التحرك الأمريكي القادم في الحرب السودانية - تحول استراتيجي مدعوم سعودياً نحو الضغط الدبلوماسي #

التحرك الأمريكي القادم في الحرب السودانية - تحول استراتيجي مدعوم سعودياً نحو الضغط الدبلوماسي #


11-19-2025, 07:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763581875&rn=0


Post: #1
Title: التحرك الأمريكي القادم في الحرب السودانية - تحول استراتيجي مدعوم سعودياً نحو الضغط الدبلوماسي #
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 11-19-2025, 07:51 PM

07:51 PM November, 19 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



التحرك الأمريكي القادم في الحرب السودانية - تحول استراتيجي مدعوم سعودياً نحو الضغط الدبلوماسي #

لحظة حاسمة في واشنطن والرياضفي 19 نوفمبر 2025، يتسارع الإيقاع الدبلوماسي حول الحرب السودانية التي دخلت عذرها الثالث، مع أكثر من 12 مليون نازح وأزمة إنسانية تُصنف كأسوأ في العالم.
التحرك الأمريكي الأخير، الذي يأتي مدعوماً بضغوط سعودية مباشرة، يُمثل نقطة تحول واضحة من مراقبة سلبية إلى مبادرات فاعلة، مع تركيز على وقف إطلاق نار إنساني وتقييد إمدادات السلاح.
الأمير السعودي محمد بن سلمان، في لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دفع بقوة لتدخل شخصي أمريكي لكسر الجمود بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (RSF)، معتبراً أن "الضغط الأمريكي الوحيد قادر على ذلك بعد عامين ونصف من القتال".
ترامب، بدوره، أعلن أنه "بدأ العمل" على الملف، مما يُشير إلى بداية مرحلة جديدة من الدبلوماسية الهجينة، تجمع بين التنسيق الإقليمي والأدوات الاقتصادية والأمنية.
هذا التوجه الأمريكي-السعودي ليس مصادفة؛ إنه جزء من اتفاقيات استراتيجية أوسع وقعت بين البلدين في الرياض يوم 18 نوفمبر، تهدف إلى تعزيز الشراكة في ملفات الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك السودان.
لكن التحدي يكمن في التنفيذ و هل سيتمكن هذا التحالف من فرض هدنة، أم سيبقى مجرد بيانات في وجه واقع عسكري عنيد؟تقييم الموقف الدبلوماسي الأمريكي- من الإدراك إلى الفعلإدراك الواقع بوضوح: السودان
"بلا حكومة"أصبحت التصريحات الأمريكية أكثر صراحة في وصف الواقع السوداني.
في بيان مشترك لـ"الرباعية" (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) في سبتمبر 2025، أُكدت الحاجة إلى "استعادة السلام والأمن"، لكن التصعيد الأخير – مع رفض الخارجية السودانية لوساطة الرباعية كـ"غير شرعية بدون غطاء أممي"
– يُعزز الرؤية الأمريكية بأن السودان "بلا حكومة مركزية فاعلة".
هذا الاعتراف الرسمي يُبسط المعادلة الدبلوماسية: واشنطن لن تتعامل مع حكومة كامل إدريس كشرعية كاملة، بل ستُركز مبادراتها على الأطراف الميدانية المباشرة، مثل الجيش والـRSF، مع دعوة لمشاركة مدنية أوسع.
يُرى هذا كخطوة ذكية، إذ يتجنب الالتزام بجهة واحدة في ظل الفراغ السياسي.التحول من المتفرج إلى الفاعل - تنسيق سعودي يُسرع الخطىلم تعد واشنطن تكتفي بسياسة "الانتظار والمراقبة" التي سادت منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
الضغط السعودي، الذي يأتي في سياق لوبي مباشر من بن سلمان ضد دور الإمارات في دعم الـRSF، دفع ترامب إلى الإعلان عن "عمل فوري".
هذا التحول يعكس استراتيجية أكثر حزماً، مدعومة بزيارة عمل سعودية-أمريكية في الرياض، حيث وقعت اتفاقيات أمنية ودفاعية قد تشمل آليات لمراقبة تدفق الأسلحة إلى السودان.
التنسيق مع الرياض ليس جديداً – يعود إلى بيان الرباعية – لكنه اليوم أكثر تركيزاً، مع تركيز سعودي على "كسر الجمود" عبر ضغط أمريكي شخصي من ترامب نفسه.الاعتماد على أدوات متعددة - دبلوماسية هجينة لصراع معقد تُظهر التحركات الأمريكية
فهماً عميقاً لتعقيد الصراع السوداني، الذي يشمل تدخلات إقليمية (إماراتية للـRSF، سعودية-مصرية للجيش). الاستراتيجية "الهجينة" تجمع:الضغوط الدبلوماسية - دعوة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (قبل 5 أيام) لـ"عمل دولي لقطع إمدادات الأسلحة
إلى الـRSF"، مما يُهدد بتصنيفها كـ"عقبة أمام السلام".
العقوبات المالية- استمرار عقوبات الخزانة الأمريكية على كيانات مرتبطة بالـRSF، مع إمكانية توسيعها لتشمل مصادر تمويل إماراتية إذا استمر الدعم.
التنسيق الإقليمي الرباعية كمنصة، مع ضغط سعودي لاستبعاد الإمارات جزئياً، كما أُشير في لقاء بن سلمان-ترامب.

