Post: #1
Title: سلفاكير تغير مسار أم حفاظ على السلطة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 11-17-2025, 11:03 AM
11:03 AM November, 17 2025 سودانيز اون لاين زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا مكتبتى رابط مختصر
يوجه النظام السياسي في دولة جنوب السودان عدم استقرار، و تعديل مستمر في الحقائب الدستورية و الأجهزة العسكرية الجيش و الجهاز الأمني، و بصورة مستمرة؛ الأمر الذي يشير إلي أن الرئيس سلفاكير ميارديت يوجه تحديا من بعض مراكز القوى في السلة، بعض يعزي هذه الأضطراب نتيجة لتدخلات خارجية لها صلة قوية بقيادات نافذ في السلطة، و البعض الأخر ينسبها لفساد في قمة جهاز الدولة لذلك أضطر سلفاكير أن يحدث ثمانيية تغييرات لحاملي حقيبة وزارة المالية منذ عام 2020م .. أن المراسيم الرئاسية لم تبين أسباب إقالة بنيامين بول ميل نائب رئيس الجمهورية و نائب رئيس الحزب الحاكم، لكن إقالة وزير المالية و محافظ البنك المركزي و رئيس هيئة الإيرادات و الذين تربطهم علاقة وطيدة بنائب رئيس الجمهورية التي تمت إقالته.. و يقول بعض السياسيين الجنوبيين أن إتهام بنيامين بالفساد ليس وليد الحظة، بأن الرجل متهم منذ سنين عديدة عندما كان مستشارا اقتصاديا لرئيس الجمهورية، و كانت الولايات المتحدة أتهمته بفساد، قامت به شركات مرتبطة شخصيا ببنيامين، و حصوله على مئات الملايين من الدولاارات كانت مخصصة إلي بناء طرق في دولة جنوب السودان.. لكن إعادة قيادات للسلطة كان قد تمت إقالتهم تؤكد أن سلفاكير متوجس من عمل مناهض له من قبل بنيامين بول ميل و كل المجموعة المرتبطة به خاصة في المجال الاقتصادي، و أن المسألة ليست قاصرة على صراع داخل السلطة أنما يكون لها أمتدادات خارجية. خاصة هناك اتهام بأن هناك 700 مليون دولار من أموال النفط غير مقيدة في السجلات. لذلك أعاد سلفاكير تعين الجنرال توت قلواك مانيمي مستشارا رئاسيا للأمن القومي خلفا لمدوت يل و تعين الجنرال نيون فيليب قائدا للحرس الرئاسي خلفا للجنرال فالانتينو باك مكوي.. و هي مسائل مرتبطة بأمن البلاد و رئيس الجمهورية شخصيا، كما أن التغيير شملت الحزب الحاكم حيث جاء نائبا جديدا لرئيس الحزب و أمين عام.. الأمر الذي يؤكد أن سلفاكير يريد أن يقبض على مفاصل الأمن و الجيش و الحزب و هي الهيئات الي يقع عليها إدارة الدولة.. هذا إلي جانب التغييرات التي شملت القطاع الأقتصادي و المالي في الدولة.. قبل إقالة الرئيس سلفاكير نائبه و المجموعة التي تدين له بالولاء كان في زيارة للأمارات استمرت خمسة أيام، رغم أن الزيارة كانت رسمية لكن لم تغطيها الأجهزة الإعلامية الإماراتية، و الغريب أن سلفاكير في ظرف ثمانية اشهر زار الأمارات ثلاث مرات في فبراير و يونيو و الآن في نوفمبر... بينما زارها نائبه المقال في اغسطس الماضي.. و رغم أن البعض يعتقدها زيارة علاجية إلا أن المتحدث بأسم رئاسة الجمهورية ديفيد أجور مامور كان قد ذكر لراديو " إي" أن الزيارة تهدف إلي جذب الاستثمارات الأماراتية في قطاعات الطاقة و الزراعة و التعدين و البنية التحتية .. و أيضا هناك إشارات أن البعض يعتقد أن زيارة نائب رئيس الجمهورية المقال