سعيد حامد: مخرج «كوميديا الموقف» وصانع جيل الشباب… وملامح الفلكلور في الأسلوب لا في الحكاية كتبه

سعيد حامد: مخرج «كوميديا الموقف» وصانع جيل الشباب… وملامح الفلكلور في الأسلوب لا في الحكاية كتبه


11-22-2025, 08:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763799596&rn=0


Post: #1
Title: سعيد حامد: مخرج «كوميديا الموقف» وصانع جيل الشباب… وملامح الفلكلور في الأسلوب لا في الحكاية كتبه
Author: الأمين مصطفى
Date: 11-22-2025, 08:19 AM

08:19 AM November, 22 2025

سودانيز اون لاين
الأمين مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




⭐ سعيد حامد: مخرج «كوميديا الموقف» وصانع جيل الشباب… وملامح الفلكلور في الأسلوب لا في الحكاية
يُعدّ المخرج سعيد حامد أحد أبرز الأسماء التي غيّرت شكل السينما المصرية في التسعينات وبداية الألفية، ليس فقط بسبب نجاح أفلامه على مستوى شباك التذاكر، بل لأنه قدّم أسلوبًا إخراجيًا جديدًا يقوم على كوميديا الموقف المرسومة بالصورة قبل الحوار، وطاقة شبابية مدهشة، ومزج فني يحمل خلفيته الثقافية في “الإيقاع” و“الحيوية” و“التلقائية”، حتى وإن لم يظهر الفلكلور بشكل مباشر داخل قصص أفلامه.
هو مخرج لا يضع الفلكلور كملابس وأغانٍ، بل يحمله داخليًا في طريقة الإخراج: في بساطة التعبير، ودفء الكادرات، وحيوية الحركة، وجرأة المزج—وهي صفات تشبه روح الفن في السودان وبلاد النوبة فى مصر.
⭐ أولًا: فيلموجرافيا سعيد حامد
(للاستناد على كل أعماله في التحليل)
الحب في الثلاجة – 1992
صعيدي في الجامعة الأمريكية – 1998
همام في أمستردام – 1999
شورت وفانلة وكاب – 2000
رشة جريئة – 2001
جاءنا البيان التالي – 2001
صاحب صاحبه – 2002
إوعى وشك – 2003
يا أنا يا خالتي – 2005
حمادة يلعب – 2005
عودة الندلة – 2006
على جنب يا أسطى – 2008
طباخ الريس – 2008
مرعي البريمو – 2023
كل هذه الأفلام – رغم اختلاف موضوعاتها – تشترك في بصمة إخراجية واحدة:
كوميديا موقف + إيقاع بصري + روح فلكلورية داخلية + إدارة ممتازة للممثلين.
⭐ ثانيًا: كوميديا الموقف كما يصنعها سعيد حامد
ليست الكوميديا عنده قائمة على الإفيه، بل على المشهد نفسه:
1) الكاميرا شخصية كوميدية
في أفلامه، الكاميرا تتحرك كأنها تشارك في الحدث:
تتسلل بين الشخصيات
ترصد ملامح الوجوه لالتقاط اللحظة الكوميدية
تضخّ إيقاعًا سريعًا يصنع الضحك
في صعيدي في الجامعة الأمريكية، دخول هنيدي إلى قاعة الجامعة ليس “نكتة مكتوبة”، بل كوميديا تصنعها:
الكاميرا
التكوين
المقارنة البصرية بين الصعيدي والمدينة
الإيقاع
هذا هو تعريف كوميديا الموقف بصورتها الحقيقية.
⭐ ثالثًا: الفلكلور… لكنه فلكلور أسلوبي لا حكائي
رغم أن أفلامه لا تحكي عن السودان أو النوبة مباشرة، إلا أن خلفيته تظهر في أسلوبه الإخراجي:
1) الإيقاع الحيوي
السودان معروف بفنونه التي تعتمد على:
الحركة
التلقائية
الإيقاع السريع
البهجة البصرية
وكل هذا يظهر في مشاهد سعيد حامد المكتظة بالحركة والحياة.
2) العفوية والتلقائية في الأداء
ثقافة الفلكلور الأفريقي عمومًا قائمة على “الطبيعية”، وهو ما تراه في أداء ممثليه:
هنيدي في صعيدي
السقا في شورت وفانلة وكاب
