هل أنت مثقف ؟ (٤) بقلم المهندس أحمد نورين دينق

هل أنت مثقف ؟ (٤) بقلم المهندس أحمد نورين دينق


11-16-2025, 05:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763315350&rn=0


Post: #1
Title: هل أنت مثقف ؟ (٤) بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 11-16-2025, 05:49 PM

05:49 PM November, 16 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



السيناريو الآخر : الشعب الجنوب سوداني ينظم قواعده و يقود التغيير بنفسه بعيداً عن حكومته :- عقل الكاتب أو المفكر ، يختزن فيه تجارب السنين ، للإستخدام عند الحاجة ، و في هذه الجزئية ، أتذكر حوارا أجرته صحيفة سودانية ، مع أحد قيادات منطقة أبيي في حزب المؤتمر الوطني ، و البلاد مقبلة على الإستحقاق التأريخي المتعلق باستفتاء شعب دولة جنوب السودان ، و القيادي هو : سيادة العقيد الراحل عبد الكريم منيل شول كدجانق ، سأله الصحفي في ذلك الحوار سؤال أخير لا أذكره بالتحديد بقدر ما أذكر الإجابة التي كانت مختصرة و مفيدة جداً جداً ، ألا و هي : ( على المريض أن يعاود الطبيب) . فالشعب الجنوب سوداني اليوم هو المريض ، وهو في ذات الوقت ، هو طبيب نفسه ، لأن أدواء الشعوب ، لا تعالج بوصفات من الخارج ، بل بوصفات من الداخل ؛ فالسيناريو الأول الخاص بأن يعيد حزب الحركة الشعبية تنظيم نفسه ، و إعطاء الفرصة للإصلاحيين في داخل الحزب هو بيد الحكومة ، و ربما بل أكيد لن يجد طريقه للتنفيذ بسبب غلبة أهل المصلحة داخل الحزب و الحكومة على أهل الإصلاح و الميل لتدارك صالح الشعب ، و لذا على الشعب الجنوبي أن يشرع في تنظيم نفسه ، ليقود بنفسه معركة التغيير ؛ فالخطأ الذي وقع فيه الشعب طوال السنوات الماضية و التي ترجع إلى العام ٢٠١٨م هو كونه أوكل مهمة إجراء الإنتخابات إلى الحكومة فقط ، و جعلها مسألة حكومية بحتة ، لا يد ، من قريب أو بعيد للشعب فيه ، و الحصاد كان : المماطلة في التنفيذ ؛ فكل مرة تؤجل لمدة عامين ، نعم ، و الان الشعب صار : أفقر شعب في العالم ، و صار : أذل مواطن على وجه الأرض في موطنه ؛ حيث يشتغل تحت الأجنبي في بلاده ، لأن الحكومة فشلت في توفير حاجياته الأساسية : التعليم بيد المنظمات الدولية ، الصحة بيد المنظمات الدولية ، الغذاء بيد المنظمات الدولية ؛ كذلك الكهرباء و المياه ، بيد الشركات الأجنبية ، الحكومة فشلت حتى في الإيفاء بأبسط حق من حقوق المواطن وهو : بند المرتبات و التسيير ، حيث يطالب الشعب حكومته بمرتبات أكثر من أثني عشر شهر ؟ هل يعقل أن يكون حصاد الإستقلال أن يكون وضع المواطن الجنوب سوداني أكثر سوءاً بثلاث أو أربع مرات من وضعه قبل الإستقلال ؟ فما الفائدة إذن من الإستقلال؟ الشعب الروسي عندما كان يعاني في ما قبل و ما بعد تمزق الإتحاد السوفيتي أعاد تنظيم نفسه ، و رشح فلادمير بوتين لمعركة الإصلاح السياسي و الاقتصادي ، فنجح في ذلك ، مع أن التغيير كان قد جاء ، وهو مقبل على عمره الخمسين ، أي كان معاصرا لجزء من معاناة الشعب الروسي مع الحكومات الفاسدة و العاجزة ، و كذلك عندما إنتظمت تركيا خلف حزب العدالة والتنمية التركي لقيادة التغيير ، و سلمت القيادة لرجب طيب اردوغان ، كان أيضاً في بدايات الخمسينيات من عمره ، أي عاصر عدداً من الحكومات العسكرية الفاسدة المتعاقبة على تركيا ، فالشعب في أي مرحلة من مراحل نموه الحضاري ، لا يخلو من الرجال الإصلاحيين الأكفاء ، و لكنه يحتاج فقط إلى تنظيم صفوفه ، و ترتيب قواعده للوصول إليهم ، و بعد ذلك إعطائهم الفرصة ، فعلى الشعب الجنوب سوداني إدراك أن أمثال د. جون قرنق أو من هم أفضل منه ، هم موجودين في صفوفه ، فحواء الجنوب سودانية ولادة ، لم تعقم أو تتوقف عن الولادة بعد .