هذا الأسلوب يتجنب التدخل العسكري المباشر، مفضلاً "التقييد دون مواجهة"، وهو نموذج مألوف في إدارة النزاعات مثل اليمن أو ليبيا.
فتح مساحة للحلول المرحلية: الهدنة الإنسانية كبدايةالتركيز الأمريكي على "هدنة إنسانية وممرات آمنة" – كما في اقتراح أمريكي-عربي قبل أسبوعين، الذي وافقت عليه الـRSF في 6 نوفمبر – يعكس إدراكاً واقعياً بأن الحل الكامل مستحيل الآن.
خطوة صغيرة ملموسة، مثل فتح ممرات في دارفور أو الخرطوم، أفضل من وعود كبيرة بلا تنفيذ.
هذا يُمهد لمفاوضات أوسع تحت رعاية أممية، مع ضمانات سعودية-أمريكية للالتزام.الاحتمالات المستقبلية:
مخاطر وفرصضغط على كامل إدريس والمجلس السيادي- مع وصف السودان "بلا حكومة"، سيفقد إدريس المزيد من الشرعية الدولية، مما يُجبره على المشاركة في مفاوضات تحت رقابة الرباعية، ربما مع شروط لعودة المدنيين إلى السلطة.
العزلة المتزايدة لقوات الدعم السريع: اتفاق الـRSF على الهدنة يُظهر انفتاحاً، لكن الضغط الأمريكي لقطع السلاح – مدعوماً سعودياً ضد الإمارات – قد يُصنفها كـ"إرهابية"، مما يُهدد مصادر تمويلها ويُجبرها على تنازلات.
فتح المجال لمشاركة سياسية أوسع للمدنيين: إذا نجحت الهدنة، قد يبدأ دور أكبر للكتل الديمقراطية والحركات المدنية في التفاوض، مع ضمانات أمريكية-سعودية للعدالة الانتقالية ونزع السلاح.

ومع ذلك، الروابط السعودية-البرهان قد تُلقي ظلالاً على الزيارة الأمريكية، كما أُشير في تحليلات حديثة، مما يُعقد التوازن.ملاحظات دبلوماسية وهذا غموض مدروس والتحدي الأكبرالتصريحات الأمريكية متعمدة في غموضها؛
عبارة ترامب "سوف نبدأ العمل" تُعطي مرونة للمناورة دون التزامات صارمة قد تُفشل المبادرة.
هذا يتجنب جر البلاد إلى مواجهة مباشرة، خاصة مع رفض السودان للرباعية كـ"غير مشروعة".التحدي الأكبر يبقى التنفيذ على الأرض: قدرة واشنطن محدودة إذا لم تتعاون الأطراف السودانية (التي ترفض الوساطة غير الأممية)
والإقليمية (مع توترات سعودية-إماراتية). كما أن الروابط السعودية مع البرهان قد تُقوض الثقة في الرباعية.
بداية تحول، لكن النجاح ليس مضموناًالتوجه الأمريكي-السعودي الأخير يُمثل بداية تحول استراتيجي من مراقب سلبي إلى مهندس مبادرات سياسية وإنسانية في السودان، مدعوماً بضغوط شخصية من بن سلمان وإعلان ترامب.
إنه يعكس فهماً للواقع المعقد، مع التركيز على خطوات مرحلية مثل الهدنة الإنسانية.
لكن النجاح محكوم بمدى التعاون الإقليمي والالتزام المحلي؛ في غيابه، قد تبقى هذه التحركات مجرد "ضجيج دبلوماسي" في وجه حرب تبتلع السودان.
الشهور القادمة ستكشف ما إذا كان هذا التحالف قادراً على تحويل الكلمات إلى سلام، أم سيزيد من تعقيد المشهد.