أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (65) وزير الخارجية السوداني… تلفيقٌ وكذبٌ ومضايرة! كتبه حسن الجزولي

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (65) وزير الخارجية السوداني… تلفيقٌ وكذبٌ ومضايرة! كتبه حسن الجزولي


11-18-2025, 01:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763428210&rn=0


Post: #1
Title: أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (65) وزير الخارجية السوداني… تلفيقٌ وكذبٌ ومضايرة! كتبه حسن الجزولي
Author: حسن الجزولي
Date: 11-18-2025, 01:10 AM

01:10 AM November, 17 2025

سودانيز اون لاين
حسن الجزولي -السودان
مكتبتى
رابط مختصر



نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (65)
وزير الخارجية السوداني… تلفيقٌ وكذبٌ ومضايرة!
في ترحيبه بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول الوضع في السودان واعترافه بوحشية ممارسات الدعم السريع، قدّم السيد محيي الدين سالم، وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني، ردوداً مرتبكة ومتسرعة، حاول من خلالها نفي التهم الموجهة إلى نظامه بوصفه شريكاً وقريناً في ممارسة الانتهاكات نفسها. ودعونا نمسك بتصريحاته نقطة نقطة:
• أولاً:
قال الوزير إن التصريحات الأمريكية "تُباعد بين مساواة جيش نظامي قومي ومليشيا قبلية خارجة عن القانون". وهذا، لو تعلق بالدعم السريع، فليس عليه خلاف. لكن السؤال الذي يتفاداه السيد الوزير هو:
وماذا عن المليشيات الأخرى المساندة للقوات المسلحة، التي ترعاها الحكومة وتبرر جرائمها؟!
لنأخذ كتيبة البراء بن مالك مثالاً - وهي النموذج الأبرز للفوضى والخروج على كل قانون وعرف ونظام عسكري أو مدني أو إنساني. وتشهد قطاعات واسعة من الشعب السوداني على جرائمها من قتل وتصفية خارج القانون وتعذيب طال الصغير والكبير.
فبماذا تُسمى هذه يا ترى؟!
• ثانياً:
ادعى سيادته أن القوات المسلحة والقوات المشتركة في الفاشر "فتحت الطريق لمواطني المدينة للخروج قبل أن تنسحب تكتيكياً حفاظًا على أرواح الأبرياء".
هكذا قال!
بينما تؤكد شهادات الناجين من مجزرة الفاشر أن القوات انسحبت دون أي اعتبار للسكان، وتركتهم تحت رحمة القوات الغازية. وكان الأجدر بالقيادة العسكرية ألا تتورط في مثل هذا الادعاء الذي يخصم من رصيد القوات المسلحة كلها.
ثم يُطرح السؤال المحرج:
لماذا لم تعمل القيادة العسكرية، خلال ثمانية أشهر من حصار الفاشر، على جلب حاميات من مناطق أخرى لفك الحصار وإنقاذ المدنيين؟!
• ثالثاً:
وعن الزعم بأن "إلزام المليشيا بالسماح بدخول الإغاثة أدى إلى الكارثة الإنسانية في الفاشر"، نسأل السيد الوزير:
إذا كان ما فعله الدعم السريع جريمة - وهو كذلك - فماذا فعلتم أنتم؟!
وقد نشرت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية خبرًا صادمًا مفاده أن الحكومة السودانية أمرت البعثة الدولية للإغاثة بمغادرة البلاد في لحظة هي الأخطر منذ بدء الحرب، بينما الملايين مهددون بالمجاعة، والفاشر على وشك الاقتحام!
• رابعاً:
يقول الوزير إنه يتطلع إلى "معاملة المليشيا الإرهابية بما تستحقه" ومساءلة كل من زودها بالسلاح أو فتح أراضيه لإدخاله، أو ساندها سياسيًا وروّج لها إقليمياً ودولياً.
وندعو القارئ للعودة إلى الفقرة السابقة وقراءتها بهدوء:
فالطرف الذي تنطبق عليه هذه التهم - نصًا وروحًا - هو الحكومة السودانية نفسها وحزبها الذي يساندها، لا غير!
إلا إذا صدّقوا روايتهم العجيبة بأن من سلّح الدعم السريع، وفتح له الحاميات في قلب العاصمة، وهدّد الشباب السلميين بالقتل… لم يكن سوى "قحت والشيوعيين والبعثيين وحكومة حمدوك!!"
وإلا فبماذا نُسمي هذا غير المثل العربي البليغ:
"رمتني بدائها وانسلّت".
• خامساً:
وفي ختام تصريحه، أكد السيد وزير الخارجية "انفتاح حكومة السودان للتواصل مع المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والسلام".
جميلٌ جداً.
لكن البداية الحقيقية لهذا الانفتاح تكون بتسليم كل من عمر البشير المختفي في مروي، وعبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، وكافة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، أسوة بالمجرم كوشيب، حتى تقف الحكومة أمام العالم موقفًا غير ملتبس، وتبرهن أن حديثها ليس مجرد لغو في الهواء الطلق.

إن تزييف الوقائع لا يُعيد كتابة التاريخ، ولا يعفي أحداً من مسؤولياته. فالسودان يواجه اليوم أسوأ فصول الانهيار الإنساني والسياسي، والانحياز للحقيقة لم يعد خياراً بل واجباً أخلاقياً ووطنياً. وإن كانت الحكومة تريد فعلاً طريقاً نحو السلام، فعليها أن تبدأ من الاعتراف الشجاع، لا من الهروب، ومن المحاسبة، لا من تبادل الاتهامات. فالأوطان لا تُبنى بالإنكار، بل بالصدق، والعدل، وإرادةٍ تُنهي الحرب لا تُنكر جرائمها.