الطوفان القادم في واشنطن… يهدّد الجميع حتى الرئيس

الطوفان القادم في واشنطن… يهدّد الجميع حتى الرئيس


11-19-2025, 03:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763523254&rn=0


Post: #1
Title: الطوفان القادم في واشنطن… يهدّد الجميع حتى الرئيس
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 11-19-2025, 03:34 AM

03:34 AM November, 18 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ا

في واشنطن هذه الأيام، لا يتحرك الهواء السياسي إلا مثقلاً بروائح الفضائح القديمة التي تعود إلى السطح كلما حاولت السلطة دفنها.
لكن ما حدث في مجلس النواب الأميركي مساء الثلاثاء ليس مجرد خطوة تشريعية عادية… إنه أشبه بزلزال هادئ، يعلن بداية طوفان سياسي قد يجرف في طريقه أسماءً نافذة، وجماعات ضغط، ومؤسسات، وربما حتى رئيس البلاد نفسه.
ملفات إبستين… الصندوق الأسود للطبقة الحاكمة
بأغلبية كاسحة بلغت 427 صوتاً مقابل صوت واحد فقط، صوّت مجلس النواب الأميركي على نشر ملفات جيفري إبستين، رجل الأعمال المنحرف الذي حمل في حياته أسرار علاقة السلطة بالمال والجنس والابتزاز.
هذا التصويت لم يكن مجرد انتصار لمبدأ الشفافية، بل إعلاناً صارخاً بأن النخبة الأميركية، بكل أحزابها، أصبحت تقف على أرض رخوة قد تنهار من تحتها في أي لحظة.
فالملفات – وفق القانون الجديد – ستخرج للعلن طالما ليست جزءاً من تحقيق فيدرالي جارٍ.
لكن الجميع يعرف أن إبستين لم يكن رجلاً عادياً… بل بوابة لاختراقات سياسية، وشبكة نفوذ امتدت إلى البيت الأبيض، والكونغرس، ووادي السيليكون، والعواصم الأوروبية.
لماذا الآن؟ ولماذا بهذه الأغلبية الساحقة؟
وجود ناجيات من جرائم إبستين أمام الكونغرس – يحملن صورهن عندما كنّ قاصرات – جعل من التصويت لحظة أخلاقية يصعب الهروب منها.
لكن ما وراء المشهد أبعد من التعاطف.
هناك صراع داخل واشنطن يريد كشف أوراق خصومه…
وصراع آخر يريد حماية نفسه عبر المبادرة بالهجوم.
والأهم: الانتخابات الأميركية لعام 2026 تقترب، وكل طرف يسعى لتحويل ملفات إبستين إلى سلاح سياسي شامل ضد الآخر.
خطر يمتد أبعد من واشنطن… من قصور الحكم في لندن إلى البيت الأبيض
ولفهم حجم الطوفان الذي قد تخلقه هذه الوثائق، يكفي النظر إلى ما حدث في بريطانيا.
فقد أدت علاقة الأمير البريطاني أندرو – نجل الملكة الراحلة إليزابيث – بإبستين إلى تجريده من ألقابه العسكرية والملكية وإبعاده كلياً من الحياة العامة.
تحوّل الأمير بين ليلة وضحاها إلى مواطن عادي بلا حصانة ولا مكانة رسمية… فقط لأنه اقترب من شبكة إبستين، التي لم يُكشف منها سوى جزء يسير.
إذا كانت إمبراطورية بحجم التاج البريطاني قد ارتعشت وسقط أحد أبنائها من على عرش الامتياز الملكي بسبب وجود اسمه في محيط إبستين، فكيف سيكون المشهد في واشنطن حين تُفتح الملفات كاملة
ويُكشف عن قائمة الأسماء الأميركية المتورطة أو المرتبطة أو الزائرة لطائرته الخاصة؟
هذا المثال وحده يوضح لماذا يشعر الجميع في العاصمة الأميركية بالخوف… لماذا يتحاشى السياسيون التعليق… ولماذا يصف البعض اللحظة بأنها “أخطر ما قد يواجه النظام السياسي الأميركي منذ فضيحة ووترغيت”.
ترمب… بين الإنكار والقلق
الرئيس دونالد ترمب ظهر متحدّثاً بثقة، نافياً أي علاقة له بإبستين، قائلاً إنه “طرده من نواديه لأنه كان يرى فيه منحرفاً مريضاً”.
لكن التوقيت مربك، والملفات ستصل إلى مكتبه قريباً، وهو قد تعهّد بعدم استخدام الفيتو ضد قانون نشرها.
هذا يعني أن الرئيس سيجد نفسه جزءاً من أكبر عملية كشف تاريخية لملفات جنسية وسياسية في الولايات المتحدة—قد تبرّئه تماماً، أو قد تفتح عليه أبواب الأسئلة التي حاول الهروب منها لسنوات.
من الذي سيغرق؟
وزارة العدل تمتلك صلاحية حجب ما تشاء تحت ذريعة “حماية التحقيقات الجارية”.
الجمهوريون يتهمون الديمقراطيين باستغلال القضية سياسياً.
والديمقراطيون يتهمون ترمب بأنه يحاول استخدام الملف كسلاح ضدهم.
لكن الحقيقة الواضحة هي أن لا أحد في مأمن:
قد تُكشف أسماء رجال أعمال كبار.
قد تظهر شخصيات سياسية من الحزبين.
قد تُسقط الملفات رموزاً مصرفية وتكنولوجية لا تُلمس عادة.
وقد تهتز الثقة العامة في المؤسسات لأعوام.
إنها ليست مجرد فضيحة… إنها عاصفة.
واشنطن تستعد لـ"الطوفان"
القرار الذي مرّ في مجلس النواب بأغلبية تشبه الإجماع ليس إعلاناً للشفافية فقط… بل اعتراف ضمني بأن واشنطن واقفة على برميل بارود انفجر نصفه، وبقي نصفه الآخر في انتظار الشرارة.
إنه طوفان قادم، لن يفرّق بين خصم وصديق، ولن يستثني رئيساً ولا سيناتوراً ولا رجل أعمال.
وكل ما تترقبه العاصمة الآن… ليس الملفات نفسها، بل الصدمات التي ستعقب نشرها.
واشنطن، ببساطة، تنتظر عاصفة قد تعيد تشكيل وجه السياسة الأميركية لعقود قادمة.