حرب السودان حلقة في الصراع الدولي على الموارد في افريقيا كتبه تاج السر عثمان

حرب السودان حلقة في الصراع الدولي على الموارد في افريقيا كتبه تاج السر عثمان


11-20-2025, 03:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763609276&rn=0


Post: #1
Title: حرب السودان حلقة في الصراع الدولي على الموارد في افريقيا كتبه تاج السر عثمان
Author: تاج السر عثمان بابو
Date: 11-20-2025, 03:27 AM

03:27 AM November, 19 2025

سودانيز اون لاين
تاج السر عثمان بابو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




١
أشرنا سابقا الي أن حرب ١٥ أبريل التي نشبت في السودان بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من ذهب ومعادن وثروة حيوانية وأراضي زراعية ومياه وإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب. وهي حلقة في سلسلة الصراع الدولي على موارد أفريقيا بين أمريكا وفرنسا والصين وروسيا الإمارات. الخ' بهدف نهب مواردها وإيجاد المواد الخام المستخرجة بأيدي رخيصة لدعم صناعتها ولاسيما الصناعات الحديثة المتقدمة.
معلوم أن أفريقيا تتمتع بموارد طبيعية متنوعة مثل المعادن:الذهب والماس والبلاتين والكوبالت واليورانيوم' والنفط والغاز الطبيعي' اضافة إلى الأراضي الزراعية والموارد المائية العذبة والغابات.
كما تمتلك القارة إمكانيات هائلة في الطاقة المائية والطاقة الشمسية، خاصة في المناطق الشمالية والاستوائية.
وتتركز فيها نسبة 65% من الأراضي الزراعية في العالم، مما يجعلها قادرة على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء.
و تُعد إفريقيا منتجاً رئيسياً لمجموعة متنوعة من المحاصيل مثل: الكاكاو، والبن، والموز، والقطن، والسكر، والزيوت.
إضافة للغابات التي مصادر مهمة للأخشاب.فضلا عن المياه العذبة والحياة البرية بتنوعها البيولوجي الغني' إضافة لامكانياتها السياحية.
ومعروف أن الكوبالت عنصر أساسي في صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات. والليثيوم يزداد طلب شركات التكنولوجيا علىه.
رغم ذلك يعيش الملايين من الأفارقة في فقر مدقع' إضافة للأمراض الناتجة من تدمير البيئة نتيجة لاستخدام مواد ضارة بالإنسان والحيوان والنبات والتربة.
٢
الصراع في افريقيا امتداد للإرث بين الدول الإمبريالية الاوربية' منذ وصول الاستعماريين لأفريقيا وتصدير الرقيق للاراضي الجديدة في الأمريكيتين. الخ بهدف العمل في مناجم الذهب والفضة وفي مزارع القطن' الذي وصفه ماركس بالتراكم البدائي لرأس المال الذي أدى للثورة الصناعية الأولى' وبعدها توالي تطور الصناعة كما في الثورة العلمية التقنية والتقنية والكمبيوتر وثورة المعلومات التي تحتاج لمواد خام متوفرة في إفريقيا' لاغني عنها مثل: الليثيوم والكوبالت والكولتان ' مع تغير الأشكال واستمرار النهب' بداية من الاستعمار القديم كما حدث في الاحتلال البريطاني للسودان بهدف تحويل السودان لمزرعة قطن كبيرة لمد مصانع النسيج في لانكشير' وحتى الاستعمار الحديث الذي يقوم علي إغراق الدول الأفريقية بالديون مما يكرس التبعية والتخلف وإعادة إنتاج التخلف ' والمزيد من نهب ثروات البلدان الأفريقية.مما أدى لنهب ثروات إفريقيا المتمثلة في الموارد الطبيعية من الدول الامبريالية البريطانية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبلجيكية، إضافة للصين وروسيا. الخ' فضلا عن التدخل في شؤونها الداخلية ' الأمر الذي أدى لعدم الاستقرار السياسي وكثرة الانقلابات العسكرية' والثورات والانتفاضات الجماهيرية' وخلق طبقات رأسمالية فاسدة مرتبطة بالخارج ' فضلا عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية' وتدمير البنيات التحتية' بينما دُمرت شبكة أنظمتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية القديمة دون كسب عالم جديد أرقى.
كما استمر النهب عن طريق الشركات الأمريكية والأوروبية والصينية والاماراتية والروسية للتعدين إضافة للقواعد العسكرية والمعاهدات وإرسال الأسلحة و المرتزقة كما في عصابات "فاغنر"الروسية مقابل الذهب في السودان واليورانيوم في النيجر.
إضافة لوجود الصين في بعض الدول الأفريقية مثل: أنغولا وزامبيا' وزمبابوي والتي تقوم ببناء الطرق والموانئ، مقابل النفط في أنغولا، والنحاس في زامبيا، والليثيوم في زيمبابوي.
أدى النهب إلى تركة ثقيلة خلَّفها الاستعمار ما حال دون تطورها واستقلالها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا.
ووقعت دول القارة في فخ الديون من الهيئات الدولية على سبيل المثال بلغت ديون السودان أكثر من ٦٠ مليار دولار ، إذ اقترضت هذه الدول أكثر مما تقدر على الوفاء به من صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وبعض البنوك التجارية الغربية' مما زاد من التبعية والتخلف. ونشات طبقات رأسمالية مرتبطة بالخارج' عاشت في ثراء باذخ بينما عانت الأغلبية من من الفقر المدقع ونقص في التعليم والأمن والرعاية الصحية والبنية التحتية.
إضافة للعجز عن الوفاء بخدمات الديون (المبالغ التي يتم سدادها مقابل الحصول علي القرض، مثل الفوائد والعمولات وغيرها).مما زاد من التبعية والمزيد من نهب ثرواتها. ونتيجة لهذا النهب الجماعي، تستمر معاناة إفريقيا من الجوع والفقر والأوبئة، على سبيل المثال :
- يصل نصيب الفرد سنوياً من إجمالي الناتج المحلي إلى 850 دولار فقط.
- يبلغ متوسط عمر الفرد 55 عاما، بينما يبلغ متوسط عمر الفرد في اليابان مثلا 85 عاما.
كما يفتقدون إلى الكهرباء ومياه الشرب، وتعد كل هذه المشكلات التي تعانيها القارة، نتيجة لتراكمات وتاريخ طويل من النهب الاستعماري لثروات أفريقيا.
مما يتطلب مواصلة الصراع من أجل التحرر من التبعية وحماية الثروات من النهب ووضعها في خدمة وازدهار وتطور الشعوب الافريقية 'والدفاع السيادة الوطنية 'والتحرر من ظلمات التخلف.