نهار الاحد ١٦ نوفمبر ٢٠٢٥م وكأن اوجاع السودانيين لا تريد ان تقف عند سقف معاناتهم الحالية فغادر الدنيا الفانية القانوني المعتق مولانا حسن ساتي السيد بعد صراع مع المرض تجاوزه بصبر وإيمان ..
الكثيرون ربما عرفوا طيب الذكر كأحد قواعد توطين القوانين وانظمتها بولايات السودان وبدولة قطر ومن تدربوا علي نهجه علما ومعرفة وتطبيقا للعدل والعدالة ومنذ أن رحل لدولة قطر بدايات العام ١٩٨٥م ..
حسن ساتي أبن دنقلا العجوز جال ربوع السودان وربما هو من اوائل خريجي جامعة الخرطوم " الجميلة ومستحيلة " واللذين درسوا الأنظمة وشاركوا في تنقيحها وإنزالها للواقع و التي وضع اجزاء من بنودها البريطانيين اللذين وطنوا لأنظمة تعليمية متنوعة وهو موسوعة علمية وانسانية صرف جل وقته بأروقة المحاكم لترسيخ العدالة وإنفاذها بجانب تبحره في فنون الاداب مكتبة داره زاخرة بكثير من بطون كتب العلوم الإنسانية ولا تخلوا منها الرواية والشعر وان غلب عليها كتب الارث والتراث حتى الرياضة شارك في صنع أنديتها وانحاز لفريق الموردة الامدرماني وتغلب عليه خاصية الحكي والسرد والتبحر بتفاصيل الانساب وأفرعها بقبائل السودان المتصاهرة بالأمس والمتطاحنة حد الوجع اليوم .
مغادرته لدار البقاء قلب بذاكرة أسرتنا صفحات نضرة من منهجه حيث ترعرع أطفالنا رفقة بعضهم بعضا وكم كنا نجلس بالساعات دون كلل او ملل للنهل من ينابيع معرفته العلمية والاجتماعية التي لا تحدها حدود وكثيرا ما كنت الح عليه ان يسجل ما يخطر بباله إن كان عن تاريخ دولة المغرة وشيوخها وزعماؤها او موسوعاته القانونية وتجاربه الحياتية والعملية .. وحسن ساتي عشقه للجذور جعلته في إجازاته لقرية القدار يتحول لتربال يحمل الطورية ويحفر الارض ويغرس شتول نخيل القنديلة والبركاوي ويربي المعز والأبقار ويصل الأرحام .. جعل الله البركة في انجاله ساتي ود. ايمان ورفيق دربها د. محمد البدري وعمر وخالد وعلي وأيناس وزوجته زينب عبدالرازق التي شاركته دراسة القانون وقاسمته اللقمة الطيبة الحلال وقطعا ستفتقده اروقة المحاكم ورفقته من اجيال القانونيين بدوحة الخير وجلسات الصلح وعارفي فضله وحكمته الصلح خير والتي كان يميل لها لرتق النسيج الاجتماعي وجعل الله الفردوس الاعلي مرقده .. والعزاء متصل لرابطة القانونيين بقطر ولصديقتنا القانونية منى المطاوعة وأطباء وطبيبات مشافي الدوحة وأصدقاء الاسرة الكثر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست