Post: #1
Title: ولي العهد السعودي و إسقاط أجندة بولس كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 11-20-2025, 02:37 AM
02:37 AM November, 19 2025 سودانيز اون لاين زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا مكتبتى رابط مختصر
أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ألقاها في المنتدى الأمريكي السعودي للإستثمار، تعتبر نقطة تحول كبرى في أجندة الإدارة الأمريكية بشأن الحرب في السودان. حيث قال ترامب أن القضية السودانية لم تكن لها الأولوية في اجندته، إلا أن ولي العهد الشعودي الأمير محمد بن سلمان طلب أن اعطيها الاهتمام الكامل.. و قال بعد نصف ساعة من حديثي مع ولي العهد بدأ العمل على ملف السودان.. فقرة صغيرة في حديث ترامب؛ غيرت أجندة كاملة كان يتكسب عليها البعض، و يجعلونها هي محور الصراع السياسي و العسكري في السودان.. إذا كانت قضية السودان قبل حديث ولي العهد السعودي لا تجد الأولوية في أجندة الإدارة الأمريكي.. من أين لمستشار ترامب مسعد بولس أن يطلق مبادرة و فيها مطلوبات و تقدم طلبات مستعجلة من خلال ما تسمى الرباعية و تحاول أن تفرض هدنة بالكيفية التي تريدها ؟.. أن اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن قاصرا على الشأن السعودي الأمريكي في الاستثمارات، أو طلب مقاتلات أمريكية متطورة "أف 35" و لكن محور الحديث هو إعادة النظر في ترتيب المنطقة بالكيفية التي تخدم الأجندة الأمريكية، و أيضا الأجندة العربية من خلال منظور سعودي.. و هو الصراع الخفي داخل دول الخليج و بعض دول المنطقة، و سعي ولي العهد السعودي من أجل وقف الحرب في السودان، هو يقع ضمن الأجندة السعودي التي تتطلع ألي استقرار مبني على التعاون المشترك بين الدول التي تقع على البحر الأحمر.. و أيضا تغيير في صيغة التحالفات التي تحدث تغييرا حتى لو طفيف في توجهات الإدارة الأمريكية في المنطقة.. أن وقف الحرب في السودان؛ يجب أن تكون مبنية على أجندة وطنية سودانية و ليست إملاءات خارجية، حيث ظهرت الإملأت الخارجية في التصورة الذي كان قد قدمه مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط و أفريقيا مسعد بولس، و هي أجندة كان واضحا فيها النفس الأماراتي، بأن يجعل الإمارات وسيطا في الحل، رغم أنها تدعم الميليشيا بالسلاح و التشوين، و أيضا داعما سياسيا، و هي أجندة قد شكك فيها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في حديثه على هامش اجتماع دول السبعة في كندا، حيث قال روبيو أنه سوف يدعم مساعي مجلس الشيوخ لتصنيف قوات "الدعم السريع" كمنظمة إرهابية، إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء هذه الأزمة.. و أضاف أن الميليشيا وافقت على وقف إطلاق النار دون نية الالتزام به، هي ترتكب العنف ضد المواطنين و تمارس الفظائع ضدالنساء و الأطفال و المدنيين الأبرياء.. أن حديث روبيو يقدح في الخطاب الذي تمارسه الخارجية الإماراتية.. أن القيادة في السودان قد تحفظت على أن تكون الإمارات مراقب في عهد المبعوث الأمريكي توم بيريللو الذي نظم مؤتمرا في جنيف، و امتنعت القيادة في السودان المشاركة فيه.. جاء مسعد بوليس و وفقا لأجندة إماراتية ظاهرة في بنود الرباعية، حيث رفع موقع الإمارات و جعلها وسيط في الحل، رغم أنف القيادة السودانية.. و كان هذا سلوكا قد أضعف الرباعية و أيضا أضعف موقف بولس الذي يريد الانحياز و لا يلعب دور الوسيط، و هذا يعود لقلة خبر السياسية عند المستشار الأمريكي الذي جاءت به علاقة نسب مع الرئيس ترامب.. أن سعي الإمارات من أجل تبيض صفحتها عن حرب السودان، هي أيضا تريد أن يكون لها نفوذا في الدولة السودانية، إذا خسرت الميليشيا الحرب، لذلك هي تعمل في الجانبين الدعم العسكري للميليشيا، و في ذات الوقت تسخر وزارة خارجيتها لكي تفتح منافذا لجناحها السياسي بالاتصال بالدول الغربية و المنظمات.. الهدف منه هو أن تفرض مجموعة بعينها على أية مفاوضات تجري في المستقبل، و تهدف إلي إعادة تشكيل الساحة السياسية في السودان.. لذلك هي تعمل جاهدة مرة أن تكون مراقبا و مرة أخرى أن تكون وسيطا، و كلها أهداف مكشوفة.. أن طلب ولي العهد أن يجعل الرئيس ترامب السودان في مقدمة أجندته، هذا يعني أن يكون التشاور مع السعودية لحل المشكلة، و القيادة السودانية لا تطلب جديدا فقط تنفيذ ما وقعا عليه الميليشيا في منبر جدة حيث أشرف عليها الجانبين السعودي و الأمريكي.. و المسألة محلولة عند القيادة السودانية.. و إذا وافقت الميليشيا بالذي وقعت عليه تكون قد حقنت دماء عناصر و المواطنين في اقليم دارفور.. لكن هذه المسألة لا ترضي الإمارات المتحالفة مع الصهيونية و تنفذ أجندتها، لآن الحل على الاتفاق منبر جدة، يعني تغييرا شاملا في المسرح السياسي السوداني. حيث أن الأحزاب يجب أن تحكم عبر صناديق الاقتراع، و ليس عبر اتفاقات سياسية، بعد ما كشفت الأزمة السياسية في البلاد، ثم الحرب مدي أختراق الخارج للقيادات السياسية في البلاد.. و هي أكبر معضلة سياسية تواجه البلاد في تاريخها السياسي المعاصر... أن وضع قضية حرب السودان في سلم أولويات الرئيس الأمريكي، و العمل من أجل وقف الحرب، و إعادة السلام للبلاد، مسألة لا تحل بين يوم و ليلة، و إذا وجدت الإمارات إنها سوف تكون بعيدة عن تدارس الأجندة سوف تعمل على إجهاضها بكل السبل، و يبقى الخيار الوحيد أمام القيادة في السودان، هو هزيمة الميليشيا عسكريا.. حتى لا تصبح للإمارات أية كروت ضغط مستقبلا .. و السودان لا يمانع أن تصبح الرباعية ثلاثية " أمريكا و السعودية و مصر" و هي الدول التي اثبتت التجربة أنها تقف مع وحدة الأراضي السودانية ، و أن يكون الحل السياسي حوارا سياسيا تشارك فيه كل القوى السياسية للوصول لتوافقات وطنية ترسم ملامح مستقبل المسرح السياسي.. و السعودية مدركة أن السلام في منطقة البحر الأحمر يعتمد على الأتفاق بين كل الدول المطلة على البحر الأحمر " اليمن و الصومال و اريتريا و السودان و السعودية و مصر" و أمن البحر أيضا يعتمد أن تكون المواني عليه وطنية و ليست أجنبية حتى لا تصبح منفذا لتدخل أجندة الصراع الإستراتيجي... نسأل الله حسن البصير..
|
|