علانيةً وسراً حتي وإن كان الثمن هو تقسيّم السودان سواء في تأسيس أو تقدم سابقاً أو حتي صمود ، إضافة لبعض حلفاء طرفي الحرب ، كُل هؤلاء فإن الصرّاع الأساسي علي كراسي السُلطة هو من ظلّ يحركهم والإصطفاف بين طرفيها وداعميهم الخارجيين ، لذلك ظللنا نشهد تماهي تام مع تلك الأجندة وغياب الأجندة الوطنية "المُجردة" التي تنظر فقط لمصلحة السودان وشعبه بعيداً عن أي صرّاع نخبوي مدني مدني أو عسكري عسكري أو مدني وعسكري. إن الخطر علي السُودان من كل مايجري يظل حاضراً وبقوة ، فصراع المصالح والنفوذ بين دول الإقليم والعالم وأجندتها في السودان ، ورؤيتها لمسار الحرب أو حتي وقفها وماسيتبعها من عملية سياسية أو مستقبل سياسي للحكم في السودان هو من يحركها. يجب علينا جميعاً كسودانيين أولاً إستشعار هذا الخطر ، فالأمر أكبر من أي نظرة ضيقة أو تغليب لمصلحة كيانات أو أفراد علي حساب مصلحة البلد كاملةً وجميع الشعب السُوداني حاضراً ومُستقبلاً. مهم جداً: *وقف الحرب كشرط لازم لمصلحة جميع السودانيين وكبداية لعهد جديد **مُشاركة الجميع في رسم مُستقبل السُودان ***إعادة النظر في شأن مسألة تعدد الجيوش والمليشيات ورفضها والعمل علي توحيدها ****إبعاد أي دور للعسكر والمليشيات وعلي رأسها مليشيا الدعم السريع في أي عملية حكم مُستقبلية *****رفض أي فرض لحلول خارجية أو داخلية لاتضمن وحدة السُودان وسيادته علي جميّع أرضه.
الخطوات العملية وفق الواقع الحالي: ١/قبول طرفي الحرب بهدنة طويلة ( ٣-٤) أشهر كتمهيد لوقف دائم لإطلاق النار ذات آليات مُراقبة إقليمية ودولية صارمة أساسها الإتحاد الأفريقي لاتسمح باي تدفق للسلاح أو إعادة تموضع وتنظيم لقوات عسكرية أو إمكانية خرقها ، مع إعطاء أولوية مُعالجة النواحي الإنسانية وعمليات الإغاثة ٢/توقيع إتفاق مكتوب وببنود واضحة لا لبس فيها في وجود ضامنين دوليين يتم فيه الإقرار بإبتعاد طرفي الحرب العسكريين عن الحكم ، وإبتدار عملية وحوار سوداني شامل لمعالجة كافة جذور المشكلات والحوار حولها بمايضمن وحدة السُودان والمحافظة عليه والحكم المدني الديمُّقراطي فيه. ٣/الدور الدولي والأمريكي تحديداً يلزم الأطراف الخارجيين بوقف أي دعم أو مد بالسلاح لطرفيها أثناء فترة الهدنة ومابعد تمديدها. ٤/توقيع عقوبات مُباشرة لضالعين في الحرب وطرفيها وممارسة ضغوط في هذا الإتجاه للتعامل مع جرائم الحرب ٥/ عودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم بعد إخلائها من أي تجمعات أو حشود أو أي مظاهر عسكرية تهدد أمنهم وإستقرارهم. ٦/العملية السياسِية الشاملة والحوار السُوداني السُوداني ٧/فترة إنتقالية بحكومة مدنية "توافقية" تمهد لإنتقال ديمُّقراطي وتداول سلمي للسلطة في السُودان. هذا هو مانراه لتجنيب بلادنا الدخول في صراع وتقاطعات المصالح الخارجية أو صرّاع السلطة والنخب الداخلي وتغليب مصلحة السُودان والمحافظة عليه وعلي وحدته ومصالح جميّع السُودانيين والإتجاه نحو مستقبل أفضل وآمن لهم جميعاً.
|
|