رامز جلال في أحلامه الكوميدية الأولى
كريم عبد العزيز في بداية نجوميته
3) المزج الجريء
“صعيدى في الجامعة الأمريكية”.
هى ليست فوضى بل بناء فني:
مونتاج سريع
كاميرا متحركة
موسيقى حاضرة
كوميديا + رومانس + دراما
مجموعات كبيرة داخل الكادر
وهذا المزج يشبه روح الاحتفالات الشعبية السودانية والنوبية، حيث تتداخل الأصوات والحركة في فرح بصري مستمر.
⭐ رابعًا: قراءة أفلامه الكبرى من منظور الإخراج والفلكلور
📌 1) صعيدي في الجامعة الأمريكية (1998)
الفيلم الذي غيّر تاريخ السينما المصرية.
الكوميديا تولد من الصدمة الحضارية بين عالمين
الكادرات الواسعة المزدحمة (فلكلور الإيقاع)
إدارة متقنة لطاقات شباب أصبحوا نجوم الصف الأول
بناء كوميديا الموقف لا الإفيه
هذا الفيلم وحده يعكس “الفلكلور الأسلوبي” في المزج بين:
الأصالة (الصعيد في البداية)
الحداثة (الجامعة الأمريكية)
الحركة
العفوية
هو فيلم “الفلكلور الداخلي” لا الفلكلور الظاهري.
📌 2) همام في أمستردام (1999)
نفس الأسلوب:
كوميديا صادمة من اختلاف الثقافة
حركة مستمرة
عالم غريب على البطل (هجرة ثقافية)
مشاهد جماعية فوضوية – لكنها مضبوطة
طاقة تمثيل تلقائية
📌 3) شورت وفانلة وكاب (2000)
هنا تظهر “الكوميديا الرومانسية” بأسلوبه:
الحكاية بسيطة
الإخراج هو البطولة
المشاهد مليئة بالألوان، الموسيقى، الحركة
📌 4) رشة جريئة – صاحب صاحبه – إوعى وشك
هذه الأفلام تمثل مرحلة “النضج الكوميدي” عنده:
إدارة ثنائيات تمثيل
كوميديا موقف + حركة
مشاهد ثرية إيقاعيا
📌 5) يا أنا يا خالتي – حمادة يلعب – عودة الندلة
هنا يظهر أكثر جرأة:
مزج الفانتازيا مع الكوميديا
مشاهد هزلية تعتمد على الصورة
📌 6) على جنب يا أسطى – طباخ الريس
المرحلة الاجتماعية:
كوميديا ممزوجة بنقد سياسي
الجرأة في الطرح بدون مباشرة
لغة إخراجية واقعية لكن حيوية
📌 7) مرعي البريمو (2023)
عودة بأسلوبه المعروف:
طاقة شعبية
كوميديا موقف
إيقاع بصري سريع
⭐ خامسًا: دوره في صناعة جيل النجوم
لا يمكن الحديث عن سعيد حامد دون الإشارة إلى أنه:
هو المخرج الذي قدّم أكبر جيل نجومي ظهر في مصر دفعة واحدة:
محمد هنيدي
أحمد السقا
منى زكي
غادة عادل
هاني رمزي
فتحي عبدالوهاب
ريم البارودي
دنيا
كريم عبد العزيز (من خلال تعاون الإنتاج في نفس الجيل)
حسّه الإخراجي مكّنه من:
التقاط التلقائية
صقل الكوميديا
ترك مساحة للارتجال
دمج الموهبة مع الحركة في الكادر
⭐ سادسًا: النقد الأكاديمي
من زاوية نقد سينمائي احترافية:
نقاط القوة
أسلوب بصري حي
كوميديا موقف حقيقية
إدارة ممثلين ممتازة
قدرة على المزج بين أنواع عدة
إيقاع سريع يناسب الشباب
حضور للروح الشعبية الأفريقية في الحركة واللون، يبقى من أهم مخرجي الكوميديا المصرية الحديثة.
⭐ الخلاصة
سعيد حامد ليس مجرد مخرج كوميدي.
هو صانع مدرسة:
كوميديا موقف حقيقية
فلكلور أسلوبي حركي
إيقاع بصري أفريقي/نوبي صريح
مزج تلقائي بين الأصالة والحداثة
اكتشاف جيل كامل من النجوم
إنعاش السينما المصرية في التسعينات
إنه مخرج أحيا السينما من خلال الصورة والإيقاع والطاقة—لا من خلال النص وحده.
ومهما اختلفت الأذواق، ستبقى بصمته واضحة في تاريخ السينما المعاصرة.
،،،،،