خرج و لم يعد .... و البحث عن فضولي ... ثنائية البحث عن الغائب الذي لن يعود كتبه يوسف عيسى عبدالكريم

خرج و لم يعد .... و البحث عن فضولي ... ثنائية البحث عن الغائب الذي لن يعود كتبه يوسف عيسى عبدالكريم


11-19-2025, 01:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763516388&rn=0


Post: #1
Title: خرج و لم يعد .... و البحث عن فضولي ... ثنائية البحث عن الغائب الذي لن يعود كتبه يوسف عيسى عبدالكريم
Author: يوسف عيسى عبدالكريم
Date: 11-19-2025, 01:39 AM

01:39 AM November, 18 2025

سودانيز اون لاين
يوسف عيسى عبدالكريم-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




يعد مصطلح خرج و لم يعد تعبير شائع في الثقافة السودانية و محفور في ذاكرة كل السودانيين و هو يصف حالة المناشدة و استنهاض المجتمع للبحث عن شخص اختفاء فجأة و لم يتم العثور عليه لذا في السابق كانت الإذاعة السودانية هي احدى و سائل النشر التي تستخدم في البحث و اقتفاء الأثر و التنويه . وعادة ما كانت نشرة الساعة الثالثة عصرا هي المساحة المخصصة لمساعدة الناس في البحث عن المفقودين من ذويهم حيث يقوم المذيع بتلاوة أسماء المفقودين و يسبق ذلك العبارة الشهيرة . خرج ولم يعد ...من منزله الكائن في حي كذا ..فلان الفلاني ...اوصافه كالاتي . طويل اسمر يلبس بدلة رسمية و نظارة سوداء و يعمل في وظيفة تنفيذية مرموقة الرجاء ممن يتعرف عليه الاتصال بأقرب مركز شرطة أو رئاسة مجلس الوزراء
من اشهر مجلات الأطفال في الوطن العربي مجلة ماجد التي كانت تصدر عن دولة الامارات المتحدة . و كانت اكتر الشخصيات شهرة بالإضافة شمسة ودانة و كسلان جدا هي شخصية فضولي و التي كانت دائما ما تجيد الاختباء بين صفحات المجلة و من ضمن المسابقات التي تقدمها المجلة هي مسابقة البحث عن فضولي . حيث كنا نقلب الصفحات بحثا عن فضولي علنا نوفق في الفوز بالجائزة بمعرفة مكانه .
و يعد المثالين السابقين وصف جيد لحالة اختفاء السيد كامل ادريس رئيس وزراء حكومة بورتسودان و الذي بات اختفائه اليوم مثيرا للجدل و التكهنات حيث اطلقت كثير من الشائعات حول عدم ظهور الرجل في المشهد في هذا التوقيت الحرج الذي يتطلب و جوده باعتباره رئيس وزراء مدني كامل الدسم حسب الدعاية التي صاحبت تعيينه في محاولة لإظهاره كشخصية مدنية مستقلة و سلطة تنفيذية ذات صلاحيات واسعة و هي الخطوة التي اعتبرناها محاولة لإستغفال المجتمع الدولي باستخدام الحكومة المدنية كواجهة فقط لتحسين صورة الانقلابيين .
و في خضم الاحداث المتسارعة في الساحة لمحاولة انجاز الهدنة المقترحة من الرباعية الدولية الراعية لجهود إيقاف الحرب في السودان يظل غياب كامل ادريس و بعده عن هذه الملفات يضع علامة استفهام كبيرة في اذهان السودانيين و يستدعي أسئلة كثيرة ما تزال مفتوحة تبحث عن أجوبة مثل ما ظلت تبحث عن فضولي و الغائب الذي خرج ولم يعد حتى الأن .