السودان بين أنقاض الدولة وما تبقي من الإنسان كتبه ماجد عرمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-21-2025, 05:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-21-2025, 04:19 PM

عبد الماجد سعيد عرمان
<aعبد الماجد سعيد عرمان
تاريخ التسجيل: 11-02-2024
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان بين أنقاض الدولة وما تبقي من الإنسان كتبه ماجد عرمان

    04:19 PM November, 21 2025

    سودانيز اون لاين
    عبد الماجد سعيد عرمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر







    في قلب الحرب اللعينة، حيث تتشظي البلاد بين الخوف والنجاة، وبين الدعاية والدم، تبدو أفكار مدرسة فرانكفورت كأنها كتبت لهذا الزمن تحديدا، زمن تتداخل فيه السلطة بالسلاح، والحقيقة بالإعلام، والإنسان بغريزة البقاء المحض. فهؤلاء المفكرون الذين شهدوا صعود الفاشيات في أوروبا، ورأوا كيف يعاد تشكيل الوعي تحت القمع والدعاية، لم يقدموا نظريات بعيدة، بل مرايا تكشف آليات الخراب حين يتحول المجتمع إلى ساحة مفتوحة للهيمنة. وفي سودان اليوم، تظهر صناعة الوعي كما وصفها أدرونو وهوركهايمر في أوضح تجلياتها، فالحرب لا تدار على الأرض فقط، بل تدار أيضا في العقول. تتوالد حقائق جاهزة عبر الفيديوهات والصفحات الممولة والتسجيلات الصوتية، ويتحول الرأي العام إلى مادة تصنع، لا موقف يفكر فيه. كل طرف يقدم روايته بوصفها قدرا لا جدال فيه، حتى يحاصر الناس داخل سرديات مغلقة، يرون العالم بعيون من يحملون السلاح، لا من تجربة الألم اليومية التي يعيشونها. وهكذا تتآكل القدرة على الحكم الأخلاقي الحر، لتحل محلها طاعة غير واعية، شبيهة بما وصفه ماركوز حين تحدث عن الإنسان الحديث الذي يختزل إلى بعد واحد لا يرى إلا ما فرض عليه أن يراه.
    ومع تعمق العنف، تتحول السياسة نفسها إلى امتداد للمعركة، ويفقد الحوار قيمته، وهو ما يجعل أفكار هابرماس حول التواصل العقلاني تبدو بعيدة المنال. فلا طاولة يمكن أن تجمع أطرافا تحرّكها الحسابات الميدانية والاقتصادية أكثر مما تحركها فكرة العيش المشترك. ومع تراكم الانهيارات، يصبح المواطن أقرب إلى نموذج الاغتراب الذي تحدث عنه إريك فروم، فرد محاصر بين فقدان المكان وفقدان المعنى. يعيش الناس اليوم واقعا لا يشبههم، ووطنا منقوصا، وحاضرا بلا يقين، ومستقبلا بلا وعد، فينزلقون نحو أشكال من الولاء لا تُمنح لأنها عقلانية، بل لأنها تمنح وهم الأمان. ومع كل يوم تتباعد فيه البلاد عن سلمها الداخلي، يتآكل الحد الأدنى من الأخلاق الذي تحدث عنه أدرونو، ذلك الحد الذي يطرح السؤال المر،كيف نحتفظ بإنسانيتنا حين تنهار كل البُنى من حولنا؟ فالحرب لا تسلب الأرض فقط، بل تسلب القدرة على رؤية الآخر كإنسان لا كتهديد.
    تبدو الحرب حين تُقرأ بعيون مدرسة فرانكفورت، ليست عبارة عن نزاع على السلطة، بل اختبارا قاسيا للوعي نفسه، اختبارا يكشف كيف يمكن للدعاية أن تسبق الحقيقة، وللعنف أن يطغى على العقل، وللخوف أن يخنق الأخلاق، وكيف يمكن لمجتمع بأكمله أن يقاد إلى الهاوية حين تضيع المسافة بين الواقع وما يراد له أن يصدق. ومع ذلك، يبقى الرهان الأخير كما قال أدرونو، أن نبحث عن فتات من الإنسانية وسط الخراب، وأن نعيد بناء الوعي قبل أن نعيد بناء البلاد، لأن الخراب الحقيقي يبدأ حين تهزم الروح قبل أن تهزم المدن.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de