كان قد أتفق مع قيادة الأمارات لإقناع سلفاكير بالتنازل عن منصب رئاسة الجمهورية لنائبه، و أن الأمارات سوف تضمن له إقامة طيبة هو و اسرته في الإمارات، أو في دولة جنوب السودان؛ الأمر الذي أزعج سلفاكير و جاء بعجل لكي يتخذ قراراته. و هي قرارات ليس ببعيدة عن تسليم السلطة دون إراقة للدماء، و لكن سلفاكير رجل تربى في الأحراش و ليس في قاعات الدراسة.. لذلك تجده قادرا على إلتقاط الأشياء، و يعرف كيف يتعامل معها بالسرعة المطلوبة.. من المفارقات أن الميليشيا عندما أقدمت على تشكيل تحالفها " تأسيس" كان في فبراير 2025.. و في ذات الشهر كانت حكومة أبوظبي قدمت دعوة لسفاكير مياردت بزيارة أبوظبي في فبراير 2025م، مما يؤكد أن أبوظبي كانت تسعى إلي تنسيق بينها و القيادة في دولة جنوب السودان، و تخص الشأن السوداني و الحرب الدائرة فيه.. و في أول شهر يوليو 2025, أعلنت الميليشيا و حليفتها الحركة الشعبية تكوين حكومة "تأسيس" على أن تكون العاصمة التي تقيم فيها " نيالا".. و في أغسطس 2025 زار بنيامين بول نائب سلفاكير أبوظبي، هو اللقاء الذي قد حدث فيه التنسيق على أن تسمح دولة جنوب السودان بمرور المرتزقة للمشاركة في حرب السودان.. كان الظن أن مجموعات الجنوبيين الذين كانوا يقاتلون مع الميليشيا في الخرطوم و ولاية الجزيرة و سنار قد تم استقطابهم من قبل الميليشيا من الجنوبيين الذين كانوا مقيمين في السودان.. لكن الجنوبيين الذين شاركوا في حروب كردفان و دارفور، كانت القيادة السياسية في دولة جنوب السودان أو بعض منهم وراء دفعهم و إرسالهم للمشاركة لذلك جاءوا بكميات كبيرة.. منذ فبراير بدأ التنسيق بين أبوظبي وجوبا، على أن تأسس أبوظبي مستشفى لمعالجة المصابين من الميليشيا، مثل مستشفى "أم جرس" في تشاد أن تفتح جوبا أبوبها للميليشيا تحت زريعة أن هناك قادمين للعلاج. و لكن كان الدعم اللوجستي يذهب عبر ممر الحركة الشعبية إلتابعة للحلو إلي مناطق كردفان و دارفور، و خاصة تناكر البترول... و كان مساعد القائد العام الفريق أول ياسر العطا قال في إحدى تصريحاته، أن موطني جنوب السودان المجندين في صفوف الميليشيا قد بلغوا 65% من مجندي الميليشيا.. لكن الصحافية مها التلب المتخصصة في شؤون دولة جنوب السودان، كانت قد ذكرت السنة الماضية بأنه يوجد تياران في جنوب السودان، أحدهما مساند للميليشيا بزعامة مسؤول التعبئة في الحركة الشعبية و مستشار الرئيس بنيامين بول، و المجموعة الثانية داعمة للجيش برئاسة الرئيس سلفاكير و مستشاره الأمني السابق توت قلواك و قادة أخرين.. لكن عندما تم تعين بنيامين بول نائبا للرئيس من خلال تذكية قدمها للرئيس سلفاكير، استطاع أن يعين كل مجموعته في قيادة الجيش برئاسته و في الأجهزة الأمنية و الاقتصادية. و بعد ذلك زار بنيامين أبوظبي في أغسطس حيث بدأ الدعم بصورة واسعة للميليشيا.. ألآن بعد إبعاد بنيامين و كل مجموعته في القطاع العسكري و الأمني و الاقتصادي سوف تخسر الميليشيا أهم منفذ لها، و أيضا الحركة الشعبية التابعة للحلو.. و في مقال أخر سوف أتطرق لحديث محمد يوسف أحمد المصطفى و فكرته عن التحالف بين الميليشيا و الحركة الشعبية.. نسأل الله حسن البصيرة..
|
|