مالك مجافي الناس: صوت إيمان أم روابة ورسالة التآلف كتبه كمال الهِدَي

مالك مجافي الناس: صوت إيمان أم روابة ورسالة التآلف كتبه كمال الهِدَي


11-16-2025, 02:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1763258575&rn=0


Post: #1
Title: مالك مجافي الناس: صوت إيمان أم روابة ورسالة التآلف كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 11-16-2025, 02:02 AM

02:02 AM November, 15 2025

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-عمان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات





كثيراً ما ذكرت أن الكتابة عن الكرة والرياضة في مثل هذه المرحلة تعد ضرباً من الترف، ونحن نعيش هذه الظروف القاسية. وإذا كان الحديث عن الرياضة يبدو كذلك، فالأولى أن يبدو الحديث عن الغناء والفن أشد وطأة على من يكتوون بنيران الحرب، أو يشعرون بآلام غيرهم.

لكنني أتناول هذا الجانب، أي الغناء اليوم لسببين: أولهما أن الأغنية التي سمعتها من مطربة شدتني إليها كثيراً، تحمل كلمات نحن في أمس الحاجة إليها في هذه الظروف، مع انتشار خطاب الكراهية وارتفاع صوت الساعين إلى توسيع الخلافات بين السودانيين، حتى ولو كانوا أفراد أسرة واحدة، ناهيك عن أن يكونوا منتمين لقبائل أو مناطق أو أعراق مختلفة. والسبب الثاني هو أن المطربة التي أدتها بدت لي مختلفة عن كثير من بنات جيلها، وهي لا يمكن أن تُصنف (قونة) بأي حال. وعلى فكرة، كنت دائماً أتجنب مفردة (قونة)، لكنني أستخدمها اليوم بعد أن استوعبت معناها وأصلها وتيقنت أنها أبعد ما تكون عن السوء الذي كنت أظنه، فهي ليست شتيمة، بل مجرد توصيف.

الأغنية التي أعنيها هي رائعة المطرب محمود على الحاج " مالك مجافي الناس". وقد أدتها إيمان بت أم روابة بصوتها الشجي بصورة أكثر من رائعة، وبدفء ملحوظ.

سبق أن استمعت للمطربة إيمان عابراً في إحدى أغاني الحماسة، ورغم أنها تجيد هذا النوع من الغناء فيما بدا لي، إلا أنها لم تشدني مثلما فعلت عندما سمعتها تؤدي " مالك مجافي الناس".

تبدو إيمان – على خلاف الكثير من بنات جيلها – طبيعية في أدائها وأسلوبها، فهي تمنحك الإحساس بأنها تغني حباً في الغناء لا لمجرد الظهور أو السعي وراء الشهرة كما تفعل أخريات.

وأتمنى أن تجد من المختصين من يمدون لها يد العون، حتى تمضي في الطريق الصحيح وتستفيد من موهبتها وقدراتها الصوتية والأدائية بأفضل صورة. وأن تركز هي على أن تكون نفسها، وأن تعتني بالتجويد، بعيداً عن مظاهر المبالغة وحمل الهاتف أثناء الغناء والانشغال بالأمور الجانبية التي تلجأ إليها كثيرات للتغطية على ضعف الموهبة أو انعدامها كلياً.

أما الأغنية، فلا شك في أن معظمكم يعرف كلماتها جيداً، لكنني اكتفي هنا بالتعليق على مقطع " الجار بخاوي الجار بالفيهو والمافيهو". فشاعرها بابكر الطاهر شرف الدين (رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان) لم يقل إن الجار يخاوي جاره النوباوي، أو الجعلي أو الدنقلاوي أو الغرباوي أو البجاوي، بل إكتفي بعبارة " بالفيهو والمافيهو". وإن قبلت جارك بأي صفات يحملها، فالمؤكد أنك لن تقف أمام قبيلته، سحنته أو عرقه. وما أحوجنا اليوم لمثل هذا التآلف ورفض طرح بعض العنصريين ودعاة الفتنة فالسودان ملك لجميع أهله بكل سحناتهم وقبائلهم وأعراقهم.

وما دمنا بصدد الطرب والتآلف أود أن اختم بتعليق على مقطع فيديو لصاحبة محل مواد تجميل شهير، حسب ما فهمت. ورغم انها كانت تخاطب بعض النساء المحتالات اللاوتي يشترين منها بعض المستلزمات، ثم يرسلن إشعارات بنكية خاطئة للتهرب من الدفع، إلا أن الشابة عبرت عن غضبها وسخرت منهن بطريقة لطيفة، وطالبتهن بعدم اللجوء لمثل هذه الاساليب الاحتيالية، دون استخدام شتائم أو عبارات خارجة كما يفعل الكثيرون. وما أحوجنا أيضاً لإدارة الخلاف بهذا الشكل.