Post: #1
Title: *ما المطلوب من الشعب السوداني بعد إعلان الهدنة* ؟ كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 11-25-2025, 10:42 AM
10:42 AM November, 25 2025 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
إعلان الفريق محمد حمدان دقلو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة تأسيس عن هدنة انسانية لمدة ثلاثة اشهر بمراقبة دولية شكل منعطفا مهما في مسار الازمة السودانية إذ فتح نافذة امل امام شعب انهكته الحرب اللعينة التي حصدت ارواح الابرياء ودمرت مقومات الحياة. هذه المبادرة لم تكن مجرد خطوة سياسية بل جاءت كصرخة انسانية في وجه الخراب لتؤكد ان السودان ما زال قادرا على استعادة حقه في الحياة الكريمة اذا ما تكاملت الجهود الوطنية والدولية. اولا: معنى الهدنة الانسانية. الهدنة ليست مجرد وقف مؤقت لاطلاق النار بل هي اعلان لارادة جديدة تسعى الى اعادة الاعتبار لقيمة الانسان السوداني. انها فرصة لالتقاط الانفاس وفتح المجال امام وصول المساعدات الانسانية واعادة بناء الثقة بين المواطنين الذين فقدوا الامان. الهدنة بهذا المعنى تمثل بداية الطريق نحو سلام شامل اذا ما استثمرت بوعي ومسؤولية. ثانيا: دور الشعب السوداني والقوى السياسية والمدنية. نجاح الهدنة يتوقف على الدور الذي يجب ان يضطلع به الشعب السوداني في الداخل والخارج. القوى السياسية والمدنية الرافضة للحرب مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى بان تضطلع بدورها ومسؤوليتها الوطنية عبر تنظيم صفوفها وتوحيد خطابها والعمل على عزل الحركة الظلامية التي تسعى لتدمير البلاد وفضح مخططاتها التدميرية عبر الضغط السياسي والاعلامي والخروج في مسيرات حاشدة تعبر عن رغبتها في السلام وتوظيف علاقاتهم الدولية لابراز الوجه الحقيقي لمعاناة الشعب السوداني وتطلعاته للسلام والكرامة. الشعب السوداني هو الضامن الحقيقي لاستمرار هذه الهدنة وتحويلها الى مسار دائم نحو الاستقرار. ثالثا: دور الجاليات السودانية في الخارج. الجاليات السودانية في المهجر مطالبة بان تخرج بمواقف واضحة ترحب بقرار الرئيس الامريكي دونالد ترمب الذي وقع يوم الاثنين 24 نوفمبر 2025 باعتبار تنظيم الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وان تربط هذا القرار برغبة السودانيين في تحقيق السلام والامن والاستقرار في وطنهم. كما ان عليها ان تعمل على قطع الطريق امام عملاء الاخوان الذين حصلوا على حق اللجوء في الغرب وان تكشف للعالم حقيقة احتلال الاخوان لسفارات السودان في الخارج وتحركهم بجوازات دبلوماسية سودانية. ان محاصرة الاخوان في الداخل والخارج واجب وطني والجاليات السودانية قادرة على ان تكون صوتا قويا يفضح هذه الممارسات ويعزز مسار الهدنة نحو سلام شامل. رابعا: دور المجتمع الدولي. المجتمع الدولي لا يمكن ان يقف متفرجا امام اسوأ كارثة انسانية يشهدها العالم اليوم في السودان. عليه مسؤولية اخلاقية وسياسية لوضع حد لهذه الحرب العبثية عبر ممارسة الضغط على الطرف المعرقل للسلام المنطلق من اجندة الاخوان المسلمين في السودان وتقديم العون والدعم اللوجستي والمساعدات الانسانية وضمان مراقبة فعالة للهدنة. الموقف الدولي في هذه المرحلة يجب ان ينسجم مع الحاجة الملحة لعزل المشروع الاخواني داخليا وخارجيا ويفتح الطريق امام مشروع وطني جديد. إن الهدنة الانسانية لثلاثة اشهر ليست نهاية المطاف بل هي بداية لمسار طويل يتطلب ارادة شعبية صلبة وقوى مدنية واعية وجاليات سودانية فاعلة ومجتمعا دوليا مسؤولا. السودان اليوم امام فرصة تاريخية ليحول هذه المبادرة الى نقطة انطلاق نحو سلام شامل يضع حدا للحرب اللعينة ويعيد للشعب السوداني حقه في الحياة الكريمة والحرية والكرامة.
الطيب الزين / كاتب وباحث في قضايا القيادة والاصلاح المؤسسي
|
|