Post: #1
Title: لا للحرب.. نعم للهدنة (3) كتبه أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 11-18-2025, 01:06 AM
01:06 AM November, 17 2025 سودانيز اون لاين أحمد الملك-هولندا مكتبتى رابط مختصر
يستمر النزيف، تتجدد حرب المدن لتراكم مزيدا من المآسي، الآلاف ينزحون، البحار تبتلع العشرات من شباب هذه البلاد الهاربين من محرقة الحرب. قبل ايام لقي عدد من المهاجرين السودانيين حتفهم غرقا في البحر الأبيض اثر غرق قاربين بالقرب من السواحل الليبية، ومنذ مطلع هذا العام لقي المئات حتفهم في مغامرة ركوب البحر، وكأنه كتب على هذا الشعب أن يهرب من الموت ليجد الموت في انتظاره في كل مكان. منظمة الفاو تتوقع ان تتفشى المجاعة في السودان بسبب الحرب وعدم الاستقرار الاقتصادي. في العام المنصرم فشل الموسم الزراعي في معظم ارجاء بلادنا اما بسبب انعدام الأمن أو بسبب استهداف محطات الكهرباء كما حدث في الولاية الشمالية، ومؤكد ان تكرار ذلك في الموسم الزراعي الحالي سيعني مزيدا من المعاناة المتفاقمة لإنسان هذه البلاد. القطاع الصحي لا تزال معظم مؤسساته خارج الخدمة، والقليل الذي يعمل يعاني من قلة الكوادر والإمكانات، والخدمات المتوفرة ليست في متناول الجميع مع الظروف الاقتصادية التي يعاني منها معظم الناس. ملايين الأطفال خارج العملية التعليمية. المعلمون يعانون من الغلاء وقلة الموارد، المعلمون المعاشيين لم يستلموا مستحقاتهم المالية منذ سنوات، لا مرتبات ولا معاش ولا أية شيء يساعدهم على مواجهة أعباء حياة تزداد سوءا بمتوالية هندسية في ظروف بالغة الصعوبة وهذا حال معظم المعاشيين ومعظم موظفي الدولة. النازحون في دول الجوار انقطعت موارد معظمهم، يبقون بين سندان البقاء دون موارد ومطرقة العودة في ظل غياب الأمن والموارد في مناطق كثيرة. حتى النازحون في الداخل فضّل الكثير منهم العودة الى بيوتهم رغم وجود عدة مخاطر من انعدام للأمان وانتشار للأوبئة، بعد أن تقطعت بهم السبل هناك. ومن بعد ذلك مطلوب منهم الاستنفار والانخراط في الحرب بينما أبناء المترفون الكيزان بعيدا يواصلون حياتهم ودراساتهم وتتعالى أصواتهم من على البعد أن (بل بس) في انتظار العودة الميمونة بعد تحقق الانتصار على المليشيا لاستئناف النهب وتجييش المزيد من المليشيات باعتبارها الوصفة الأفضل لإطالة امد عدم الاستقرار الذي يضمن لهم العودة والبقاء في السلطة. يركزون في هجومهم على المدنيين، فالحرب تم شنها أساسا للقضاء على ثورة ديسمبر، وفي الفترة الماضية تم استهداف الكثيرين من رموز الثورة، والتهمة جاهزة: التعاون مع الطرف الآخر! ما قامت به لجنة التفكيك من فضح لجزء يسير من فسادهم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا ولا حتى في أعتى الديكتاتوريات التي شهدها العالم. كل ذلك يؤرقهم ويقض مضاجعهم لذلك يسعون بكل وسيلة لكبح جماح مبادرات وقف الحرب او حتى التوصل الى هدنة تعطي أملا في سلام دائم. لم تحسم أي من حروب هذه البلاد خارج طاولة المفاوضات، الجهات التي تدفع باتجاه استمرارا هذه الحرب، تريد تهيئة الجو للعودة الى السلطة والقضاء على كل القيم التي خلفتها ثورة ديسمبر والنجاة من المحاسبة على جرائم الثلاثة عقود التي أثمرت هذه الحرب العبثية. #لا-للحرب
|
|