وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء 14 كتبه مصطفى منيغ

وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء 14 كتبه مصطفى منيغ


11-17-2025, 04:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763396556&rn=0


Post: #1
Title: وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء 14 كتبه مصطفى منيغ
Author: مصطفى منيغ
Date: 11-17-2025, 04:22 PM

04:22 PM November, 17 2025

سودانيز اون لاين
مصطفى منيغ-فاس-المغرب
مكتبتى
رابط مختصر





القصر الكبير :

الحنين اعتراف دون استنطاق عما حدث لمُهتَمٍّ من عشرات السنين او للحظة ماضية فقط ، تجعل منه سابحا في فضاء الفرح أو كلما تذكر أجزاء منها مع الحسرة والندم سقط ، لذا يتهرب ما تمكن لاسترجاع ما فات كليا أو جزئيا شاغلا فكره بما استطاع من أمور التقط ، وإن كانت تافهة المهم تأخذه ولو للسوداء كنقط ، تلهيه لحين عن ذاك الوسط ، حيث عاش زمن سيطرة نطام يتقن كل صنوف الشطط ، لمواجهة المناضلين بما يُسكت أصواتهم بما تنطق به مع جلودهم من صياط . في أيام حالكة اختلط فيها الطلم بالاستبداد فتولَّد عنهما الغضب الصامت وهو الأشد من العلني بأشواط . حيث فكَّر ذات النظام في ادخال أحرار مدينة مجاهدة داخل قدر تغلي فوق نار الحرمان ويحرك صمودهم الخرافي بأغرب مسواط .

... اليهود في القصر الكبير وجدوا ما كان يهمهم من تعايش مثالي سلمي قائم على الاحترام المتبادل بينهم وأغلبية سكان المدينة من المسلمين ، بالرغم من انغلاقهم كشيمة ملتصقة بهم مذ كانوا ، إلا أنهم استأنسوا بانفتاح شمل زمرة منهم وهم يتعاطون بعض الحرف المفروض التعامل في اطارها مع الغير بنوع من التساكن القائم على مبادلة العلاقات الحميمية ومنها الزيارات العائلية والحضور في بعض المناسبات الخاصة بطقوس الديانة اليهودية الممارسة في ساحة سيدي بلعباس حيث تُحرق الشموع في ما يشبه ضريح يعج بالزوار من مختلف الأمصار لأهمية المدفون داخله الحاخام ّيهودا الجبلي" ، بالتأكيد كان "الملاح " بحارة "الديوان" بمثابة القلعة التي عمدوا لجعلها مقر إقامتهم الجماعية ، مكونين داخلها وحدة بشرية متجانسة تتقاسم عادات وتقاليد عريقة ، وتهدف للإبقاء على وحدة تميزهم عن سواهم من سكان المدينة ، بالتكافل المنظم فيما بيننهم تجعلهم الأدرى بالمعوزين الفقراء منهم ، فيتكفلون برعاية أحوالهم ، وادماجهم للعيش في أمان من مد اليد . لهم مع جيل المدرسة الأهلية الحشنية بعض المواقف التي رسخن في داكرة البعض مواقف نبيلة ، ترسم بألوان زاهية لوحة تشير بمدى التلاحم الإنساني بين يهود تلك المرحلة ومدينة القصر الكبير تبني مستقبل أبنائها العلمي طوبة بعد طوبة ، حيث وُضعت مدرسة كانت خاصة ببنات اليهود لتقام فيها أول ثانوية عرفتها المدينة ، تأسست بفضل الأهالي واصرارهم على تعويض ما أهملته السلطات الحاكمة خلال مراحل لم يكن للقصر الكبير مكانة عندها لأسباب سابقة الذكر وما يأتي ذكرها في سياق نفس الموضوع لاحقا ، مؤسسة تعليمية قصرية مائه في المائة برامج وأطقم التدريس وما يحتاج استمرارها من ميزانيات مالية ، أول فوج التحق بها حُدد في ثماتين تلميذ وتلميذة ، عيِّن على رأسها مديراً الراحل مصطفى الشاوش المتحمل في نفس الوقت تلقين علوم الدين الاسلامي ، ومن أساتذتها المشهود لهم بالكفاءة الراحل العياشي الحمدوني والراحل عبد السلام طريبق والراحل أحمد السوسي وغيرهم من الأساتذة الأجلاء ، بإضافة أحد رجال دين اليهود المكلف كان بتعليم اللغة الفرنسية . من بين تلاميذ تلك المؤسسة القاعدة الأصيلة لانطلاق التعليم الثانوي بالقصر الكبير ، نتذكر في هذه العجالة : أسماء أحمد الرهوني ، السدراوي ، ادريس الطود ، عبد السلام السريفي ، أحمد بريطال ، الزناكي ، أحمد الشاوي ، مصطفى منيغ ، المختار السباعي ، بوغالب الخلطي ، أحمد المصباحي ، أحمد البناي ، عباس عدة ، فؤاد احسيسن ، الغالي العلوي ، محمد الرهوني ، السلاوي ، عبد السلام البقالي ، مصطفى الصفريوي ، العربي العسري ، مصطفى طريبق ... الى آخر القائمة المتضمنة ثمانين من الطلبة مثلوا أمل القصر الكبير في عهده الجديد.

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

[email protected]

212770222634