السودان: آفاق السلام وسط التحديات الدولية والإقليمية كتبه أدم أبكر عيسي

08:30 AM November, 23 2025

سودانيز اون لاين
ادم ابكر عيسي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أصداء الوعي

____________________



تعتبر الأزمة السودانية من القضايا المعقدة التي تمس الأمن الإقليمي والدولي. في الآونة الأخيرة، برزت أهمية الملف السوداني في اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث تم نقل القضية إلى مستوى أعلى من الاهتمام. لقد نجح ولي العهد في جعل هذا الملف يحظى باهتمام مباشر من القيادة العليا، مما يعكس أهمية التعامل الجاد مع الأزمات الإقليمية.

خلال اللقاء، أبدى ترامب اهتمامه بملف السودان، رغم اعتقاده في البداية أن البلاد بلا حكومة فعالة. وقد أشار الأمير محمد بن سلمان إلى تفاصيل الأزمة وتاريخ النظام السياسي والثقافة السودانية، مما يبرز أهمية طي هذه الأزمة، التي تُعدّ واحدة من أكثر الصراعات تعقيدًا في منطقة الشرق الأوسط.

رحبت الحكومة السودانية بالجهود المبذولة من قبل ولي العهد السعودي وترامب، وكذلك بالخطوات الأولية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية تجاه السودان. ومع ذلك، تظل هناك تحديات كبيرة، خاصةً فيما يتعلق بتصنيف المليشيات كمنظمات إرهابية، وهو ما قد يساعد في استعادة الاستقرار.

•السيناريوهات المحتملة للحل

1.مبادرات السلام الشاملة: ينبغي أن تتضمن أي مبادرة للسلام رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية. يجب أن تشارك القوى السياسية المختلفة في عملية التفاوض، بما في ذلك المليشيات والأحزاب السياسية.

2.بناء جيش وطني موحد: يعد بناء جيش وطني موحد أحد الأهداف الأساسية لتحقيق الاستقرار. يجب أن يتم دمج المليشيات في القوات المسلحة الوطنية بشكل تدريجي لضمان عدم تكرار التجارب السابقة.

3.منع تكرار الصراعات: يتعين على المجتمع الدولي دعم جهود الحكومة السودانية في بناء مؤسسات قوية وقادرة على تحقيق الأمن والاستقرار. يجب أن تشمل هذه الجهود برامج تنمية اقتصادية واجتماعية تهدف إلى معالجة جذور الصراع.

4.الرقابة الدولية: يمكن أن تلعب المنظمات الدولية دورًا مهمًا في مراقبة تنفيذ الاتفاقات وتقديم الدعم الفني والمالي لضمان نجاح العملية السلمية.

•التحديات المستقبلية

تظل هناك تساؤلات حول مدى استعداد الحكومة لتقديم تنازلات لتحقيق مقاصد الأمة وكسب رهان ترامب والسعودية دون المساس بشروط الشعب السوداني. كما يجب النظر في الرؤية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لترامب ومدى توافقها مع تطلعات الشعب السوداني.

في الختام، يجب أن نشكر المملكة العربية السعودية على إحداث اختراق فعلي ودعمها المستمر للسودان في شتى مناحي الحياة. تمثل السعودية نبض الأمة العربية وتسعى جاهدة لإنهاء الصراع في السودان، وقد وقفت معها في عاصفة الحزم. إن تحقيق سلام مستدام يتطلب جهودًا متضافرة من جميع الأطراف المعنية، ويجب أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لتحقيق ذلك.